من ناحية إنسانية وعاطفية لا يسعنا إلا أن نرحب بزيارة أمير قطر إلى غزة وأن نشكره على مبادرته الكريمة..
لكن هذه العاطفة يجب ألا تفقدنا توازننا النفسي ويجب ألا نغفل عن السياق السياسي فنظل حذرين من أي تداعيات سياسية سلبية لهذه الزيارة..
بلغة موضوعية هادئة فإن قطر لا يسعها أن تقوم بهذه المبادرة إلا بضوء أخضر أمريكي وهنا لنا أن نتساءل:
هل يأتي هذا الدعم القطري في سياق الاحتواء الأمريكي لحركة حماس من البوابة القطرية بعد تعذر احتوائها المباشر؟..
هل سيساهم هذا الكرم القطري في تخجيل حركة حماس بناءً على المثل القائل " طعمي التم بتستحي العين" وبالتالي تكبيلها عن دورها المقاوم كحركة مقاومة في الأساس وزيادة الحسابات السياسية قبل تفكيرها بإطلاق أي قذيفة من قطاع غزة..
هل سيساهم هذا الانفتاح القطري الكبير على قطاع غزة في تعزيز واقع الانفصال بينه وبين الضفة وبالتالي تعزيز واقعه ككيان منفصل والابتعاد عن الوحدة السياسية النضالية الفلسطينية وإن ظل التأكيد النظري قائماً بأننا جزء من الكل الفلسطيني؟؟
أسئلة مشروعة أرجو التنبه إليها من باب الحذر وأن يظل نصب أعيننا دائماً أننا في مرحلة التحرير والتضحية وليس في مرحلة الدولة والمشاريع..