Menu
16:13الحكم غيابيا بالإعدام شنقاً لمدان بقتل المواطن موسى أبو نار
16:08غانتس: المساعدات الأوروبية لغزة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار مسألة إعادة جنودنا
16:04الاقتصاد بغزة تُقرر منع استيراد السمن النباتي
16:03"التعليم" تستأنف الدراسة في "المناطق الحمراء" بقطاع غزة
16:02"التنمية" بغزة تعلن موعد صرف مخصصات جرحى وشهداء مسيرات العودة
16:01"التنمية" تكشف عن أسباب تأخر صرف شيكات الشؤون في غزة والضفة
12:39هيئة الأسرى تطالب بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسير الأخرس
12:37"أوقاف" بيت لحم تقرر إغلاق مسجد بسبب "كورونا"
12:35وفاة جديدة بفيروس "كورونا" في صفوف جاليتنا بالسعودية
12:33وزير العمل: سيتم صرف مساعدات لـ68 ألف عامل من المتضررين من جائحة كورونا
12:30بأكثر من 20 مليون دولار... المملكة المتحدة تعلن تقديم مساعدات لوكالة "أونروا"
11:08تجديد الاعتقال الإداري للبروفيسور عماد البرغوثي للمرة الثانية
11:06"واللا" العبري : نتنياهو خان ترامب ورفض مساندته علنا في الانتخابات الاميركية
10:13أردان يكشف سببًا رئيسيًا لفشل الأمم المتحدة في حل الصراع الفلسطيني مع الاحتلال
10:10صحة غزة: تسجيل 248 إصابة بفيروس "كورونا" وتعافي 198 حالة

وكالة أرض كنعان تحاور الكاتبة الشابة رنا العلي " مجاهدة الشام "

خاص _ وكالة أرض كنعان : محمد العرقان .

 

مذ بدأ الحق صراعه مع الباطل حجزت الكلمة مكانها في الصف الأول من المعركة فقد كان حسان بن ثابت رضي الله عنه ينافح عن النبي بالشعر والنبي صلى الله عليه وسلم يشجعه ويقول : اهجهم وروح القدس معك , وتابع الحق صراعه مع الباطل وفي كل العصور اصطف أصحاب الأقلام في صف الحق أو صف الباطل .

 

موعدنا اليوم مع أحد الأقلام الذي يكتب بالرصاص لا بالحبر , هي مجاهدة الشام كما تعرفها الشبكة العنكبوتية ومنتدى الساخر , وهي رنا العلي الفتاة الغزية التي تقف قاب قوسين أو أدنى من أن تصبح مهندسة في الحياة بعد أن كانت مهندسة في الكلمات .

 

وقد كان لنا الشرف في " وكالة أرض كنعان " إن نحاور الكاتبة رنا العلي  " مجاهدة الشام " . وإليكم في السطور التالية تفاصيل الحوار :

 

- سؤال بدائي جداً: من هي رنا العلي "مجاهدة الشام"؟

جميل.

أفترض بدايةً أنه يتوجّب على الضيف في أي لقاء أن يقول كلمة ما لمن أتاح له هذه الفرصة، حسناً، سأفعل. جميلٌ أن أكون ضيفة هنا، على صحيفتكم الكريمة. قبيحٌ هو ما ستقرأونه من أجوبة -معشر القراء-، لذا؛ فإن ما سيلي من أسطر/خربشات ربما لن تعجب الكثيرين، وهذا شيء لا علاقة له بمدى ذائقتكم، بقدر ما يرتبط بمدى بؤس وخيبة الحقيقة، ومرارتها، تلك التي أزعم أني أحاول قول شيءٍ عنها.

 

هذه الأسئلة البدائية مفخخة، عادةً ما تحاول -الأسئلة- أن تكون إجابتها: سيرة ذاتية، CV يشمل آخر دورات الإكسسورات الثقافية/التنمية البشرية. أشياء من قبيل: أكلتي المفضلة، فستاني الأجمل، وآخر مرة تمكّنت فيها من التغلب على طيبتي الشديدة! لكني سأحاول أن أجيب إجابة نموذجية حال عرفتُ "مَن أنا"، وهذه بالضرورة ليست إلا عملية بحثية ربما يباغتنا الموت، غالباً، ونحن لا نعرف الإجابة!

 

حين تسألنُي الرفيقات هذا السؤال، أحارُ في الإجابة، أمّي حفّظتني جواباً مذ كنتُ صغيرة، أتقنت ذكره كلما حاصرني هذا السؤال الذي يحتاج لإجابة بيني وبيني قبل أن أجيب أحداً عليه. قالت لي "يا رنا، ما أنتِ إلا ابنةُ امرأةٍ كانت تأكل الخبز بالشاي في معسكر اللاجئين"، وها أنا، لاجئة فلسطينية تعيش بين جدران المخيم الإسمنتية، تأكل الخبز، والبسكويت، وأنواع الشوكولاتة، تعرف كيف تُمسك بالقلم، وتخربش، ويصدُف أن يُعجِبَ الناسُ شيئاً من تلك الخرابيش.

على إحدى الجدران كتبتُ "يقولون أن نمو القلب يتوقف عند سن العشرين" وحين أدركتُ قيمة العمر بدأتُ في مرحلة الموت، كل الاكتمالات تنتهي بالموت أخيراً، لا شيء يبقى، لا شيء.

