Menu
18:37الحية: رسائل متبادلة بين حماس وفتح للوصول الى أفضل اتفاق شراكة بين الفصائل الوطنية
18:36الرجوب: شعبنا غادر مربع الانقسام.. ويتحدث عن الانتخابات الفلسطينية وعملية إجرائها
18:26داخلية غزة تنشر كشف المسافرين المغادرين عبر معبر رفح البري ليوم غد الاثنين
13:54تنويه مهم حول كشف المسافرين عبر معبر رفح ليوم غد الإثنين
13:53داخلية غزة تعلن عن فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين لمدة أربعة أيام متتالية
12:45العمصي يطالب بإدراج متضرري كورونا العمال في المنحة القطرية
12:42تحذير من ظروف مقلقة للأسيرات بمعتقل "الشارون"
12:39تعرف علي الخارطة الوبائية لمصابي كورونا اليوم في قطاع غزة
12:30الحركة الطلابية تهدد بإضراب مفتوح في حال لم تستجب جامعة بيرزيت لمطالبهم
12:29"إسرائيل" تبدأ تخفيف قيود الإغلاق
12:26إصابات بالاختناق واعتقال أسير محرر خلال اقتحام الاحتلال بلدة دورا جنوب الخليل
12:25المتطرف "غليك" يقود اقتحاما استفزازيا للأقصى
12:01المنظمة: ما أقدمت بريطانيا على تمريره قبل 103 أعوام عبر بلفور لن يستكمل على أيدٍ أميركية
11:59قوات الاحتلال تبعد شابًا عن الأقصى أسبوعًا
11:56تطبيع بلا تفويض.. الانتقادات والاحتجاجات في السودان تتصاعد رفضا لاتفاق العار

سكين الرواتب تذبح موظفي حكومة رام الله

الاستقلال/سفيان الشوربجي

أكد عدد من موظفي حكومة رام الله في قطاع غزة عدم قدرتهم على المشاركة في موسم الأضاحي لهذا العام الذي لم يتبق على حلوله سوى عدة أيام نظرا لتأخر تلقي رواتبهم والحديث عن عدم حصولهم عليها كاملة لهذا الشهر وتراكم الديون على كاهلهم، وسط تخوفات تجار المواشي من ضياع موسم الأضاحي لهذا العام في ظل قلة الإقبال الذي تشهده الأسواق جراء هذه الأزمة مقارنة بالأعوام السابقة.

وأعلن مجلس الوزراء خلال اجتماعه في رام الله الثلاثاء الماضي، برئاسة سلام فياض، أنه سيتم صرف نصف الراتب لجميع الموظفين اليوم الخميس،مع استمرار الجهود لصرف دفعة أخرى قبل عطلة عيد الأضحى المبارك.

المرة الأولى

ورهن الموظف في حكومة رام الله نبيل أبو سالم مشاركته في موسم الأضاحي وشراء أضحية لهذا العام بحصوله على راتبه الشهري كاملا قبل حلول عيد الأضحى، مبينا أنه سيستعيض عن الأضحية بشراء الدواجن لتوفير وجبة لحوم العيد لأفراد أسرته.

وقال المواطن الأربعيني لـ"الاستقلال": لن أتمكن هذا العام وللمرة الأولى منذ اثني عشرة عاما من شراء أضحية لسبب تأخر صرف الرواتب وعدم حصولنا عليها كاملة، لأن ما سأحصل عليه لن يكفي لشراء بعض المستلزمات المنزلية وسداد الديون المتراكمة على لأصحاب المحلات".

وأضاف: متطلبات الحياة كثيرة والأضحية الآن تساوي أكثر من قيمة الراتب الذي ما زال مصيره مجهولا لهذا الشهر، إذ يصل سعر الحصة إلى أكثر من 1800شيكل، وليس لدي ما يكفيني لقوت أولادي كي أضحى في الوضع الحالي،" لافتا إلى أنه لجأ إلى كثير من الاستدانة من الأقارب، وذلك بعد استنفاد راتب الشهر الماضي كغيره من الموظفين.

إلغاء الأضحية

 

ويوافقه الرأي الموظف في أحد القطاعات الحكومية أحمد حسونة والذي دفعه تأخر الراتب لإلغاء ذبح أضحية لهذا الموسم أو حتى المشاركة في أضحية مع أصدقائه وأقاربه نظرا لصعوبة الأوضاع الاقتصادية في ظل الحديث عن تلقيه نصف الراتب فقط، لافتا إلى أن الأضحية باتت تشكل لغالبية الأسر في قطاع غزة عبئاً مالياً إضافيا.

ويقول حسونة لـ"الاستقلال": للأسف الشديد سأحرم هذا العام من العادة التي كنت أواظب عليها في كل موسم لأتقرب بها إلى الله، فأنا غير راض عن عدم قدرتي على أداء هذه السنة المحببة ولكن ليس بوسعي أن أفعل شيئا لأن الظروف الصعبة أقوى من إرادتي".

