أرض كنعان_غزة/عادت إلى الواجهة في الفترة الأخيرة عمليات التصفية والاغتيال الصهيوني للمقاومين الفلسطينيين، مما أعاد للأذهان ذكريات التصعيد والحرب المباشرة.
محللون ومختصون استبعدوا عدواناً جديداً على قطاع غزة، خاصة أن أي حرب ستترك أثراً كبيراً على الساحتين الفلسطينية والعربية، وستسهم في رفع الحصار وتعزيز دور المقاومة.
وتبين المؤشرات حسب محللين، أن الحكومة الصهيونية لا تنوي تصعيد الأوضاع مع القطاع، وستكتفي بقصف مواقع المقاومة العسكرية وأراض خالية وبعض الاغتيالات المتفرقة والمحدودة، رداً على الصواريخ التي تتعرض لها من فترة لأخرى.
ويؤكد مراقبون للوضع الغزي أن الحرب ضد القطاع لن تكون سهله، إذ ستلجأ المقاومة إلى تكتيكات وأسلحة جديدة ما سيضطر الاحتلال إلى تأخير المواجهة واللجوء إلى التهديدات الكلامية والرسائل الإعلامية والحرب النفسية.
لا حرب بالأفق
المحلل السياسي مصطفى الصواف استبعد أن تصل الأمور في قطاع غزة إلى حرب جديدة، ولكنه جعل الباب مفتوحاً عندما قال "لا يؤمن مكر العدو".
وأشار الصواف في حديث لـ"الرأي"، إلى أن تسخين الجبهة مع القطاع محسوب ولن يخرج عن السيطرة، مبيناً أن الاحتلال يعي أن مواجهة المقاومة لن تكون سهلة في ظل وضع جديد من قوة أعدتها المقاومة لمواجهة الاحتلال.
ويرى المحلل أنه لا مصلحة للكيان الصهيوني في تفجير الأوضاع مع غزة وسيحافظ على الهدنة مع المقاومة، لأن استمرار الهدوء في غزة يصب في مصلحة الاحتلال.
وأشار الصواف إلى أن التصعيد الكلامي ضد القطاع يأتي في محاولة لخلق رأي عام عالمي ضد المقاومة وحماس، مؤكداً أن الظروف الإقليمية لا تسمح بشن عدوان على القطاع.
من ناحيته رأى المختص في الشأن الصهيوني البروفسور عبد الستار قاسم أن قطاع غزة سيظل تحت الحصار الشديد، معقباً أن الاحتلال يبغي من وراء ذلك إضعاف الاحتضان الجماهيري للمقاومة.
واستبعد قاسم أيضاً تفجّر الأوضاع، قائلا:" لا أظن أن هناك حرباً قادمة في الوقت الراهن على الأقل".
وحول استهداف مجموعة من المقاومين بصاروخ استطلاع صباح اليوم، ذكر "قاسم" أنها لم تكن سوى رد مباشر على صواريخ غزة لإقناع الجبهة الداخلية الصهيونية بأن حكومته جاهزة للرد على أي تصعيد من المقاومة في غزة.
حسابات صهيونية
ويبين المحلل عبد الستار قاسم أن أي تصعيد سيكون محسوباً من قبل الاحتلال؛ لأن أي تبعات تخصه ستلقي بظلاله على دولة الاحتلال.
واستطرد قاسم في حديثة للدور البارز لمصر في "حرب السجيل" خلال حقبة الرئيس محمد مرسي، مستبعداً أي دور إيجابي لمصر أو السعودية يخدم الفلسطينيين في أي حرب قادمة.
وأرجع المحللان استبعادهما تفجر الأوضاع إلى انشغال العالم بدول الطوق المعانقة لفلسطين التاريخية وخصوصاً سوريا ومصر.
وتبقى الأوضاع في قطاع غزة مرهونة بعنجهية الاحتلال، الذي يواصل خرق التهدئة واستهداف المواطنين الفلسطينيين في القطاع.