 

سنعود بكِ إلى الماضي ، ونسألك: أين وكيف تعلمتِ؟ وكيف كانت نشأتك؟

 

"الماضي جميل" هذا ليس إلا استلطاف لمخزن الذكريات الأليمة التي حمّلَها لنا الماضي. الماضي ليس إلا تلك اللحظة التي تمضي فقط، إجابتي على السؤال السابق هي ماضي، ولا أشعر أنه كان جميلاً. نحن البشر خبيثون إذا ما تعلّق الأمر بنا، بذكرياتنا، حينما تُمس خصوصية عقولنا، فإننا لا نحاول إلا استرضاء الآخرين والكذب على أرواحنا، ما زلنا كما نحن.

وككاذبةٍ مثلكم، سأفترض أن الماضي كان جميلاً، وأن مدرستي ذات الكراسي المهترئة، والسبورة التي سبّب طباشيرُها مرضاً لي حتى اليوم، ومعلّمتي السمجة، كل ذلك كان جميلاً. سأفترض، لأخبركم عن كل الطرق المتعرجة التي سلكناها في المخيم لنصل لمدرستنا، وأن نشأتي، كأولئك المشردين، لم تكن تختلف عن نشأةِ طفلةٍ تعلَمُ أن أغلى ما لديها: مصروفها، شهادة الميلاد، وكرت التموين الخاص بوكالة الغوث، وكالة العار، والكذب، والذل الأنيق!

لم يكن تعليمي مختلفاً، ليس ثمة مدارس لغات، ولم أكن أكبُر بمعزلٍ عمّا عاشته أي طفلة كبرت وهي تعلم أن "الخواجا" يستطيع أن يؤدّب المخيّم كله، و "الملثم" يستطيع أن يؤدب المخيم أيضاً!

 

كبرتُ، وكبرُ فيّ الحزن والغضب والقهر والكذب أيضاً، ومن مرحلة "الأغورتين" في المصروف، تنقلت إلى النصف شيكل في الإعدادية، ثم شيكل كامل في الثانوية. لم تكن الأيام تشي بالأفضل، كان العمر يضيع، والقضية تضيع، والشعب يضيع، وفي كل وقتٍ أسمع أحدهم يقول "ربك بيفرجها" أدركُ أن الله كان "فارجها علينا" ونحن لا ندري!

 

كغيري، بدلاً من الانتحار، أذهب كل يوم للجامعة، وأعود للمخيم، وأمرّ في طريقي على كل الذين يموتون في الثالثة والعشرين ويُدفنون في السبعين، وأنا منهم. ما بين قلمٍ وورقةٍ/كيبورد وبقايا حبر أعيش.

 

- ألا تتذكرين مواقف حفرت نفسها داخل ذاكرتك؟!

 

لا أدري لماذا يرتبط هذا السؤال بسؤال يدور في مخيلتي عن أعظم شخص في حياتي. العظماء هم الأكثر تأثيراً في الحياة، يحفرون أنفسهم بهدوء، بوتيرة راسخة، يعلمون تماماً أي جوانب الذاكرة الأكثر قدرة على الاحتفاظ بكل شيء عنهم، كلماتهم، وصاياهم، ضحكاتهم، وحتى حركاتهم!

 

سأجيب عن هذا السؤال من خلال إجابتي على سؤاليَ الافتراضي: كل المواقف التي عشتها مع والدي حفرت نفسها جيداً داخل الذاكرة، تمكّنتْ من إمساك تلابيب العقل، نَهرتْهُ بكل رفق وهي تخبره: هذه الأشياء لا تُوجد في أي مكان، أشياءٌ لا تُشترى، وليس لدينا فروع أخرى!

كل الطفولة، تعليمي، مسائل الرياضيات التي كنّ بنات الحارة يجتمعن فيها عنده، يده على رأسي، شجاعته التي أخبرني بها بأفعاله، مكتبتُه التي أدخلني إليها لأقرأها وأنا في الروضة؛ أتذكر جيداً وأنا أحبو في عامي الرابع كتاب "أحجار على رقعة الشطرنج"، قرأته كثيراً، كل مرة وكأني أقرأه من جديد. لم أكن أتخيّل في بناتِ الحي من تعرف الشطرنج أصلاً، كان يخبرني أن عليّ معرفة العالم، وأن عليّ أن أكبر بسرعة، قبل الآخرين، لأقرأ مكتبَته، وهو الذي حفظ كتاباً واحداً فيها عن ظهر قلب، وأوصاني بحفظه، وفشلت. تربيته التي أدين له بها على كل ما وصلتُ له، وما سأصل إليه، في حياتي. كلها أشياء تسكن داخلي، وبعمق.

ما زلتُ ألمح في الذاكرة أشياءً أخرى مكثت طويلاً فيّ، وربما للأبد. تخرّجي من الثانوية العامة، موت جدي، وانتفاضة النفق عام 96م.

 

-مَن أكثر الأدباء والكتاب الذين أثروا في شخصية مجاهدة الشام؟

 

لا أتذكر تحديداً وعلى وجه الدقة أولئك الذين أحفظ كلماتهم كما لو أنّي كتبتها، كثيرون هم. بالعودة لمكتبة والدي، كان "سيد قطب" رحمه الله أول من قرأتُ له الظلال، كان ظِلالاً لكل شيء، سكنَ في روحي طويلاً جداً. كاريكاتيرات "ناجي العلي" التي يحتفظ بها والدي، لافتات "مطر" التي كانت تُهرّب كما لو أنها المخدرات، وهجرة "الطيب الصالح" للشمال.

