Menu
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر
12:07الخارطة الوبائية لـ"كورونا" بالقطاع
12:05"إسرائيل": التطبيع مع السودان ضربة لحماس وايران
12:02"اسرائيل " علينا الاستعداد لما بعد ترامب
12:01الاحتلال يقتحم البيرة ويخطر بإخلاء مقر مركزية الإسعاف والطوارئ
11:59"الاقتصاد" بغزة تجتمع بأصحاب شركات مستوردي فرش الغاز
11:51«الديمقراطية»: سيقف قادة الاحتلال خلف قضبان العدالة الدولية
11:51الوعى الاستثنائى فى فكر  د.فتحى الشقاقى
11:47قيادي بحماس يتحدث عن "أهمية رسالة السنوار لرموز المجتمع"
11:45مستوطنون يقتحمون قبر يوسف بنابلس
11:40مقتل سيدة ورجل بالرصاص في باقة الغربية واللد
11:28الإمارات تسرق "خمر الجولان" السوري وتنصر "إسرائيل" ضد BDS
11:26صحيفة: تفاهمات بين القاهرة وحماس حول آلية جديدة لعمل معبر رفح

فهمي هويدي يكتب : ما بين السادات و روحاني

هل يكون روحانى هو سادات إيران؟ عنَّ لى هذا السؤال بعدما قرأت تحليلا نشرته مجلة الشئون الخارجية (فورين افيرز) تساءل فيه عما إذا كان الرئيس حسن روحانى هو جورباتشوف إيران، باعتبار أن كلا منهما جاءت به الرياح الإصلاحية كما أنهما فتحا الأبواب لتصالح كل من الاتحاد السوفييتى وإيران مع الولايات المتحدة والغرب. ورغم أن كاتب مقالة المجلة الأمريكية ستيفن كوتكين يعمل أستاذا للتاريخ والشئون الدولية بجامعة برينستوت، إلا أننى لم أجد تحليله مقنعا، على الأقل من حيث إن جورباتشوف أسهم فى تفكيك الاتحاد السوفييتى وانهياره، فى حين أن ذلك مصير مستبعد وليس واردا فى حالة إيران، فى الأجل المنظور على الأقل. حتى إذا أمضى الرئيس روحانى مدتين فى السلطة (ثمانى سنوات) لهذا السبب ولأسباب أخرى سأذكرها حالا، وجدت أن روحانى ربما كان أقرب إلى الرئيس الأسبق أنور السادات منه إلى جورباتشوف. أو بتعبير أدق فإن أوجه التشابه بين روحانى والسادات أكثر من أوجه الاختلاف، وإن ظل سؤال المآلات معلقا. بمعنى أننا رأينا وعرفنا ما انتهى إليه الأمر فيما خص السادات. لكن هذه الدائرة لاتزال غامضة بالنسبة لروحانى.
إذا حاولنا أن نرصد أوجه الشبه بين الرجلين فسوف نجد أبرزها فيما يلى: فكل منهما ابن لثورة (سنة 52 فى مصر و79 فى إيران)، ثم إن كلا منهما عقد اتفاق سلام مع خصمه التاريخى الأمر الذى فتح الباب «لتطبيع» العلاقات بينهما، رغم الاختلاف فى عمق الخصومة مع إسرائيل فى الحالة المصرية والولايات المتحدة فى الحالة الإيرانية ـ وكما أن السادات أقدم على توقيع الاتفاقية مستقويا بما حققه فى حرب أكتوبر، فإن روحانى قبل بتوقيع الاتفاق مستقويا بعناد وصمود الإيرانيين فى مواجهة الحصار وبتمسكه بحق تخصيب اليورانيوم. وكما أن اتفاق السادات مع الإسرائيليين أحدث تغييرا جذريا فى الخارطة السياسية للعالم العربى فإن التفاهم الإيرانى الأمريكى وتوقيع اتفاق جنيف من شأنه أن يحدث تغييرا مماثلا فى خرائط الشرق الأوسط، وربما فى التحالفات الدولية أيضا. والتنازلات التى قدمها السادات للإسرائيليين مكنته من