أرض كنعان_غزة/ على تلة مرتفعة بين جنوب قطاع غزة والأراضي المحتلة منذ عام 1948، وفي نقطة مهمة من الحدود الفلسطينية المصرية، يتموضع معبر كرم أبو سالم، الذي حولته قوات الاحتلال الصهيوني منذ سنوات عدة إلى معبر تجاري، دون أن تغيب عنه الأدوار الاستخبارية والعسكرية.
فالموقع الذي اعتمدته قوات الاحتلال كمعبر للحركة التجارية مع قطاع غزة، بديلاً عن معبر المنطار، رغم عدم تجهيزه بشكل ملائم، بات بوابة خنق أساسية للقطاع؛ فقدرته محدودة خلال أيام فتح المعبر على حركة نقل البضائع مقارنة بمعبر المنطار، فيما بات إغلاقه المتكرر يفاقم من المعاناة الإنسانية في القطاع.
اعتداءات متكررة
ويؤكد الشيخ منصور بريكة، رئيس بلدية الشوكة، أن المعبر مقام على أراضي المواطنين في المنطقة، وهو بمثابة موقع عسكري ضخم، بات وجوده يمثل قلقاً لسكان المنطقة جراء الاعتداءات المتكررة المنطقة منه بالقصف والتوغل.
وأوضح أن قوات الاحتلال قامت بتجريف مساحات واسعة من الأراضي وأعداد كبيرة من المنازل والمنشآت قبالة المعبر وبعمق يصل إلى مئات الأمتار بدعوى توفير الأمن لجنود الاحتلال العاملين في المعبر والموقع العسكري المحاذي له.
ويتموضع إلى جانب بوابات المعبر موقع عسكري ضخم، يمثل منطلقاً لدبابات الاحتلال التي تتوغل بين الحين والآخر في المنطقة الشرقية من رفح.
بوابة خنق متكررة
وبحسب تقرير صدر حديثاً عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فإن قوات الاحتلال أغلقت المعبر وهو المنفذ التجاري الوحيد لقطاع غزة 45 يومًا خلال الثلث الأول من العام الجاري، بنسبة إغلاق بلغت 37.5%، بحجة الأعياد اليهودية، وتم فتحه 75 يوما فقط خلال تلك الفترة.
وأكد "المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان" في التقرير استمرار الإجراءات الصهيونية التي تهدف إلى جعل القيود المجحفة المفروضة على حركة مواطني القطاع، وعلى حركة البضائع والسلع الأساسية مقبولة على المستوى الدولي، رغم أنها تشكل انتهاكا جسيما لقواعد القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
إغلاق المعابر وتحويله لتجاري
وبحسب الناشط الحقوقي ياسر عبد الغفور، فإن قوات الاحتلال اعتمدت معبر كرم أبو سالم، بشكل نهائي كمعبر تجاري منذ إغلاق معبر المنطار "كارني" بتاريخ 2/3/2011، وهو ما أدى إلى آثار كارثية على اقتصاد القطاع ليخلف واقعاً مريراً ألقى بظلاله الخطيرة على مجمل الحركة التجارية.
وأشار عبد الغفور في تصريحات لمراسلنا، أنه سبق إغلاق المنطار إلى معبر صوفا، جنوب شرقي القطاع في أوائل العام 2009 بشكل نهائي، وإغلاق معبر ناحل عوز، شرقي مدينة غزة، والذي كان مخصصاً لإمداد القطاع بالمحروقات وغاز الطهي منذ مطلع العام 2010 بشكل كامل ونهائي أيضاً، وهو ما حول معبر كرم أبو سالم إلى معبر تجاري وحيد رغم أنه لم يكن مجهزاً بالأساس لهذا الغرض؛ ما تسبب بزيادة الخنق والتكلفة على حركة نقل البضائع.
بعد استخباري
ولا تتوقف الانعكاسات السلبية للمعبر على الخنق الاقتصادي، فهناك أبعاد استخبارية من خلال محاولة استخبارات الاحتلال ابتزاز العاملين في المعبر من السائقين والتجار، كعادتها في كل المعابر.
وبحسب مصادر أمنية، لمراسلنا، فإن الأجهزة الأمنية الحكومية بغزة، تتابع من كثب مساعي مخابرات الاحتلال لتحقيق اختراقات أمنية من خلال النفوذ عبر البوابة التجارية واستغلال حاجة العمال والسائقين للعمل، معتبراً أن معركة تدور من أجل إفشال مخططات الاحتلال ومراميه.