سألتُ مرة إحدى الحاصلات على ماجستير في الشريعة: تُرى، لو كان ابن القيم حيّاً، ما هو التخصص الذي لن يكون فيه مناقشاً لرسائل الدكتوراة! لا يوجد، هذا الرجل يكتب في الطب والدين والرياضيات وعالم الإنترنت! ما كتبه هذا القيّم كان أكثر ما أجبرني على الدهشة: كيف لكائنٍ بشري أن يكتب أشياء كهذه.

 

أسامة بن لادن -تقبله الله- لم يكن أديباً، ولا كاتباً، ولكنّ صوته أثر بي ما لم تؤثره أكوام الورق التي قرأتها من قبل أن أعرفه، غير أنه رحل قبل أن أفرح جيداً بمعرفته.

محمد قطب، الراشد، أبو الحسن الندوي، عبد الله عزام، جبران، درويش، ميخائيل نعيمة، باولو كويلو، دان براون، وغيرهم.

 

أما أولئك الذين لا تقل مكانتهم، عندي على الأقل، عن تلك الأسماء المشهورة، هم كتّاب "الساخر"، ذلك المنتدى الذي لم ولن يوجد مثله على الساحة الأدبية العربية، وأهله فقط ينقصهم النشر، وأن يعرفهم الإعلام. لو حصل شيء كذلك، سُتروى كتاباتهم للأجيال القادمة. لا أريد أن أغمط حق أحد بأن أنساه. كلهم، بلا استثناء، أثرّوا فيّ كثيراً، ولا يزالون.

 

- منذ متى وأنتِ تكتبين تحت اسم مجاهدة الشام, ولماذا اخترتِ هذا الاسم المستعار بالتحديد؟

 

اليوزرات أقنعة، نلبس ما شئنا منها قبل أن ندخل حانة الإنترنت. يعرفُك النادل جيداً، يعرف مشروبك، سكر قهوتك، أغنيتك، ولو رآك في الصباح بلا قناع/يوزر ربما لن يقول لك "صباح الخير". كل مرةٍ كنتُ أقف فيها لأختار أقنعتي يُبادرني السؤال الأزلي: لماذا تكتبين؟ ولا أجيب. أدركتُ بعدها أن هذا السؤال يُشبه أن يسألك أحدهم: لماذا تحب فلاناً؟ والإجابة: أحبّه، لأنني أحبه. وعلى فلسفة هذه الإجابة، إلا أنها في بساطتها تبدو إجابة مقنعة تماماً، وأنا أكتبُ لأنني أكتب. الخربشة لا تعني بالضرورة أن تحشد حولكَ القرّاء، أن تنتشي بكلمات المديح، وأن تفرح ملءَ تويترك/فيسبوكك كلما أعاد أحدهم نشر ما كتبتَه. إنها فعلٌ لازمٌ، لي على الأقل، يشبه الأكل، شرب النسكافيه، وسماع فيروز صباحاً.

 

لا أذكر تماماً السنة التي بدأت فيها الخربشة بهذا الإسم، ربما قبل 6 سنوات، ولو عادت بي الأيام ما اخترته، لأني أكذب في نصفه الأول. إنني أشبه المهندسة التي تكتب (م.) بجانب اسمها وهي ما زالت في سنتها الدراسية الأولى، نوعٌ من الأمنيات أتمنى أن أناله يوماً ما، وإن لم أصل، يكفي المحاولة.

 

- كيف تنظرين للكتابة في الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي؟

 

لم يكن الإنترنت ملاذ المشرّدين، الخائفين، الهاربين من على أبواب دور النشر إلى أقبية السجون، لم يكن كذلك فقط. لقد كان كل شيء للأعراب أمثالي، ونحن كعرب، باعتبارنا أكبر ظاهرة كلامية بشرية، أتقنّا فن الخربشة فيه بشكل جيد جداً، بدءاً من النقد السياسي اللاذع، وانتهاءً بديباجات "يسلموووو" في المنتديات!

 

أزعم أن حصيلة ما كُتِب لكل أولئك الطافحة قلوبهم على حكامهم، كان سبباً مهماً فيما نحياه الآن من ثورات/حرية. لستَ بحاجة لتهريب صحيفة القدس العربي لبلدك إن كانت ضغطة زر كفيلة بنقلها إلى بيتك، هذا هو الإنترنت.

 

أما عن مواقع التواصل الاجتماعي، فإني لا أعرف الهالك الذي أسماها "تواصلاً اجتماعياً"، هذه أكبر كذبة تروّج لها هذه المواقع، مذ أتت فقد الناس كل شيء له علاقة بالمجتمع. يكفيك لتهنئة أي أحد وضع "لايك" أو "ريتويت"، تعزيته كذلك، فرحك، حزنك، طبختك الجديدة، لون سيارتك، صورك، كل هذه الأمور أصبحت متاحة للجميع، أصبح الآخرون على قدرة من تصنيفك، فرزك، فإضافتك لحزبهم أو حظرك. لا مجال للتواصل الاجتماعي، القاعدة: أنا وأمثالي، وغيري و"بلوكاتي"!

