ارض كنعان/ متابعات/ كشف تقرير للأمم المتحدة حول الوضع المأساوي الذي يعيشه الأطفال في سوريا، بسبب الحرب الأهلية التي تشهدها الدولة العربية منذ ما يقرب من 3 سنوات، عما أسماها "معاناة تعجز الكلمات عن وصفها."
وذكر التقرير، الذي أصدرته المنظمة الأممية ، وحصلت CNNعلى نسخة منه، أن كلاً من القوات الحكومية، الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، والمليشيات المتحالفة معها، قامت خلال تلم الفترة، بـ"عمليات قتل لا تُعد ولا تحصى، وتشويه، وتعذيب."
كما اتهم التقرير، وهو الأول الذي تصدره الأمم المتحدة حول وضع الأطفال في سوريا، والذي تم تقديمه الأربعاء إلى مجلس الأمن، مسلحي المعارضة بـ"تجنيد الشباب، واستخدام تكتيكات الإرهاب، في المناطق المدنية."
وتضمن التقرير، الذي يغطي الفترة من بداية آذار 2011، حتى 15 تشرين الثاني الماضي، "مجموعة من الأوضاع المرعبة"، التي يعاني منها الأطفال في سوريا، منذ سعت المعارضة للإطاحة بنظام الأسد، الذي ورث السلطة عن والده قبل نحو 14 عاماً،ومن بين تلك "الأوضاع المرعبة"، التي أشار إليها التقرير، "سوء المعاملة، بما في ذلك العنف الجنسي، إلى انتهاك حقوقهم العامة"، مثل إغلاق المدارس، والحرمان من الحصول على المساعدات الإنسانية.
اكدالتقرير ان الأمين العام للمنظمة، بان كي مون حمَّل القوات الحكومية مسؤولية "الاعتقال والاحتجاز التعسفي، وسوء معاملة وتعذيب الأطفال"، كما حمَّل جماعات المعارضة المسلحة، في المقابل، مسؤولية "تجنيد واستخدام الأطفال في القتال وأدوار الدعم، فضلاً عن القيام بعمليات عسكرية، بما في ذلك استخدام تكتيكات الإرهاب، في مناطق مأهولة بالمدنيين، مما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين، بمن فيهم أطفال."
وفي هذا الاطار، سلط التقرير الضوء على اختفاء العديد من الأطفال، مشيراً إلى أن جميع أطراف النزاع أعاقت بشكل خطير، إيصال المساعدات الإنسانية في المناطق الأكثر تضرراً من القتال،محذرا من أن الأطفال تعرضوا لمستوى مرتفع من الشعور بالبؤس، نظراً لمشاهدتهم مقتل وإصابة أفراد أسرهم وأقرانهم، أو تعرضهم للانفصال عن أسرهم أو تشردهم، كما وسرد تفاصيل اعتقال القوات الحكومية أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم 11 سنة، لارتباطهم المزعوم بالجماعات المسلحة، خلال حملات اعتقال واسعة النطاق، مشيراً إلى أن "الأطفال تعرضوا لسوء المعاملة والتعذيب، لانتزاع الاعترافات منهم، أو إذلالهم، أو من أجل الضغط على أحد الأقارب للاستسلام أو الاعتراف."
وأشار التقرير إلى إفادات أوردتها تقارير أخرى، تؤكد أنه تم تعليق الأطفال من الجدران أو الأسقف من معاصمهم أو أطرافهم الأخرى، وأجبروا على وضع رؤوسهم وأعناقهم وسيقانهم خلال الإطارات حين تعرضهم للضرب، كما تم تقييدهم بلوحة خشبية وضربهم.
وأورد التقرير شهادة صبي يبلغ من العمر 16 عاماً، قال إنه شهد صديقه البالغ من العمر 14 عاماً، يتعرض لاعتداءات جنسية ومن ثم قتل، كما تحدث الصبي نفسه عن "حالات قليلة" لفتيات تعرضن للاغتصاب.
وأضاف الصبى أن الأطفال والبالغين تعرضوا للضرب بالقضبان المعدنية، ونزع أظافرهم، وقطع أصابعهم، أو للضرب بمطرقة على الظهر، وأحياناً حتى الموت.
ووردت أيضاً ادعاءات حول ارتكاب جماعات المعارضة العنف الجنسي، إلا أنه تعذر على الأمم المتحدة مواصلة التحقيق بسبب صعوبة الوصول، بحسب ما جاء في التقرير.
كما تلقت الأمم المتحدة أيضا تقارير عن حالات رفضت فيها جماعات المعارضة علاج المقاتلين الجرحى المواليين للحكومة، أو أساءت فيها استخدام سيارات الإسعاف، بما في ذلك لعبور نقاط التفتيش الحكومية.
وأوصى الأمين العام للأمم المتحدة جميع الأطراف إلى "وقف كافة الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال"، التي ورد ذكرها في التقرير، و"وضع حد لجميع الهجمات العشوائية وغير المتناسبة على المناطق المدنية، بما في ذلك أساليب الإرهاب، والغارات الجوية والأسلحة الكيميائية والمدفعية الثقيلة، والسماح بممر إنساني، والإفراج فوراً عن النساء والأطفال المختطفين."