وأضاف الموظف الذي يعيل أسرة مكونة من ثمانية أفراد: لم يعد باستطاعتي تقسيط مبلغ الأضحية لهذا العام كما كنت أفعل في الأعوام السابقة بالاتفاق مع الشركاء وأصحاب مزارع الأبقار، لان ما سأحصل عليه من راتب لا يكفي في ظل وجود التزامات كبيرة وأمام طلبات الأسرة التي لا تنتهي".

وينطبق هذا الحال على آلاف الموظفين الذين يتلقون رواتبهم من قبل سلطة رام الله في قطاع غزة، والذين يعانون منذ عدة أشهر من تأخر صرف رواتبهم في موعدها وحصولهم على أجزاء منها بفعل الأزمة المالية الخانقة التي تعيشها السلطة والتي جعلتها تلوح في أكثر من مرة بعدم مقدرتها على صرف الرواتب بشكل كامل.

 

ضعف الإقبال

 

واشتكى تاجر المواشي أبو خليل شعت من ضعف الإقبال على شراء الأضاحي لهذا الموسم بسبب تأخر صرف رواتب موظفي حكومة رام الله حتى هذه اللحظة، معتقدا أن جزء كبيرا منهم  سيمتنعون هذا الموسم عن شراء الأضحية بفعل هذه الأزمة ورفضهم استدانة ثمنها من ميسوري الحال لعدم جواز ذلك.

وقال شعت الذي يملك مزرعة للعجول والأغنام في مدينة خان يونس لـ"الاستقلال": على الرغم من توفر كميات كبيرة من الأضاحي هذا العام وبأسعار تناسب جميع الشرائح،إلا أن هناك نقصا وتراجعا كبيرا في أعداد المشترين عن السنوات الماضية، حتى أنني لم أتمكن من بيع ربع ما لدي من مواشي حتى الآن".

وأضاف وهو يتوسط مزرعته الخاوية من الزبائن: لم يبق أمامنا سوى أيام فقط، ونتمنى أن تتحسن عملية الشراء ونتمكن من بيع ما لدينا حتى لا نتكبد خسائر كبيرة كما كان يحدث خلال الأعوام السابقة بفعل الحصار وارتفاع أسعار الأعلاف".

واعتبر التاجر شعت أن الأيام المتبقية هي "حصاد العام الذي ننتظره بفارغ الصبر، إذا لم نفلح في بيع ما لدينا من مواشي سنضطر إلى إبقائها للعام القادم وهذا سيكلفنا خسائر إضافية"، آملا أن تشهد الأيام المتبقية انفراجة في أزمة صرف الرواتب ويتحسن الإقبال على شراء الأضاحي.

ويلاحظ من يتجول في أسواق الماشية بالقطاع لهذا العام قلة أعداد مرتاديها وضعفا واضحا في الإقبال على الشراء مقارنة بهذه الأيام من كل موسم.

تلبي الاحتياجات

 

بدوره، أكد مدير عام التسويق والمعابر في وزارة الزراعة تحسين السقا، أن أعداد المواشي الموجودة الآن في الأسواق كافية لتلبية احتياجات القطاع من الأضاحي المتوقع استهلاكها في عيد الأضحى، منوها إلى أن حاجة القطاع السنوية من الأضاحي تتراوح بين (12-13) ألف رأس.

وأوضح السقا لـ"الاستقلال" أن الأضاحي من العجول والأبقار الموجودة في غزة حاليا تصل إلى ما يقارب من 13الف رأس، مشيرا إلى أن الأيام المقبلة ستشهد دخول من 2- 3 آلاف رأس أخرى إلى القطاع ليصل العدد إلى 15 ألف رأس.

وأضاف: أما بالنسبة للأغنام والماعز، فيوجد لدينا 30 ألف رأس محلي، ودخل من الأنفاق الأرضية مع مصر ما يقارب من 10 آلاف رأس تكفي لسد حاجة السوق، لافتا إلى أن جلب الأغنام والخراف يتم من الجانب المصري، نظراً لارتفاع أسعارها في حال تم استيرادها من الجانب (الإسرائيلي).

انخفاض أسعارها

 

 وأشار السقا إلى أن سعر الكيلو من لحوم العجول"الهولندي" يتراوح بين (18-19)شيكل، أما "الشراري" تم تحديده بين (20-21)شيكلا، في حين بلغ سعر الأغنام البلدي والمصري (4,5)دينار أردني للكيلو، مبينا أن الأضاحي الواردة تخضع لفحوصات دقيقة وتطعيمات ومتابعة مستمرة من قبل أطباء بيطريين للتأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض.

ولفت إلى أن هناك ضعفا في الحركة الشرائية على الأضاحي على الرغم من انخفاض أسعارها في القطاع مقارنة بالأعوام السابقة، متوقعا أن تشهد الأيام القليلة المقبلة زيادة  في حجم الإقبال على الشراء.

ويأمل كثير من الموظفين الحكوميين الحصول على رواتبهم كاملة قبل حلول عيد الأضحى المبارك ليتسنى لهم شراء الأضاحي والتجهيزات الأخرى من أجل المحافظة على صلات أرحامهم والمساهمة في إسعاد أطفالهم.