 

الكتابة في هذه المواقع تشبه الصراخ في الصحراء، تمتاز بشيء واحد: السلطة المطلقة! تحذف، تعدل، تحظر، تنشئ، تستغل قدراتك السلطوية على عباد الله الآخرين. حينما اخترَقت المنتديات، في أوج عصرها الذهبي، حاجز الصمت، قالوا أنها ألغت سوق المطبوعات. اليوم هذه المواقع ألغت المنتديات، وبطبيعة الحال فإني في غنىً عن إخباركم عن عدد الذين ما زالوا يقرأون! ورغم أني ضد الكتابة فيها، إلا أني أمارس الموضة، مثلي مثل الكائنات العربية الأليفة، نتمتع بالحق الذي أتاحه لنا مارك/دورسي، ونحسن إساءة استغلاله بشكل رائع!

 

- نصيحة قيلت لكِ، تبعتيها، ثم علمتِ أنها لا تقدر بثمن؟

نحن مهووسون بتأدية النصيحة، نُلبسها أثواباً شتى، ونُدركُ متأخراً أن أغلب الذين ارتكبوا هذا الشيء معنا كانوا بشكل أو بآخر يورّطوننا لا أكثر! فقط، أولئك الذين لا ينتظرون منك شيء، لا يريدونك أن تقع فيبتسمون، وحدهم من أؤمن بنصائحهم.

"حينما تكبرين، ستدركين أن هذا العالم حقيرٌ جداً، جداً" والدي حفظه الله.

 

- ما هي العلاقة بين السياسة والأدب من وجهة نظرك؟

 

لا أدري من الذي تمكّن من صياغة هذا السؤال، باعتبار أنه رأى أن ثمة علاقة بين الشاورما ورسومات فان جوخ! لا يلتقي أحدهما بالآخر أبداً، ليس ثمة رابط، ولا يجتمعان إلا إن كان أحدهما كاذباً.

 

لا أزعم أن كل ما يكتبه الأدباء هو صادق، وأن نصوص الرثاء، مثلاً، أفترض بمن كتبها أن دموعه جرت نهراً على الورق. من السخافة أن أجمع بين الأدب والسياسة. في أبسط حالات الأديب فإنه يقول ما يشعر به، وهذا في عالم السياسة حماقة، إنك كسياسي لا تقول ما تشعر به بقدر ما تقول ما يريد الآخرون أن تقوله، كساعٍ بريدي من النوع القذر، باعتبار القذارة ركناً من أركان السياسة التي تبطل إن تركها مؤّديها!

 

السياسة ليست فن الممكن كما يزعمون، هي فقط عملية حيوية يُقصد بها إلباس الكذب ربطة عنق. إنها الطريقة التي تذبح فيها خصمك بأسلوب ديمقراطي؛ وإن زعم الناس أن "أدباً" يشبه السياسة، فهذا ليس أدباً، إنه "بلطجة" كتابية لا أكثر.

 

- نص كتبتِه وتفتخرين به كثيراً؟

 

ليس ثمة فيما كتبتُه شيء يدعوني للفخر، إنني أقول عن كل تلك الأشياء "خرابيش"، لن يجدها الناس إلا في أوراق لا قيمة لها، حول سندوتش فلافل على الأغلب، إنها تستخدم فقط لتجميل القبح الذي نحن/أنا عليه فقط، غير أنه إن كان ثمة نص أشعر أنه صادق فهو ما كتبته حينما سمعت خبر استشهاد الشيخ أسامة بن لادن، و "ها قد كبرتُ يا رفيقة".

يجوز لي التعديل على السؤال؟ نص قرأتِه وتفتخرين به كثيراً: أفراح الروح لسيد قطب، وكل النصوص التي قرأتها لعالية القوم في الساخر.

نص قرأتِه وتأثرتِ به كثيراً: لا يُمكن أن أمنع نفسي من البكاء كلما قرأتُ رائعة محمد المطيري (الشبّاك) "سِفْر الخروج: العشاء الأخير".

 

الآن نخرج من أجواء الأسئلة الأدبية قليلاً وننتقل للأسئلة الملغمة

 

كيف تنظرين لموجة الثورات في الوطن العربي وما أطلق عليه "الربيع العربي"؟

 

الثورات هي نهاية حتمية للظلم، يقول الماغوط "الطغاة، كالأرقام القياسية، لا بد أن تتحطم يوماً ما!" والطغاة العرب وصلوا من الاستهانة بشعوبهم حداً أخجلَ فرعون نفسه، فبالتالي كان الحدث مفاجئاً رغم كونه متوقّعاً. عنّي، كنتُ أعتقد أن على العرب أن يُمارسوا مزيداً من الذل لعشرين سنة أخرى على الأقل، لم أكن أتوقّع لهم أن ينتفضوا بهذه السرعة، وهذا الاندفاع. ربما هذا سبب ضياع الثورات الآن مرة أخرى، لم يستطع الناس الحفاظ على مكتسبات الثورات. لن أفترض نفسي قارئة جيدة للوضع السياسي، لكن الأنظمة القديمة ستبقى في ظل بقاء العِقد الدولي كما هو، دون انفراط، ومحورية رؤوس هذه الثورات التي تطوف حول الغرب. هذا الحال كان لكل مراقب سيؤدي بالثورات إلى أن تُجهض، سواء بالنفس الطويل أو القصير.

 

في تونس سلّمت الثورة بالترهيب والخوف مما حصل في مصر، وفي مصر انتهت الثورة لخمس سنوات على الأقل، في ليبيا فإن الغرب سيعتبر ثمن تحريرها المزعوم ضريبة أبدية، في اليمن سرق الخليجيون الثورة بدهاء وسذاجة الشعب، وبقيت ثورة الشام، تلك التي يريد الغرب أن يلتف عليها بمشاريع مع معارضة عميلة له.

