وصول السولار لمحطة التوليد يؤكد أن غزة جارية منفوشة الشعر، جارية عرضها الإسرائيليون في سوق النخاسة، فاشتراها عباس ضمن صفقة التوقيع على اتفاقية أوسلو سنة 1993، ليصير صاحب الولاية عليها، ومن حقه أن يؤدبها، وأن يمنع عنها الزائرين، وأن يحرمها من أبسط حقوقها، وهو صاحب الحق في أن يطعمها إن شاء، وهو الذي يحبس عنها الغاز، ويقطع عنها الكهرباء، وهو الذي يطلق عليها الكلاب كي تقصف جسدها النحيل، وهو الذي يطلق لها العنان كي تتقافز في السيرك العالمي، ليقبض المال قبل أن يطلب من الإسرائيليين أن يدخلوا إليها الوقود الصناعي.
عشرة ملايين دولار كانت الفدية التي دفعها أمير قطر ليفك بعض الحصار عن جدائل غزة، ولم تكن ثمن الضرائب التي فرضها محمود عباس على جاريته، وراح يتشفى بدموعها، ويكشف عن مفاتنها، ويطلب منها الرقص في المحافل الدولية، كي يجمع المزيد من الأموال، ويجبي المزيد من المكاسب، مستعيناً بنصائح اليهود في كيفية اتباع أنجع الطرق للتعامل معها، وترويضها، وتطبيعها، حتى تصير مطية سهلة الانقياد.
متى يتحرر العبيد؟ متى تفك غزة أسرها؟ وتنطلق غزالة في البراري دون وصي عليها، ودون صاحب لها، ودون صكوك تجيز لمحمود عباس أن يظل ولي أمر هذه الثائرة المتمردة؟