استعادة أغلب سيناء المحتلة، والتنازلات التى قدمتها حكومة روحانى مكنتها بدورها من رفع بعض العقوبات الاقتصادية وخلخلت من حدة الحصار المفروض على إيران. وكما أن نظام السادات تمت مراقبة أدائه من جانب القوات الدولية التى وجدت فى سيناء، فإن حكومة روحانى وضعت تحت الاختبار أيضا لمدة ستة أشهر بعد توقيع اتفاق جنيف. بعدها تجرى مناقشة الاتفاق النهائى. السادات اتبع سياسة الانفتاح على الغرب فى الوقت الذى تتحدث فيه الصحف الأمريكية عن إعادة تأهيل إيران لكى تصبح بدورها أكثر انفتاحا على الغرب. السادات لم يحدث تغييرا جوهريا فى أداء المؤسسة الأمنية التى خلفها نظام عبدالناصر رغم الرداء الإصلاحى الذى ظهر به. وكل الذى فعله أنه أتاح هامشا متواضعا لحرية التعبير بعدما تبنى فكرة التعددية الحزبية. وأغلب الظن أن ذلك حال الرئيس روحانى أيضا، الذى أشك فى أن بوسعه تفكيك 
المؤسسة الأمنية القوية رغم نواياه الإصلاحية غير الخافية.
من ناحية أخرى، فإننا فى التحليل نجد اختلافا بين الرجلين من جوانب عدة، ألخص أهمها فيما يلى: ذلك أن خلفية الرجلين مختلفة تماما. فالسادات ضابط مغامر وروحانى أصولى متمرس. والأول فاجأ الجميع بما أقدم عليه فى حين أن الثانى خاض التجربة بعد أن خبرها وحسبها جيدا. والسادات قام بمغامرته متحديا الإرادة الشعبية آنذاك، الأمر الذى أدى إلى عزلته عربيا. أما روحانى فقد ذهب متكئا على تأييد شعبى وعاد بعد أن حقق اختراقا فى العزلة التى فرضت عليه. ومن الناحية العملية فإن السادات أصبح أضعف إقليميا وأكثر قبولا غربيا بعد اتفاقية السلام فى حين أن روحانى أصبح أقوى على مختلف الأصعدة الاقليمية والدولية بعد توقيع اتفاقية جنيف.
بقيت عندى ثلاثة أسئلة معلقة لا أستطيع أن أجيب عنها فى المقارنة بين الرجلين، لسبب جوهرى هو أننا تابعنا تجربة السادات وعرفنا ما آلت إليه. إلا أن تجربة الرئيس روحانى لاتزال فى بداياتها ولا نستطيع أن نحكم عليها الآن. إذ بوسعنا أن نقول إن السادات انقلب على تراث عبدالناصر رغم انتسابه 
إلى ثورة 23 يوليو، لكننا لا نستطيع أن نحكم من الآن على موقف روحانى من تراث الإمام الخمينى. لنا أن نقول أيضا إن السادات كان هواه غربيا وهو القائل بأن 99٪ من أوراق اللعبة فى يد أمريكا، لكننا لا نستطيع أن نحدد موقفا من تجربة الرئيس روحانى، الذى نرى له قدما فى جانب الليبراليين المنفتحين على الغرب والقدم الأخرى مع المحافظين والأصوليين.
السؤال الثالث يتعلق بالموقف من القضية الفلسطينية والمقاومة، التى عرفنا موقف السادات الذى فرط فيها وخاصم المقاومة، لكننا عرفنا موقف الثورة الإسلامية طوال العقود الثلاثة الماضية، ورغم ما نعرفه من ثبات موقف المرشد السيد على خامنئى. لكننا نجدد السؤال بخصوص الموضوع بعد التفاهمات التى حدثت مع الولايات المتحدة. ذلك أن خبراتنا تثير الشكوك حول إمكانية الجمع بين التصالح مع واشنطن وفى نفس الوقت مساندة المقاومة والممانعة والدفاع عن القضية الفلسطينية. وهى أسئلة بريئة تغلب حسن الظن وترجوه.