 

كل العبيد الذين انتظروا تحسيناً في أوضاع عبوديتهم لم تكن الثورات ملائمة لهم، لذلك نشهد انقلاباً في الفكر المجتمعي وإيمانه بالثورات، فتخنس أصوات الثورة في بلدان كانت مرشحة بشكل قوي لاندلاع الثورة فيها، وذلك نتيجة الفكر المجتمعي المضاد مع نجاح الغرب في شيطنة نماذج الثورة في كل البلدان.

 

- كونك كاتبة تعيش في قطاع غزة المحاصر, كيف تصفين غزة؟

 

في المعجم الأليم، عرّفتُ غزة بأنها حبة البنادول التي يريد العالم أن يتناولها/يبيدها ليتخلص من صداعه. غزة بلد المتناقضات، هنا تجد كل شيء، وهذا بحد ذاته لغز. هنا الشهداء، والجرحى، والأسرى، وبقايا أشلاء تؤمن أن القدس أقرب إليهم من مجلس الأمن.

هنا الفقر، يرسم أخاديده بإتقان تام في وجوه المعدَمين، وتمتلئ الكروش والعروش والأرصدة. هنا الشهداء باسم الله، والجرحى باسم الله، والسارقون باسم الله! هنا الوطن تُهمة، وكذبة، وماسورة دولارات لا تنضب. دوماً أسأل نفسي: حين تتحرر فلسطين، ما هي الحجّة التي سنشفط بها جيوب المسلمين السذّج في الخارج؟ أزعم أن بيننا مَن يدعو الله أن تبقى إسرائيل، للأبد!. خربشتُ قبل فترة شيئاً أسميته (اتفاق و"شيك") قلتُ شيئاً كثيراً فيه عن غزة، ربما سيكون من غير المفيد إن قرأه أحدهم.

 

ليس من اللائق أن أرد على السؤال بسؤال، لكن تركيبة الوصف الخاص بالقطاع أنه "محاصر" تحتاج إلى جلسة سأستهلك فيها 10 كؤوس من النسكافيه لأقنع عباد الله على كوكب الأرض أننا محاصرون من المصريين لا من اليهود، وأن القائمين على حكم غزة لا يعتبرونها إلا فقاسة دولارات، وفي رواية يوروهات، تستهلك جيوب الطيبين من أجل التكاثر البيولوجي في عدد المتنزهات، والمطاعم، والمقاهي، والنوادي، وصالات الأفراح، وسيارات موديل 2013 التي تمتلكها الحكومة!

 

هذه غزة، وإن أردتم سماع كلام إنشائي، يُمكنني أن أقول: غزة العزة، منبع الأبطال، الصامدة في وجه مخططات .. إلخ إلخ مما سيطربكم. في ذات اللحظة التي يكتب فيها الكاذبون باسم الله عن غزة، يعلمون تماماً أن العلاقة بين الكذب والمال طردية، كلما كذبت كلما سرقت، وكلما سرقت وجدت من يعتبر سرقتك عملاً وطنياً يصب في فكرة تحرير فلسطين من البحر إلى النهر .. إلخ إلخ.

 

- وكيف تنظرين للقضية الفلسطينية بشكل عام في وضعها الراهن؟

 

القضية؟ أي قضية؟ نحن أفشل شعب في التاريخ! فشلنا في تحرير أرضنا، فشلنا في تسويق قضيتنا، فشلنا في انتخاب من يمثلنا، فركب على ظهورنا قيادات شابهت الفراعنة، لا تريد إلا من يسجد لها آناء البيانات وأطراف التصريحات.

قضية فلسطين انتهت، نحن الآن نتباحث في تفاصيل فتح المعابر، وهل يوافق اليهود على إدخال شوكولاتة "نوتيلا" أم أن (موشيه يعالون) لا يحبّها، بالتالي فهي ممنوعة!

 

قضيتنا تقزمت خلال السنوات الستين الماضية، من تحرير أرض إلى كوبونة غذائية من وكالة الأنروا، ومن حق العودة إلى حق اللجوء الإنساني لفنزويلا، ومن القدس إلى مملكتي غزة ورام الله.

"نحن الذين باعتنا التنظيمات، وقبضوا ما ملأ جيوبهم، فأصبح الأتراك يتشاطرون غزة مع القطريين كما الأمريكان واليهود يتقاسمون الضفة.

 

نحن الذين نمتلك حكومتين .. وليس لنا دولة. تتكاثر أحزابنا كالبكتيريا ويفتتح كل "داشر" دكانة ناطقة باسمه، فبتنا نمتلك 14 تنظيماً، يحجون كالخراف إلى القاهرة كلما طلبهم ربهم الأعلى/المخابرات المصرية!

 

نحن الذين باتت قضيتنا معبر، ونفق، وكهرباء، وتنسيق أمني، وتصريح، وحلماً بدخول جنة إسرائيل للعمل أو .. للعلاج!  ننام ونصحو على أخبار البنزين، وأزمة المواصلات، وآخر إنجازات الدوري الفلسطيني في دولتي الضفة وغزة!" نحن ما وصلنا إليه الآن.

 

في الأحاديث النبوية أن عيسى عليه السلام ينزل في المنارة البيضاء بدمشق، ثم يأتي القدس والمسجد الأقصى محاصَر. القضية حُسمت منذ 1400 سنة، نعلم أن هذه البلاد لن تتحرر بفضل أهلها، لا بد من تدخل خارجي! ولأجل ذلك، فإن قادة هذا الشعب يبحثون في الأمم المتحدة وفي أنقرة والدوحة وطهران وتل أبيب والقاهرة عن مَن يُصالحهم، كي يتمكنوا من تقاسم الكعكة سويّاً!

