أرض كنعان_غزة/ شهدت آبار مدينة غزة في الآونة الأخيرة نقلة جذرية ونوعية بطريقة العمل فيها، لتدخل مرحلة جديدة من تاريخها، حيث تم تطبيق نظام 'سكادا-"SCADA، الذي يمكّنه التحكم والمراقبة لمراحل عمل البئر.
وبيّن مدير عام الإدارة العامة للمياه والصرف الصحي في بلدية غزة، سعد الدين الأطبش، أن هذا المشروع، والذي يسمي نظام "سكادا للتحكم بالآبار عن بعد"، هو برنامج تم شراؤه من أجل التخفيف من التكلفة المالية لمتابعة الآبار المختلفة والمنتشرة في القطاع والتعرف على الأعطال وتصليحها بشكل مباشر، وبذلك يقضي على كثير من السلبيات المصاحبة لعمل الآبار.
وتابع حديثه: "بعد تطبيق هذا النظام لم يعد هناك حاجة إلى وجود مراقب للبئر مثلما كان في الماضي، حيث يصل لمسئول الدائرة أي عطل حدث في البئر من قطع الكهرباء أو نقص السولار أو مشكلة في المحرك وغيرها وكذلك كمية المياه المستخرجة بالساعة".
عن طريق الجوال
وذكر الأطبش أن البلدية أتمت إنجاز المرحلة الأولى من المشروع، حيث أصبح بالإمكان التحكم بــ 27 بئرًا عن طريق الجوال منذ ما يقارب السنة، منوهاً إلى أن التحكم بهذه الآبار يتم بشكل جزئي، أي أنه يتم التحكم فقط بخصوصية البئر وليس بالشبكات الموصولة به.
وأضاف: "هيئت البلدية الآبار فنياً لمواءمة متطلبات نظام سكادا، وتم استبدال العدادات الميكانيكية العاملة بعدادات كهرومغناطيسية توفر قراءات أكثر دقة وموثوقة، بالإضافة إلى حفظ البيانات في حالة انقطاع التيار الكهربائي وإرسالها عن طريق رسائل إلى جوال المسئولين عن الآبار".
وبيّن أن هناك العديد من الفوائد التقنية التي حصلت عليها البلدية جراء عملية ربط مصادرها المائية بنظام سكادا، وتوفير الوقت والجهد والمال التي تتطلبها العملية التشغيلية، من خلال تقليص حجم العمالة واختزال الوقت.
كما وأن النظام الجديد يساعد على تحسين وتطوير الأداء التشغيلي بسهولة ويسر عن طريق اختبار واختيار الإعدادات الأكثر كفاءة، هذا بالإضافة إلى إطالة عمر المضخات وخفض تكاليف الطاقة.
وأشار الأطبش إلى وجود مشروع جديد حالياً يتم العمل عليه بتكلفة 270 ألف دولار، لإنشاء غرفة تحكم ومراقبة بالآبار والشبكات الموصولة ضمن المشروع ، وزيادة أعداد الآبار التي يمكن التحكم بها عن بعد لوجود 67 بئرًا في مدينه غزة.
وأوضح أن هذا المشروع يطبق على الآبار الحديثة لسهولة إضافة أي برنامج، أو استبدال للقطع على الأجهزة الحديثة، وكذلك الآبار ذات القدرة الأقل في الإنتاج والتي تنتج من50 إلى 60 كوبًا في الساعة من المياه.
تسهيل للعمل
وعن فائدة غرفة التحكم، قال: "المشروع الجديد يحتوي على شاشات مسح كبيرة تضمّ جميع المعلومات الخاصة بكل بئر على حدة، حيث سيساعد موظفي استقبال الشكاوى للتعرف على المشكلة وحلها بمجرد الاتصال عليه من قبل أحد المواطنين".
وأضاف: "كما سيستطيع معرفة العطل الحاصل، وتبرير نقص المياه بشكل سليم ومحاولة حلها وتبليغ المواطنين بموعد وصول المياه إليهم وغيرها الكثير من الأمور، عدا عن أن هذه الغرفة ستحتاج ما بين موظفين إلى ثلاثة، وفي نفس الوقت ستزيد من جودة الخدمات التي تقدمها البلدية".
وأكد على حرص البلدية على تحديث خططها التطويرية باستمرار، بما يتلاءم مع الخطة الاستراتيجية للبلدية، والتي تهدف إلى إيجاد نظام مياه يتسم بكفاءة عالية ويتلاءم مع الطفرة العمرانية والاقتصادية والسكانية التي تشهدها مدينة غزة.
تحسين الخدمة
ومن جهته، بيّن مدير عام مصادر المياه في سلطة المياه، المهندس مازن البنا، أن مثل هذا المشروع يساهم في تحسين الخدمة المائية، مثمناً جهود البلدية ومشاريعها المتعددة في خفض نسبة الفاقد من المياه وغيرها.
وأضاف: "هذا المشروع يأتي في إطار تحسين القدرات، وتقوية نوع الخدمة المقدمة من بلدية غزة للمواطن، بالإضافة إلى تحسين قدرة البلدية في إدارة مشاريعها لمصادر المياه".
وأوضح البنا أن احتياجات قطاع غزة سنوياً من المياه يبلغ حوالي 200مليون متر مكعب، جميعها يأتي من المخزون الجوفي الذي يغذى سنوياً فقط بــ 70 مليون متر مكعب.
وتمنى تطبيق هذا المشروع على باقي الآبار المتواجدة في قطاع غزة، والاستخدام الأمثل للمياه في ظل كمية المياه القليلة والمحدودة، كون الكمية المسموح بها لا تلبي حاجة المواطنين، وخاصةً في فصل الشتاء.