لم يقتصر حساب الشهيد محمد على الفيس على الصور بل كان دائماً ما يرثي أخاه الشهيد وحيد الهمص، من خلال تصاميم وصور له يتمنى خلالها أن يجمعه الله به قريباً، بالإضافة إلى نشره بعض المنشورات التي تبين آراءه وأفكاره الإسلامية ومدى تمسكه ببلدته الأصلية يبنا، حيث كان من أهم اقتباساته المفضلة "نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله".أصدقاء الهمص على الموقع الاجتماعي تنوعت أماكن إقامتهم لتشمل دولاً عربية مثل قطر وسوريا التي أقام بها ما يقارب السنتين، والأردن ومصر وغيرها من البلدان، وما زالوا في كل مناسبة تظهر له يبادلونه التهاني الممزوجة بالتعازي والحزن على فراقه.زوجة الشهيد أم حامد الهمص التي تولت مهمة إدارة الحساب بعد استشهاد زوجها تقول: "بعد استشهاد زوجي قررت أن أفتح الصفحة وأديرها وأجعلها مستمرة تخليداً لذكراه العطرة، وتأكيداً أنه ما زال حياً فينا وأن روحه ترافقنا".وتضيف في حديثها لوكالة الرأي: "إنها ترى أنه في حال إغلاق الصفحة ستتلاشى ذكراه تدريجياً بين أصدقائه، إلى جانب أنها تهدف إلى تخليد ذكراه واستمرار أصدقائه بالدعوة له بالرحمة والمغفرة.وتبيّن أم حامد أن أكثر ما لفت انتباهها هو حب أصدقائه الشديد له وتعلق بعض الشباب به ووضع صوره كصور شخصية على حساباتهم على الفيس بوك.
أما محمد عمر صديق الشهيد، فيوضح أنه وبمجرد سماعه لخبر استهداف السيارة التي كان بها محمد بدت عليه علامات الصدمة وكتب على صحفة صديقه، متسائلاً "أبو حامد أنت معي؟ جد اللي سمعته؟ أنت هنا؟".ويشير عمر إلي أنه لاحظ أن صفحة صديقه بعد أسبوع من استشهاده ما زالت تعمل من خلال التعليقات والمنشورات التي كانت تنشرها زوجته، معبراً عن سعادته من ذلك.ويرى عمر أنه يجب أن تستمر الصفحة بالعمل لأنه يشعر أن صديقه ما زال معه بالرغم من معرفته أن من يديرها هي زوجته، قائلاً "الصفحة يجب أن تستمر ليبقى أبو حامد معنا في هذا العالم الافتراضي بالرغم من أنه موجود في قلوبنا ما يجعلنا متواصلين بالدعاء له".وأعرب صديق الشهيد عن شعوره الدائم بأن محمد ما زال حياً "ولا يتقاعس عن تهنئته في كل مناسبة تمر عليه، كذكرى ميلاده، وأيضاً استشهاده، من خلال كتابة منشورات على حائطه وعمل التصاميم المصورة له، ووضع صورته كصورة شخصية لحسابه الخاص".