ارض كنعان/اعتبر النائب ماجد ابو شمالة عضو المجلس التشريعي عن كتلة فتح البرلمانية والقيادي التنظيمي البارز في حركة فتح ان نتائج الانتخابات التي خاضتها الحركة في مناطق الضفة الغربية هي نتائج متوقعة وغير مفاجئة وتعتبر انعكاس واقعي للحالة التي تعيشها الحركة من تشتت وحالة انفصام بين القاعدة والأطر القيادية مؤكدا ان فتح خاضت المنافسة الانتخابية امام نفسها ولم تخضها امام خصم سياسي او تنظيمي اخر .
وشدد النائب ابو شمالة ان النتيجة التي حصلت عليها الحركة في هذه الانتخابات كان من الممكن ان تكون مرضية ومريحة لو ان القوائم الانتخابية التي تم فرضها من اللجنة المركزية صنعت بشكل اكبر من الديمقراطية والالتزام بالنظام الداخلي للحركة والتي لم تكتفي فقط بتجاوز القاعدة ورغبات كوادر وعناصر الحركة وإنما ايضا تجاوزت المجلس الثوري ذاته متجاهلة النظام الداخلي فكانت القوائم للحركة صنيعة اشخاص وليس جهد مؤسساتي قائم على الاصول والمصلحة العامة للحركة وإنما ممارسات فردية شخصية من البعض لإثبات الذات منوها اننا في الوقت الذي نرفض فيه التنصل من الالتزام بقرارات الحركة ونؤكد على احقيتها في معاقبة الخارجين عليها إلا اننا قبل ان نستخدم هذا الحق كان علينا اخذ المصلحة العامة للحركة بعين الاعتبار بعيدا عن الشخصنة والحسابات الخاصة وإشراك الناس في صنع القرار والاختيار ومن ثم محاسبتهم في حال الفشل او عدم الالتزام .
ونوه النائب ابو شمالة الى ان بعض اعضاء اللجنة المركزية كانوا قد صرحوا بانه ستم فصل كل من دعم او ساند قوائم مخالفة لقائمة الحركة متسائلا ,هل سيتم فصل آلاف من الذين انتخبوا قوائم اخرى غير قائمة الحركة ؟ وهل هذا هو الحل الامثل لما تعاني منه الحركة ؟ مشيرا الى ان المشكلات التنظيمية في الحركة تتفاقم دون ان يكون هناك برنامج حقيقي قادر على الاستنهاض بها وكما ان الانتخابات المحلية اظهرت عورة الحركة التي حاول البعض اخفائها لاخفاء عجزه وستر عيوبها معها فان الواقع التنظيمي في قطاع غزة موطن اخر من المواطن التي يجب الالتفات اليها وستر عورتها ووقف حالة التنازع والتصارع فيها نتيجة للنهج الاقصائي المتبع هناك دون مراعاة لصالح العام ومتطلبات القاعدة .
وأكد النائب ابو شمالة ان نتائج الانتخابات ليست مناسبة للتشفي او الرد على اصحاب الحسابات الضيقة بأفق اضيق منه وإنما هي موضع تقيم ومراجعة مع الذات من الكل الفتحاوي وعلى رأسها الاطر القيادية للحركة اللجنة المركزية والمجلس الثوري والتي طالما استمعت الى عبارات التحذير من الاستمرار في التعالي على رغبات القاعدة والانصياع لمطالبها في الاشتراك في صنع القرار والابتعاد عن سياسة انزال الناس بالبارشوت وتحدي القاعدة تلك السياسة التي اثبتت فشلها في اكثر من موطن وكان علينا استخلاص العبر حتى لا نعيد انتاج نفس الاخطاء الكارثية .
وتسائل النائب ابو شمالة هل اكتفت الاطر القيادية في الحركة عن الاعراض عن فتح قلبها وآذانها لمطالب ابناء الحركة وكوادرها ومناصريها وفهمت الدرس من نتائج الانتخابات المحلية والتي اعتبرها بمثابة استفتاء على السياسة والطريقة التي تدار بها الحركة ام انها مازلت ماضية في نفس النهج ضاربة مستقبل الحركة عرض الحائط مضيفا ما هي النتائج التي كانت ستكون لو ان هذه الانتخابات تشريعية او رئاسية او استفتاء على منظمة التحرير وأمامنا خصم سياسي حقيقي .
وقال النائب ابو شمالة علينا جميعا ان نفتح قلوبنا وعقولنا بصفاء وانتماء الى فتح وان نستخلص العبر من نتائج الانتخابات الحالية ونخضع كافة المرحلة التي تلت المؤتمر السادس الى مراجعة شاملة وواقعية داعيا القائد العام للحركة الاخ الرئيس محمود عباس ابو مازن فتح قلبه الى الكل الفتحاوي واحتواء الجميع واتخاذ اجراءات تنهي حالة التفكك الحالية وإعادة رسم السياسات العرضية للحركة استنادا الى المدلولات والإشارات التي ما توقفت عن ارسالها القاعدة والتي توجتها في الانتخابات المحلية .
في الختام بارك النائب ابو شمالة لكل الفائزين من كافة القوائم الانتخابية بفوزهم متمنيا ان يستطيع المنتخبون تلبية طموح ناخبيهم في تقديم خدمات افضل لهم كما توجه بالشكر والمباركة للجنة الانتخابات المركزية والعاملين معها على نجاحهم في اخراج انتخابات ذات وجه حضاري راقي يفاخر بها الشعب الفلسطيني نظرائه رغم معيقات الاحتلال التي تعمل على افشال كل جهد يمكن هذا الشعب من اظهار وجهه الحضاري المشرق معربا عن امله ان تكون هذه الانتخابات اخر معركة يخوضها الفتحاويين منقسمين .
