أرض كنعان/ بيروت/ ذكرت منظمة "هيومان رايتس ووتش"، ومقرها نيويورك، اليوم، أن "السلطات اللبنانية تمنع اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في سورية، والفارين من الحرب الدائرة هناك، من دخول لبنان"، بينما أعربت الأمم المتحدة عن "قلقها من الأنباء التي تحدثت عن تقييد حركة دخول الفلسطينيين إلى لبنان".
وحتى اللحظة، لم تصدر السلطات اللبنانية أي تعليق رسمي على الموضوع.
واتهمت المنظمة، في بيان، "الحكومة اللبنانية بمنع دخول الفلسطيينيين خلال الأيام الماضية عبر الحدود البرية مع سورية اعتباطاً"، موضحة أن "الحكومة اللبنانية تتحمل عبئاً كبيرا بسبب اللاجئين السوريين الذين يعبرون حدودها، إلا أن منع دخول الفلسطينيين من سورية هو سوء تعامل مع هذا الوضع".
وقالت الباحثة في المنظمة، لمى فقيه، في تصريح لوكالة "فرانس برس": وصلتنا تقارير أن الفلسطينيين الذين يرغبون في مغادرة سورية، أُبلغوا على الحدود اللبنانية أنه لن يسمح لهم بدخول لبنان. وأشارت إلى أن "هذا المنع جرى على رغم نيلهم الموافقة المسبقة من السلطات السورية"، والتي تمنح للاجئين الفلسطينيين الراغبين في مغادرة البلاد.
من جهته، أعرب المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، "الأونروا"، كريس غانس، عن "قلق الوكالة من القيود المتزايدة على دخول اللاجئين الفلسطينيين الهاربين من الحرب في سورية إلى لبنان". وأوضح أن "الوكالة تلقت ضمانات من السلطات اللبنانية بأن هذا التقييد مؤقت"، مشيراً إلى "مراقبة الوكالة للوضع على الحدود بدقة".
وقال مصدر حكومي لبناني، رفض الكشف عن اسمه، إن "ثمة توجهاً للحد من أعداد الفلسطينيين الهاربين من سورية"، مشيراً إلى أن "المسجلين منهم لدى الأونروا في سورية يجب أن يبقوا فيها". وكانت السلطات قد قامت، خلال الأيام الماضية، بترحيل حوالى 40 فلسطينياً قادمين من سورية، بعد محاولتهم مغادرة مطار بيروت "مستخدمين وثائق سفر مزورة".
وأكد مصدر في الأمن العام اللبناني أن "الجهاز الأمني أعاد 41 شخصاً غالبيتهم من الفلسطينيين، إلى سورية"، موضحاً أن "ثمانية موقوفين آخرين سمح لهم بالبقاء في لبنان لوجود أقارب لهم هنا أو حيازتهم وثائق تسمح لهم بالإقامة في لبنان".
وذكّرت "الأونروا" بموقف مجلس الأمن الدولي الذي يؤكد "أهمية عدم ترحيل وحماية اللاجئين الذين يهربون من النزاع في سورية، ومنهم الفلسطينيون".