في يوم العمال العالمي؛ لا يعرف مئات آلاف العمال في الضفة الغربية أنه حان يومهم بالأول من أيار، ومن عرف منهم يبحث عن الفرحة به فلا يجدها؛ لخصوصية وضعهم الصعب والشاق، الواقع تحت أشرس وأظلم احتلال عرفه التاريخ؛ رغم أن جميع عمال العالم يفرحون به؛ عبر تحقيقهم الانجاز تلو الانجاز، وتحصيل حقوقهم من حلوق مشغليهم من أصحاب رؤوس الأموال.
أكثر من مائة وعشرة آلاف عامل فلسطيني يعملون داخل الاراضي المحتلة عام 1948، بينهم أكثر من ستة آلاف امرأة؛ يتم ابتزاز بعضهم والضغط عليهم بطرق عديدة، من بينها أكل وهضم حقوقهم، ومحاولة الإسقاط عبر التصاريح، عدا عن حالات الوفيات العديدة، والابتزاز الجنسي والمخدرات وغيرها.
البطالة بين العمال وصلت أرقاما قياسية حيث ارتفعت نسبة البطالة في صفوف العمال إلى ثلاثمائة وسبعين ألفاً، دون وجود حلول خلاقة لهكذا معضلة، ولسان الحال لدى عمال الضفة: ربنا يفرجها على الجميع.
قرابة 27 ألف عامل فلسطيني يحملون تصاريح، وهناك 30 ألف عامل يعملون من خلال تصاريح الغرف التجارية والصناعية، وباقي العمال يعملون بشكل غير قانوني، حيث يكون الموت والحبس يترصدهم في كل لحظة على يد شرطة الاحتلال وجنود حرس الحدود وجيش الاحتلال.
لكثرة الأيدي العاملة التي تبحث عن عمل ولا تجد، أو تجد ولا يكفيها راتبها؛ يضطر الكثير من عمالنا للهجرة الى الخارج؛ حيث يعيش اغلب العمال تحت خط الفقر الوطني الذي اعتمده جهاز الاحصاء المركزي الفلسطيني وحدده بقيمة 2350 شيكلا ما يقارب 677 دولارا أمريكيا، وهناك من العاملات من تتقاضى اجرة شهرية ب600 شيكل ، وهو اقل من الحد الادنى للأجور البالغ 1450 شيكلا.
حقوق العمال الفلسطينيين الذين يعملون داخل أراضي 48، مسلوبة وضائعة، بسبب تعامل أرباب العمل معهم، وكل من يحتج او يعترض يقول له مشغله سوف أسجنك عبر الاتصال بالشرطة ويتهمه بأنه مخالف.
كيف يفرح عمالنا بعيدهم؛ وعشرات الوفيات تقع بينهم سنويا بسبب ملاحقة الاحتلال، وبسبب حالة القلق والخوف خلال العمل او بسبب اجتيازهم للحواجز والجدار العنصري للوصول إلى أماكن عملهم في الداخل المحتل.
لعل الوضع الأصعب هو من نصيب النساء العاملات اللواتي هن في ازدياد مستمر، بسبب الظروف الصعبة والغلاء المعيشي المستمر، دون وجود رواتب وأجور موازية لذلك الغلاء، ودون عثورهن على فرص عمل في الضفة؛ مما يضطرهن للبحث عن ذلك داخل المستوطنات او في ال 48 .
6000 امرأة من أصل 110 آلاف عامل فلسطينيي يعملن داخل أراضي 48 ، ما يعمل على نشر التفكك الأسري، وغياب الأم عن البيت لفترات طويلة، عدا عن محاولات رخيصة للابتزاز الجنسي لبعضهن؛ وسط غياب تام وصمت مثير ومريب للمؤسسات الحقوقية المحلية والدولية.