 

نحن الآن أمام أزمة فكرية بالدرجة الأولى، وأزمة كذابين بالدرجة السياحية/الدبلوماسية، الكل يُحاول إيجاد مخرج مشوه، جنين معاق، كحلٍ لهذه القضية، يُمكن لاحقاً تجميله بالشكل الذي يُضحَك فيه على الشعب، ذاك الذي ضُحِكَ عليه كثيراً، ولا زال.

 

- في ظل تصاعد العمليات الفردية وتصاعد نسق المقاومة في الضفة المحتلة هل تتوقعين نشوب انتفاضة فلسطينية ثالثة؟

إطلاقاً، الانتفاضة كانت بديل عرفات الذي أراد استخدامه في المفاوضات، فخرجت الأمور عن سيطرته. الآن لا بديل للسلطة إلا المفاوضات، أو المفاوضات! التفاهمات الأمنية أكبر من عباس، وسلطته، إنها مصالح أمريكا الإستراتيجية التي يرعاها نخبة أمنية تدين بالولاء للبيت الأبيض أكثر من أوباما نفسه! هكذا تُدير أمريكا جيوش العالم تقريباً، وبالتالي فإن إمكانية اندلاع انتفاضة ثالثة أمر مُضحك فعلاً. العمليات الفردية ردّة فعل شخصية نتيجة انجراف عاطفي رهيب تجاه البروباجندا التي نراها في كل وسائل الإعلام الكاذبة من حولنا، الناس في الضفة جرّبت الاختيارين: انتفاضة وبلاوي سوداء، أو هدوء وانفتاح اقتصادي وحياة جميلة! ولأننا كباقي الشعوب المسلمة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها غثاء كغثاء السيل، فإن الله نزع مهابة عدّونا منا وقذف في قلوبنا الوهن، فأحببنا الحياة، وبلّغنا عن المجاهدين، وركنّا إلى الدنيا، وكرهنا الموت.

 

- بالرجوع قليلا لحرب الثمانية أيام, ما هو تقييمك لأداء فصائل المقاومة في هذه الحرب؟

 

في التسميات العسكرية، اليهود دوماً ما يطلقون على أشيائهم المدمّرة "عملية عسكرية"، إسرائيل لم تكن مستعدة للحرب الأخيرة، أو بشكل أدق: لم تكن تتوقع الحرب! كان الأمر يقضي باستهداف الجعبري، مع ضربات جوية لبعض الأهداف، تليها رشقات صواريخ من غزة، ثم تدخّل من المخابرات المصرية، وينتهي الأمر، ككل مرة، بهدنة وفنجان قهوة في شرم الشيخ! لكن السيناريو اختلف هذه المرة، فدخلت المقاومة بدعم سياسي وقدرة عسكرية فاجأت أهالي غزة قبل أن تُفاجئ اليهود، بالتالي كانت وتيرة الحرب في تصاعد، واليهود حاولوا التهدئة من أول 72 ساعة كما ذكرت التقارير.

 

بشكل عام، كان الأداء مختلفاً عن الحرب الأولى، مدى الصواريخ، نوعيتها، الأماكن المستهدفة، الإعلام، ملاحقة العملاء، كل شيء تقريباً كان في تطور ملحوظ عن الحرب الأولى، ومع ذلك فإن رأيي الشخصي أن الحرب لم تكن اختباراً حقيقياً للمقاومة في غزة بقدر ما كانت استعراض قوة أعاد حسابات اليهود مرة أخرى، والحرب القادمة، وهي قريبة وفق ما أرى، ستكون حرباً بمعنى الكلمة وليست مجرد عملية عسكرية، وهي برأيي ستحاول أن تكون نتائجها عسكرية وسياسية في ذات الوقت: إسرائيل منتصرة تماماً، وحماس والمقاومة مهزومة تماماً. إعادة تشكيل المنطقة بعد الانقلاب في مصر يستلزم أن يتم التخلص من هذه البقعة الصغيرة غير الخاضعة للنظام الدولي بشكل تام. إسرائيل أبلغت المفاوضين من رام الله حينما كانوا يتساءلون: تريدون توقيع اتفاق معنا، و40% من الشعب ليس تحت سلطتنا؟ وهم يقولون: لا تقلقوا، القطاع سيسلّم لقوات عباس مرة أخرى. لا أريد أن أنجر عاطفياً كما البلهاء في وسائل الإعلام وأقول أن اجتياح غزة هو حماقة، غباء، مقبرة، محرقة ..إلخ، من كان يظن ذلك لم يتوقع اجتياح إسرائيل للبنان عام 82م، ولم يتوقع انقلاب مصر، ومجزرة رابعة. كل الأبواق كانت تعتبر أن شيئاً كعملية "السور الواقي" في 2003م ضد الضفة ستكون ضرباً من الجنون! أي جنون؟ منذ 11 سنة والضفة تخضع لليهود بإمارة السلطة كما لو كانت ضاحية من ضواحي تل أبيب، والمقاومة شبه انتهت هناك. غزة تختلف؟ لا أظن، معيار القوة العسكرية المدمرة في أي حرب لم يظهر بعد، أن يتصل اليهود بك لخبروك "أترك منزلك" ثم تأتي الطائرات فتقصفه! هذه نكتة، مسرحية، وليست حرب. أظن أننا لن نختلف كثيراً عن الإخوة في سوريا إذا ما تم استهداف غزة بالبراميل المفخخة، سينتقل مليون فلسطيني لسيناء حينها، وتحت ضغط استهداف المدنيين، والبنية التحتية، والاجتياح البري لبقعة هي أقل في مساحتها من أحد أحياء دمشق الصغيرة، سيؤول بالأمر العسكري هنا إلى ما يشبه الضفة حالياً! لستُ متشائمة، ولكن النفخ الإعلامي حول مفاجآت تنتظر اليهود في أي حرب قادمة هو ليس إلا مؤشر: استخدموا ما في جعبتكم من قوة معشر يهود! وما زلتُ أفترض أن اليهود في كلا الحربين لم يستخدموا القوة الحقيقية بعد. من لُطف الله بهذا الشعب أن سلّط علينا عدواً كاليهود، يستهدفوننا في كلا الحربين والإنترنت والكهرباء لم تُقطع بشكل تام، الاتصالات الخلوية تعمل، والأسواق، المحلات، وأشياء أخرى هي من الترف في وقت الحرب! إذا ما وقفنا أمام سيناريو قطع الكهرباء القادمة من إسرائيل، غلق معبر "كيرم شلوم"، قطع الإنترنت، الاتصالات الخلوية، الأرضية، قصف كل ما يتحرك بواسطة طائرات بدون طيار، واستخدم اليهود البراميل كبشار، ضرب آبار المياه، محطات الوقود، محطات ضخ الصرف الصحي، الطرق الرئيسية. هل دار في خُلد الأبواق الملثمة أمام الإعلام هكذا سيناريو؟ لو نُفّذ هذا، سأخبرك وقتها عن أداء المقاومة.

