أرض كنعان_فلسطين المحتلة/ ينظر الاسرائيليون على الحدود الشمالية بقلق بالغ فالمعادلة على تلك الحدود تتغيّر. وتتحوّل الحدود مع لبنان وسوريا الى حدود مواجهة وعمليات تستهدف الجيش الإسرائيلي. واقع جديد دفع صحيفة «هآرتس «الى وصفه بأنه بداية لحرب استنزاف جديدة، شبيهة بواقع الحزام الأمني (مع لبنان) قبل عام 2000. فالحدود تعود سنوات الى الوراء.
ولمواجهة هذا الواقع، ومنع تشكّل معادلة جديدة شمالاً، عمدت اسرائيل الى سلسلة من الإجراءات والتدابير، العملية والكلامية، موجهة الى الساحتين اللبنانية والسورية، من بينها إجراء سلسلة من المناورات الضخمة في الشمال تحاكي حرباً على الجبهة مع حزب الله في لبنان، ويُراد لها أن تكون رسالة ردع للطرف المقابل. المناورات حظيت بتغطية إعلامية بارزة، وتناقلت مشاهدها شاشات التلفزة العبرية في صورة لافتة، وبحسب أحد المراسلين العسكريين: «في أعقاب تهديدات حزب الله وعملياته الأخيرة في الشمال، هكذا تستعد القيادة العسكرية للحرب المقبلة».
في تزامن مع المناورات، كان آخرها ما أعلن عنه أمس، أعلنت قيادة المنطقة الشمالية عن سلسلة إجراءات وتدابير على الحدود الشمالية، و«ما هو معلن وغير معلن»، للحؤول دون تنفيذ عمليات على طول الحدود، ومن بينها فرض شريط أمني لمئات الأمتار على الحدود في الجولان. وبحسب القناة العبرية الثانية، أُبلغت قوات الأمم المتحدة (الأندوف) أنه «من الآن وصاعداً، كل من يقترب من السياج الحدودي، سيكون عرضة لإطلاق النار بشكل فوري، ومن دون أي إنذار».
في السياق نفسه، أشارت القناة العاشرة العبرية في نشرتها الرئيسية الى أن الجيش الإسرائيلي أنهى مناورة استمرت عشرة أيام في محاكاة «لحرب شاملة في الشمال، تتطلب دخولاً عميقاً ومن جديد وللمرة الثالثة، الى داخل لبنان». وبحسب أحد الضباط الميدانيين الذين شاركوا في المناورة، فإن «المهمة هي الدخول الى لبنان ومنع العدو من إطلاق الصواريخ في اتجاه الأراضي الإسرائيلية»، مشيراً الى أن «العدو سيجد صعوبة في استهداف قواتنا التي ستعمل على استهدافه ومحاولة منعه من إطلاق صواريخه».
أما مراسل القناة، فكان أكثر مباشرة في رسالته المتلفزة من ميدان المناورة: «قبل أسبوع نفذت عملية ضد المظليين أوقعت إصابات، ولو كان الهجوم أكثر نجاحاً بالنسبة إلى الطرف الثاني، لكان الواقع يبدو مغايراً تماماً».
إسرائيل تتحدث بحزم شديد وبتهويل واسع وبصوت مرتفع للغاية، وتحديداً ضد الساحة اللبنانية وحزب الله، إلا أنها واقعاً، وضمن الممكن، تحمل بيديها عصا صغيرة جداً.