Menu
12:09صورة: تعرف على آخر تحديثات الخارطة الوبائية لفيروس كورونا في قطاع غزة
12:08الخضار والفواكه الإسرائيلية ستباع بالإمارات قريبا
12:06مصادر أمنية اسرائيلية : لا نستبعد هجوم سايبر ايراني ..
12:04استطلاع إسرائيلي: تراجع لليكود يقابله صعود لحزب بينيت
12:02السلطة ترسل رسائل متطابقة حول انتهاكات الاحتلال
11:42السودان خيبتنا الجديدة: مسيرة إلغاء لاءات الخرطوم الثلاثة
11:40حماس بذكرى "كفر قاسم": مجازر الاحتلال تستدعى عزله لا التطبيع معه
11:38نشر آلاف الجنود في فرنسا والشرطة تقتل مسلحا يمينيًا
11:3796 يومًا على إضراب الأسير ماهر الأخرس عن الطعام
11:34تفاقم الحالة الصحية للأسير أبو وعر بعد أول جلسة كيماوي
11:32كابينيت كورونا: بدءًا من الأحد تخفيف القيود على الأنشطة التجارية
11:31"إسرائيل" تخشى تصعيد جديد في غزة بذكرى اغتيال أبو العطا
11:27صحفي إسرائيلي يكشف حقيقة انقطاع التيار الكهربائي عن "إسرائيل"
11:26أسعار صرف العملات في فلسطين
11:24الطقس: الحرارة اعلى من معدلها بـ 3 درجات

بين مآسي المجزرة ومنغصات أوسلو ...قلم / غسان مصطفى الشامي

يعيش الفلسطينيون في هذه الأيام سلسلة من الذكريات الأليمة على القلوب التي يمتزج فيها الحزن والأسى والإخفاقات المريرة في القضية الفلسطينية وسلسة أحداثها التاريخية والدراماتيكية ..

بين مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا السوداء واتفاقية أوسلو العقيمة عشرة سنوات؛ ولكن شتان بين الحدثين فالحدث الأول مليء بالأحزان والدماء ورائحة الموت التي فاحت في سماء المخيم وتناثرت جثث اللاجئ الفلسطيني في شوارع المخيم وأزقته بين المذبوح والمقتول، ففي 17 سبتمبر من العام 1982م  أفاق أهالي المخيمين على مجزرة من أبشع المجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في التاريخ الحديث، وذلك عندما قامت المليشيات اللبنانية وقوات الاحتلال الإسرائيلي بمحاصرة المخيمين من جميع الجهات، وقامت بإطلاق القنابل الضوئية في سماء المخيم لتبدأ عمليات القتل والذبح للشيوخ والأطفال والشباب كما تم اغتصاب نساء المخيم وقتل الأجنة في أرحامهم، فيما منعت قوات الاحتلال الصحفيين ووكالات الأنباء من الدخول للمخيم لرصد الجريمة وتسجيلها للتاريخ .

  وقد سمعت شهادة من إحدى النساء الناجيات من مجزرة صبرا وشاتيلا حيث تحدثت عن تفاصيل قتل وذبح تقشعر لها الأبدان من هول المجزرة التي ارتكبت بحق اللاجئين الفلسطينيين الذين عاشوا آلالام البعد والفراق عن الديار والأرض ومآسي الهجرة وضنك العيش في المخيمات الفلسطينية .  

مشاهد أليمة لا تمحوها الأيام من ذاكرة الإنسان الفلسطيني مهما تغيرت الأماكن والمواقع ومهما تعددت الأيام والسنين، وما أن تأتي الذكرى الأليمة حتى تشعر الآلام والأحزان تتجدد وكأنك تعيش المأساة يومها من بشاعة المجزرة ..

