أرض كنعان/ متابعات/ بأمعاء خاوية، ووجوه شاحبة، وأجساد أصابها الوهن إلا من عزيمة قوية وروح أبية ترفض الخنوع أمام جبروت السجان الصهيوني، يواصل الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال، اليوم السبت (31-5) إضرابهم عن الطعام لليوم الـ38 على التوالي، وسط تضامن شعبي متصاعد وتجاهل من السلطات الصهيونية.
المركز الفلسطيني للدراسات، أكد في بيان له أمس الجمعة، أن الأسرى الإداريين المضربين وصلوا إلى حالة الخطر الشديد، قائلاً: "ارتقاء شهداء في هذا الإضراب أمر وارد، نظراً لأن 80 أسيراً نقلوا إلى المستشفيات في حالة يرثى لها، حيث يعانون من تقيؤ الدم وفقدان الوعي وعدم القدرة على الحركة وفقدان الوزن بنسبة مؤثرة، علاوة على أعراض صحية خطيرة كانخفاض الضغط ومستوى السكر".
1500 أسير مضرب
من جهته، توقع مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى فؤاد الخفش ، أن يصل عدد الأسرى المضربين عن الطعام بشكل مفتوح في السجون الصهيونية يوم غد الأحد إلى 1500 أسير.
وأفاد الخفش بأن باقي الأسرى في السجون الصهيونية الأخرى سيخوضون إضرابات تضامنية مع الأسرى المضربين خلال الفترة القريبة القادمة.
وأوضح أن الأسرى الإداريين، وعددهم 100 أسير، يسجلون أطول إضراب جماعي في تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة بعد دخولهم اليوم الـ38 في الإضراب.
وأبدى الخفش رضاه عن حالة التضامن الشعبي المتصاعد في الضفة الغربية المحتلة مع الأسرى المضربين عن الطعام، وخصوصاً في مدينة الخليل "التي تشهد تصاعداً لافتاً في مقاومتها للاعتقال الإداري".
فعاليات تضامنية
وعمت الفعاليات التضامنية المناصرة للأسرى المضربين عن الطعام أمس الجمعة (30-5)، مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة، فيما اعترضت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية مسيرتين خرجتا في مدينة جنين، ومنعتهما من إكمال فعاليتهما.
ففي مدينة بيت لحم، نظمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والفصائل الفلسطينية، مسيرة حاشدة بعد صلاة الجمعة، نصرة للأسرى الإداريين، كما انطلقت في بلدة سعير ومخيم العروب بالخليل فعاليتين للتضامن مع الأسرى الإداريين احتشد خلالها المئات استجابة لدعوة وجهها مركز أسرى فلسطين للدراسات.
وفي مخيم العروب شمال الخليل، اعتصم مئات من أهالي الأسرى، يتقدمهم قيادات الفصائل الفلسطينية، وأسرى محررون، في خيمة التضامن المقامة بالقرب من مسجد عمر بن الخطاب وسط المخيم.
أما في سلفيت فقد نُظمت وقفة تضامنية شارك فيها أسرى محررون ومواطنون، طالبوا خلالها المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية بالضغط على سلطات الاحتلال للاستجابة لمطالب المضربين العادلة وسرعة الإفراج عنهم.
وفي بلدة يعبد جنوب جنين، نظمت وقفة شبابية حمل خلالها المشاركون يافطات أكدت على دعم الأسرى في إضرابهم، واستنكرت التخاذل في دعم قضيتهم، ونددوا بالاعتقال الإداري، وحمّلوا الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى المضربين عن الطعام.
ولا تزال الدعوات لعشرات الفعاليات التضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام تملأ المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي في محاولة لرفد إضراب الأسرى بحالة جماهيرية ضاغطة تعينهم على تحقيق مطالبهم بالحرية ووقف سياسات مصلحة السجون الصهيونية الظالمة.