ارض كنعان/ رام الله /تنتظر عائلة الاستشهادي مجدي عبد الجواد خنفر بفارغ الصبر الإفراج عن جثمان نجلها الاستشهادي عبد الجواد مساء اليوم الأحد بعد رحلة طويلة من الانتظار امتدت سنة في مقابر الأرقام.
ونكأت موافقة سلطات الاحتلال على الإفراج عن جثمان الاستشهادي خنفر جراح العائلة من جديد، وكأن حادثة استشهاده جرت اليوم، حيث تختلط المشاعر لدى العائلة في هذا اليوم، ولكن الأهم هو طي صفحة مقابر الأرقام.
ويصادف يوم إعادة جثمان الاستشهادي خنفر يوم ميلاده الموافق ( 19-1-1981) في دلالة رمزية على إعادة إحياء ذكراه في هذا اليوم الذي تزينت فيه بلدته سيلة الظهر جنوب جنين لاستقباله وفق برنامج مقرر.
معاناة الانتظار
تقول والدته أم قدري لوكالة "صفا" المهم أن يكون لابني قبر أزوره وأقرأ الفاتحة على روحه"، مشيرة إلى أن وجود جثمانه في مقابر الأرقام ضاعف من معاناتها خلال السنوات الماضية.
وتضيف "أشعر وكأنه استشهد بالأمس، وهذا حق طبيعي لأي إنسان أن يكون له قبر، وأن يدفن في مدافن عائلته، وأن يكرم كما أي شهيد".
بدوره، يؤكد والده أن فكرة مقابر الأرقام فكرة شيطانية تدلل على إمعان الاحتلال في التنكيل بذوي الشهيد حتى بعد استشهاده، مبينًا أن عودة الجثمان إلى أهله حدث معنوي في غاية الدلالة، ونوع من التكريم لمن ضحوا من أجل الوطن.
ويشير إلى طول انتظار العائلة لهذا الحدث، مؤكدًا ضرورة العمل المستمر حتى إغلاق هذا الملف، وعودة كافة شهداء الأرقام.
ويوضح أن جنازة كبيرة ستقام لابنه غدًا الاثنين بمشاركة رسمية وشعبية تكريمًا له، وهو ما يدلل على أن هذا الشعب لا يتخلى عن شهدائه.
وبحسب الترتيبات المقررة، يقول منسق الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء سالم خلة لوكالة "صفا" إن الجثمان سيسلم على معبر الطيبة قرب طولكرم في الثامنة والنصف مساءً، مشيرًا إلى أن الجانب الإسرائيلي يمكن أن يتأخر أكثر من ذلك.
ويضيف أن عملية دفن الجثمان سوف تؤجل ليوم الاثنين حتى يتم إقامة جنازة رسمية تليق بالاستشهادي تكريمًا له، حيث ستقام جنازة عسكرية رسمية بإشراف قوات الأمن الوطني، وجنازة شعبية في مسقط رأسه بلدة سيلة الظهر بحضور واسع.
ويؤكد أن المتابعات القانونية والقضائية ستستمر حتى يتم إغلاق هذا الملف تمامًا، لافتًا إلى أن ما تحقق في هذا الملف جيد يتطلب الاستكمال، سيما وأن أكثر من 200 عائلة شهيد ما زالت تنتظر استلام جثمان أبنائها، وبعضهم مضى على استشهاده عقود.
خطوة هامة
ويشدد مساعد محافظ جنين مسئول ملف متابعة شهداء الأرقام بالمحافظة أحمد القسام على أن إجراء الحمض النووي كان مطلبًا رئيسًا، سيما بعد الإشكالات التي صاحبت تسليم بعض الجثامين في المرحلة السابقة.
ويشير إلى أنه جرى في الخامس من نوفمبر 2013 وبالتنسيق مع الحملة الوطنية تسهيل عملية نقل أسر 11 شهيدًا من محافظة جنين للداخل من أجل عمل فحوصات الـ"DNA"، وما تبع ذلك من إجراءات من استخراج الجثامين ومطابقتها بالعائلات، وهي عملية مضنية.
وكان الاستشهادي مجدي خنفر ينوي تنفيذ عملية استشهادية مزدوجة في 30 مارس 2002 مع الاستشهادي فتحي عميرة من محافظة نابلس، ولكن تم اكتشاف أمرهما في كمين لقوات الاحتلال، فاشتبكا مع الجنود وفجرا نفسيهما بالحاجز العسكري، مما أدى إلى مقتل جندي إسرائيلي.