 

-   قضية الأسرى في سجون الاحتلال قضية رئيسية تفرض نفسها بشكل يومي على الساحة الفلسطينية, هل تعتبرين إن الحراك المساند والداعم للأسرى حراكاً كافياً؟

 

هذا السؤال مرتبط بإجابتي على ما وصلت إليه القضية الفلسطينية بشكل عام، كل الحراك والمؤتمرات والوقفات والتصريحات هي ليست إلا لذر الرماد في العيون، اليهود تنصلوا من كل بنود التهدئة التي قضت بوقف الحرب الأخيرة في غزة، والتي تعلّق جزء كبير منها بالأسرى، بالتالي نحن والأسرى والعالم يعرف أن قضية الأسرى لا تُحل إلا بشاليط آخر، أو بإضرابات الطعام. هذه معادلة نُحاول أن نتعامى عليها، كما نتعامى عن الترف الإعلامي السخيف الخاص بقضية القدس. كل المؤتمرات والوقفات والمهرجانات لا تستطيع أن تُخرج أسيراً من عزله الانفرادي، ولا أن تمنع التجريف عن بيت مقدسي مهددٍ بالهدم! وعلى صعيد الأداء الرسمي في كلا المملكتين غزة ورام الله فلا يعدو كونه أداء تمارين صباحية وليس تصرف على مستوى رسمي يتعلق بقضية مهمة مثل الأسرى.

 

- نصيحة تودين توجيهها للشباب بشكل عام؟

 

قبل عدة أسئلة قلتُ أن أغلب الذين ارتكبوا النصيحة معنا كانوا بشكل أو بآخر يورّطوننا لا أكثر، وهنا سأمارس دوري في التوريط، كما الآخرين. الهدف في الحياة، هذا شيء بالعادة مفقود، نحن نُولد وأهدافنا معلّبة، جاهزة، تاريخ صلاحيتها حتى الموت! يريدون من الشاب أن يدرس، فيكبر، فيعمل، فيتزوج، فيموت. دورة حياة الكائن البشري التي يزعم الأغبياء أنها "سنّة الحياة" وما زلتُ لا أعرف ما هو فرضُ الحياة طالما أن هذه هي السنة. حتى نحن معشر الإناث، يفترضون أن نمر في نفس دورة الحياة تلك، وهذا ربما من باب المساواة ربما بين الرجل والمرأة!

 

إن كان ثمة نصيحة فهي أن تحيا لهدف، وإن استلزم الموت لأجله فليكن، هذا ليس كلاماً إنشائياً طالما أنك تدرك أن الحياة هي منفذ للآخرة فقط، وبالتالي فإن الهدف على قدر الغاية، ولا أظن أن من غايته الجنة سيكون هدفه وظيفة وراتب وأولاد .. وموت!

عِش لهدف، وكن عزيزاً بدينك، واعرض كل ما تسمعه على عقلك، ولا تكن إمّعة لجماعتك أو حزبك أو توجّهك الفكري، واعلم أن أقصى ما يُمكن للبشر أن يفعلوه هو تنفيذ إرادة الله فقط.

 

ما هي المشكلة الأكثر خطورة في العالم من وجهة نظرك؟

 

العالم بحد ذاته مكان خطر، حقل ألغام، وبدلاً من عدم الاقتراب منه فإننا نقتحمه، ظانّين أن اجتياح العالم بميركافا بشرية كفيل بتخطي تلك الألغام، لذلك فإن العالم كله تقريباً يغرق في الوهم.

