أرض كنعان / تقارير /من حين لآخر، يثبت تورط الولايات المتحدة الأمريكية في عمليات انتهاك واضحة لحقوق الانسان، خاصة اذا ما تعلقت هذه الحقوق بحياة الانسان العربي والمسلم. والمتتبع لتاريخ الادارة الأمريكية الحديثة يلاحظ ثمة انتهاك واضح لهذه الحقوق، ولا أدل على ذلك مما يجرى في العراق وأفغانستان، واللذان تحتلهما القوات الأمريكية في تغييب واضح للشرعية الدولية، وتحت مزاعم واهية لم يجد أبناء البلدين صداها حتى الآن، على نحو ما وعدت به ادارة البيت الأبيض البلدين بأنها ستوفر لهم الديمقراطية والأمن والأمان، وخاصة بعد اجتثاث ما يسمى بالإرهاب. غير أنه بعد احتلال هاتين الدولتين، وإشاعة أجواء من الارهاب في الدول العربية والإسلامية بدعوى محاربة الارهاب ذاته، فقد انفضح الزيف الأمريكي، وتعري وجهه اللا ديمقراطي، وأنه لا يهدف سوى اثارة الاضطراب داخل عالمنا العربي والاسلامي، تحت شعارات جوفاء منها الاصلاح وتطبيق الديمقراطية ، واحترام ارادة الشعوب وهى بذاتها وأقرانها من يضربون بهذه الارادة عرض الحائط. ولعل التسريبات الأخيرة التي أعلنها دانييل إلسبرج، والمعروف بمسرب وثائق البنتاجون، تؤكد الوجه الدموي للإدارة الأمريكية، خلال حقبتين من حقبها الحاكمة، منها حقبتي الرئيسين الأمريكيين الحالي باراك أوباما والسابق جورج بوش، حيث يذكر إلسبرج أن الرئيسين خرقا القوانين الدستورية والمحلية والدولية التي تمنع استخدام التعذيب في خارج البلاد، على نحو ما جرى في العراق وأفغانستان، وأن التسريبات التي نشرها إدوارد سنودن – المتعاقد مع وكالة الأمن العام – ذكرت أن الرئيسين خرقا المراجعة الرابعة للولايات المتحدة بالتجسس الموسع على المواطنين. ويكشف إلسبرج إن تشيلسي مانينج وإدوارد سنودن بمثابة الأبطال لإفصاحهما عن مستندات سرية تكشف خرق حكومة الولايات المتحدة للقانون. معلنا تضامنه معهما من أجل توصيل معلومات يحتاجها المواطنون والعالم بأسره. ويعرف أن تسريب إلسبرج للتاريخ السري لحرب فيتنام كان عام 1971 وأدى ذلك إلى محاكمته بتهمة التخابر، ثم فصله من العمل في الحكومة لسوء التصرف، كما أن قضيته تعد من أهم قضايا المراجعات والمبادئ الأولية في المحكمة العليا، الى أن كشف أخيرا عن تسريبات جديدة بشان خروقات أوباما وبوش للقوانين الأمريكية المتعلقة بالتعذيب خارج الاطار الجغرافي الأمريكي. ويقول إلسبرج إن تسريبات مانينج عن الفساد في تونس أشعل ثورات الربيع العربي، وأن تسريبات سنودن عن تجسس وكالة الأمن العام الأمريكي تظهر أن حكومتي بوش وأوباما "أرستا أساسات الدولة البوليسية." كاشفا عن أنه كان على اتصال غير مباشر بسنودن - الذي كان قد حصل على حق اللجوء المؤقت في روسيا – "لأعبر له عن إعجابي." ورد سنودن بأنه كان قد شاهد الفيلم الوثائقي "أخطر رجل في أمريكا: دانييل إلسبرج ومستندات البنتاجون" منذ عام. وطبقاً لتصريحات إلسبرج، قال سنودن إن "هذا – بلا شك – زاد من إصراري وقناعتي بما فعلت." وينقل إلسبرج عن سنودن قوله "إننا وصلنا بآلية التجسس إلى أبعد مما كان قد يتخيل البوليس السري في ألمانيا الشرقية، وكنت أفعل ما بوسعي لدعم هؤلاء لإيماني بأنه بدونهم تتضاءل فرصنا في تغيير سياساتنا النووية والبيئية والاستعمارية، وأنه بدون ذلك تتضاءل فرصنا في استعادة ديمقراطيتنا." كل هذه الشهادات من ابناء القوم أنفسهم يعكس أن الادارة الأمريكية تقف بالمرصاد لأي تطور ديمقراطي في بلداننا، بل وتقف نتهكة لكافة حقوق الانسان، ما دامت تتعلق بدولنا العربية والاسلامية، وأن سعيها الى بناء دولة استعمارية هو بالأساس على حساب حقنا في الحرية وحقوق الانسان.