أرض كنعان_غزة/ تتسارع وتيرة الأحداث بالضفة الغربية المحتلة، وتتدحرج معها كرة الثلج نحو تفجّر الأوضاع هناك، واندلاع انتفاضة ثالثة تقلب الطاولة في وجه الاحتلال والمتآمرين على شعبنا على حد سواء.
وكان ثلاثة شهداء ارتقوا فجر اليوم باشتباكات مسلحة مع قوة صهيونية خاصة خلال محاصرتهم لأحد المنازل الذين تحصنوا به في مخيم جنين.
والشهداء هم: حمزة جمال أبو الهيجا من كتائب القسام، ومحمود أبو زينة من سرايا القدس، ويزن جبارين من شهداء الأقصى.
محللون سياسيون أجمعوا على تصاعد حدة المواجهات مع قوات الاحتلال في كافة أرجاء الضفة، وإحراج السلطة لتحميلها مسئولية فشل المفاوضات في ظل عدم تحقيق أي نتائج حتى اللحظة، في حين أبدى أحدهم عدم إحداث جريمة جنين أيّ تأثير أو صدى في الشارع الفلسطيني.
أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح د. عبد الستار قاسم يقول، إن عملية اغتيال شهداء جنين الثلاثة صباح اليوم لن يكون لها تأثير كبير لاندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية المحتلة.
ويرجع قاسم في حديثه السبب في ذلك لتعزيز السلطة الثقافة الاستهلاكية على حساب ثقافة المقاومة، وإخماد الروح الحماسية لدى الشباب، مضيفًا "نحن بحاجة إلى مزيد من الوقت لاستعادة الوعي الوطني حتى نكون قادرين على مواجهة الاحتلال".
عقبات
ويستطرد بالقول: "ثمة عقبات أخرى تحول دون قيام انتفاضة فلسطينية ثالثة، أبرزها الانقسام الفلسطيني الذي قصم ظهر القضية، وجعل الفلسطينيين والفصائل غارقين في همومهم اليومية وتوفير لقمة عيشهم".
وتابع قاسم: "عملية اغتيال الشهداء الثلاثة سيكون تأثيرها محدود، والضفة الغربية جبلت على الخوف من السلطة والاحتلال كما جبل أبناء الأمة العربية من الخوف من الحزب الحاكم".
ويشير إلى أن المقاومة في الضفة الغربية مقيدة الأيدي لأن السلطة الفلسطينية والاحتلال يتسارعا على تصفيتها وملاحقتها.
وفي ظل الأصوات المنادية بضرورة وقف التنسيق الأمني ما بين السلطة والاحتلال، يبين قاسم أن رئيس السلطة محمود عباس لن يكون قادراً على وقف التنسيق الأمني لأن الاحتلال سيتخذ إجراءات صارمة ضده، بالإضافة إلى الاتفاقيات المقيدة له والتي أبرمت مع الاحتلال.
استدراج السلطة
أما الكاتب والمحلل السياسي د. طلال عوكل فيعلّق على جريمة جنين قائلًا: "هي محاولة من محاولات الاحتلال الصهيوني لتصعيد العدوان ضد أبناء الشعب الفلسطيني بأشكاله المختلفة من أجل استدراج السلطة لوقف المفاوضات وتحميلها المسئولية عن ذلك".
ويوضح عوكل "أن محاولات الاحتلال تسريع وتيرة الاستيطان وتهويد القدس لم تنجح في وقف المفاوضات، فذهبت لخيار الاغتيالات مما سيؤدى إلى إحراج السلطة إلى وقف المفاوضات ويدفع بعض الفصائل إلى العمل العسكري وبالتالي سيتم خلط الأوراق."
وأكد على أن الأيام القليلة القادمة ستشهد تصعيداً من قبل بعض الفصائل المقاومة والعمليات الفردية في الضفة وستكسر حاجز الصمت في الضفة كما حدث في قطاع غزة قبل عدة أسابيع عندما ردت المقاومة على خروقات الاحتلال للتهدئة.
السلطة
القيادي في حركة حماس وصفي قبها حمّل، السلطة الفلسطينية مسئولية التخاذل في حماية المقاومة الفلسطينية من جيش الاحتلال.
ويؤكد قبها في تصريح له، أن التنسيق الأمني هو سبب ما يحدث لرجال المقاومة في الضفة المحتلة، قائلا "الآن ارتاحت السلطة والاحتلال من الشهيد أبو الهيجا بعد ملاحقة استمرت لأكثر من عامين".
ويضيف: "المؤلم أن يكون الشهيد مطارداً من ابن جلدته أكثر من عدوه، وهذا تناقض مع الذات الوطنية والأخلاقية والدينية".
وطالب القيادي بحماس، السلطة برفع يدها عن المقاومة ووقف التنسيق الأمني والمفاوضات مع الاحتلال، "التي عادت بالشعب الفلسطيني إلى الخلف ولم تحقق أي فائدة على مدار سنين.