جنونٌ، أن أحصر مشاكل العالم الخطرة في مشكلة واحدة، هذا السؤال يفترض أن أحدد الأكثر خطورة في مخزن المتفجرات، TNT أو C4!. العالم يعج بالمشاكل الخطرة، بالعبيد، أولئك الذين يشابهون اليهود في حرصهم على "حياة"، هكذا، نكرة، بلا مسمّى، حياة قذرة تافهة ذليلة، المهم أنها حياة، هؤلاء الذين يجعلونك تُراجع حساباتك ألف مرة قبل أن تفكر في الحرية.

 

بالمال، الذي تفنى الأمم من أجله، وسيموت آخر الزمان كل الناس من أجل جبل الذهب الذي ينحسر عن الفرات.

بالنفط، حيثما وجد وجدت أمريكا، وحيثما وجدت أمريكا فإنها تتحول إلى وحش يحرص كل يوم على تصفيف شعره أمام المرآة، يجلب الحمقى معه، ويمضي في نهبك أو قتلك وأنت تحلم به فقط.

بالشباب الذي لا يخضع لإرادة النظام الدولي، هم له مشكلة، لأنهم لا يعترفون في حق الغرب بأن ينهب المستضعفين في الأرض، لأنهم يؤمنون أن القوة لا بد أن تُقابل بقوة، أولئك الذين لا يخضعون للمؤتمرات، الاتفاقيات، والتفاهمات، ويخضعون لخالقهم فقط الذي ولدهم أحراراً، ولن يرضوا أن يستعبدهم أحد.

 

- رسائل أخيرة تودين توجهيها لأشخاص أو جهات معينة!

 

في الغالب أن رسائلي "قيد التسليم"، ليست ملائمة لأجهزة استقبال القوم، وبالتالي سأعتبر أن كل رسائلي التالية لن تصل!

اليهود: قدرُنا أن سلّطكم الله علينا، وقدركم أن يجيء وعد الآخرة عليكم وأنتم في هذه الأرض، ستسوء وجوهكم، وسندخل المسجد كما دخله عمر بن الخطاب وصلاح الدين، وسنتبر ما علوتم تتبيرا، وإن استبدل الله على أيديكم من خانوا الدين، فذلك لا يعني نهاية الحرب.

سلطة رام الله: وحدها مواخير العار من يُمكنكم المساومة عليها، سنطردكم حينما يؤمن الناس أن رزقهم ليس بيد الإتحاد الأوروبي، بل تحت ظل كلاشنكوفاتهم.

سلطة غزة: إن الله لا يحابي على حساب دينه أحد، ولقد استخلفكم الله فخنتم أمانته، والظلم ظلمات يوم القيامة، وقد ولغتم في الظلم. أصلحوا ما بينكم وبين الله ليُصلح الله ما بينكم وبين الناس. إن الحرب لن تبقي بيت شذرٍ ولا مدرٍ إلا وستدخله؛ والله، وليس قطر وتركيا، من سينصركم إن نصرتموه.

كتائب القسام والمقاومة: إن البندقية التي تقاتل اليهود لا فضل لها حينما تحمي الظلمة، وإن الله لا يصلح بالنية الصالحة العمل الفاسد، فخذوا على يد الظالم، واستعينوا بالله وحده لا بغيره، واعلموا أن القادم أسوأ، ولا أفضل للمجاهد من عملٍ صالح يتزود به. والحرب جولات، ولن تُعدم الأمة ولا هذا الشعب من ينصر الدين ويردع المعتدين.

سلطة مصر: يقول المؤرخون أن حدود غزة حتى قناة السويس! غسلتم بماء وجوهكم كل بلاط العار، وابتليتم بثوار ناعمين، يواجهون رصاصكم بالسلمية، ففزتم، وهذا أيضاً لا يعني نهاية الحرب أيضاً.

الثوار في مصر: إن الأصابع الأربعة إن لم تحمل ما يدافع عنها، سقطت. وما أعادت الأيدي الفارغة حقاً اغتصبته الأحذية العسكرية. النفس الطويل أكثر ما يُرهق الفجرة، فأطيلوا نفسكم ولا تسمعوا لأقوال المرجفين في المدينة.

سوريا: إياكِ وأن تصبحي كفلسطين، متسولةً على خارطة العالم، تحلمين بجنسية، وفيزا، وبقايا فتات الأمم الملتحفة! أنتِ أنقى، وأطهر، وأغلى، من أن يكلَكِ الله إلى العرب والأعراب، وإن أصمّت أذنيك أصوات الحرب، فإنكِ ما زلتِ تسمعين "إن الله تكفل لي بالشام وأهله".

المجاهدين في سوريا: اثبت أحد، ولا تكسروا قلوب أمّةٍ تعلقت بكم. نقّوا صفوفكم، واعلموا أن كل رصاصةٍ بشارُ وحزبه أولى بها، وإياكم وأن تجعلوا للغلاة صوتاً مسموعاً، أخرسوا أصواتهم ما استطعتم.

معارضة الفنادق السورية: جنيف سيذهب هباءً، وما سينفع الثورة سيمكث في الأرض.

 

أمي: مذ حاولتُ أول مرة توجيه رسالة لكِ، وأنتِ تعلمين ما أود قوله بمجرد أن تري عيناي. لا أعرف وطناً سواكِ، وبعد "الله يرضى عليكِ" أدركُ أن الدنيا قد حيزت لي .. بحذافيرها.

أبي: محور الفخر الذي أدور حوله منذ ولادتي إلى الموت.

منتدى الساخر: يا وجه الكتاب، ويا كتاب الوجه، أريدكَ أن تعود فقط، كفى غياباً.

الساخرون والساخرات: أيها الشعب العظيم، قد اشتقتكم جميعاً.