أرض كنعان / رام الله / تمكنت والدة الأسير مجد محمود زيادة المريضة بالسرطان والمعلقة بين الحياة والموت احتضان ولدها وشم رائحته وسماع صوته في مشهد مؤثر انسحب السجانون الإسرائيليون على إثره، وتركوا الأم مع ابنها في لحظات عناق تغمرها الدموع وكأنها لحظات وداع أخيرة.
ولم تتمكن والدة الأسير زيادة القابع في السجن منذ 11 عاماً من زيارته منذ أكثر من عامين بسبب المرض الخبيث، وهو ابنها الوحيد وقد تمنت أن تراه وتحتضنه قبل أن يسوء وضعها الصحي.
لكن جهود الصليب الاحمر الدولي مكن الأم من زيارته في موعد مختلف دون قضبان وشبك في سجن عوفر العسكري أول أمس وبأمل بأن لا تكون زيارة الوداع الأخيرة.
حيث تم نقل الأسير مجد وهو من سكان رام الله المحكوم بالسجن 30 عاما من سجن نفحة إلى سجن عوفر العسكري لإجراء الزيارة لوالدته وذلك على ضوء عدم قدرتها على السفر لمسافة طويلة إلى سجن نفحة، بعد موافقة السلطات الإسرائيلية على ذلك.
ويوم الثلاثاء 16/10/2012 تم نقل والدة الاسير مجد زيادة عبر سيارة إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني، وعلى الحاجز الإسرائيلي تم نقلها عبر سيارة إسعاف إسرائيلية إلى داخل سجن عوفر العسكري، حيث جرت الزيارة وجها لوجه وبدون شبك وقضبان.
وعاشت أم مجد مشاعر متناقضة بين أن يراها ولدها في هذه الحالة الصحية وبين شوقها الكبير لأن تراه بعد غياب طويل، وهو حال المئات من أمهات الأسرى المريضات اللواتي توقفن عن زيارة أبنائهن بسبب المرض أو بسبب الوفاة.
ووصف الاسير محمود غلمة لمحامي وزارة شؤون الأسرى واقع الزيارة بأنه مليء بالمشاعر المؤلمة، بين فرح ودموع وألم تمتزج في عناق الأم بولدها .. بكى الجميع، قال: " حتى السماء والجدران والقضبان بكت.. أمام لحظات تحرر منها مجد من قيوده ورأى أمه بلا لوح زجاجي، حيث انهال يقبل يديها ويضمها كأنه لا يريد أن تنته هذه اللحظات التاريخية".
وعادت أم مجد زيادة من الزيارة لأخذ جلسات العلاج الكيماوي، وقالت إن زيارة ولدها هي أفضل علاج لها، وأضافت:" لقد امتلأ صدري برائحته و شعرت بالشفاء".. بينما عاد مجد إلى غرفته في السجن متسائلا هل أستطيع أن أرى أمي مرة أخرى!.