وبعد ذلك التاريخ المؤلم بعشرة سنين بدأت كواليس اتفاق أوسلو والتحضير لأكبر عملية تسوية للقضية الفلسطينية في العام 1991م ، وذلك في إطار تقزيم القضية الفلسطينية وتفريغها من مضمونها وطمس الكثير من الحقائق واقتصار الصراع على المعاهدات والاتفاقيات الدولية بين الجانبين، والعمل على إنهاء حق العودة للاجئين الفلسطيني، حيث تم توقيع الاتفاق في  أيلول من العام 1993م فيما بدأت مرحلة جديدة في تاريخ القضية الفلسطينية بما حملته أوسلو من منغصات وأوجاع شعر بها الرافضون لتوقيع هذه الاتفاقية التي حصل الفلسطينيون فيها على 22% بينما بقي 78% من الأرض الفلسطينية محتل، وقد أضفى فريق أوسلو شرعية الاحتلال على هذه المساحة، أما القضايا المركزية والمصيرية كالقدس واللاجئين والاستيطان والحدود فقد تم تأجيلها ولم يتم التطرق في الحديث عنها، كما عقد المفاوض الفلسطيني مع العدو الصهيوني بعد توقيع أوسلو العشرات من اللقاءات والمناقشات والاتفاقيات والتي لم يحصل منها شيء، وعاشت المناطق الفلسطينية المحتلة خلال 19 انتفاضات متواصلة ضد جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، فيما أجبر الاحتلال الإسرائيلي في عام 2005م على الرحيل عن قطاع غزة والانسحاب منها تحت ضرب الصواريخ وأزيز رصاص المقاومة الفلسطينية الباسلة في قطاع غزة ..

بين الحدثين رسائل هامة لابد للقيادة الفلسطينية أن تعيها أهمها :-

 مأساة اللاجئين وحق العودة ودفع التعويضات لهم، فقد بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين حسب الإحصائيات الأخيرة أكثر من ستة ملايين لاجئي ، فضلا عن المعاناة التي يعيشها اللاجئين في المخيمات اللجوء في لبنان وسوريا والأردن، فلابد من التفكير في حل مشاكلهم ونقل معاناتهم ومأساتهم والاهتمام بتوفير الدراسات والإحصاءات اللازمة لهم والنضال من أجل عودتهم إلى أهلهم وتأمين الحياة الكريمة لهم..

الرسالة الثانية : أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، فعلى مدار 19 عاما لم يجن الفلسطينيين الكثير من اتفاقية أوسلو وغيرها من الاتفاقيات والمعاهدات الموقعة مع الاحتلال فما زالت السيطرة الإسرائيلية على الحدود والأجواء والاقتصاد والتبادلات التجارية كما وضعت اتفاقية أوسلو شروط مكبلة وظالمة  أرهقت الاقتصاد الفلسطيني وجعلته يغرق في الديون والقروض البنكية حتى لا يستطيع تأسيس اقتصاد قوي وداعم لقيام دولة قوية ..

الرسالة الثالثة هي القدس وأراضى 48 وما يحدث فيهم من جرائم تهويدية ومخططات عنصرية وعمليات تجريف أراضي وهدم يومي للعشرات من المنازل في أحياء القدس، كما يتعرض المسجد الأقصى المبارك للتهويد المستمر وحفر الإنفاق أسفل المسجد الأقصى، و تتعرض الكثير من المناطق الأثرية الفلسطينية للتخريب والتهويد في إطار مسلسل تزيف الحقائق وتشويه التاريخ الفلسطيني العريق .

والرسالة الرابعة : أسرانا الأبطال خلف قضبان السجون، لابد الاهتمام بقضيتهم واعتبارها القضية المركزية ووضعها على رأس برنامج النضال الفلسطيني، والعمل الجاد والدءوب من أجل تحريرهم وعودتهم إلى أهلهم سالمين غانمين.

والرسالة الخامسة هي التوحد خلف البندقية الفلسطينية وخط المقاومة والتفكير الإستراتيجي في المعركة القادمة مع الاحتلال وكيفية تطوير السلاح الفلسطيني وامتلاك الكثير من المعدات العسكرية الهامة لتأمين الدفاع عن أرضنا الفلسطينية من بطش الاحتلال .

والرسالة الأخيرة الاهتمام بالإنسان الفلسطيني والارتقاء به عبر المؤسسات الوطنية والعمل على تطوير قدراته والسمو به ودفع عجلة التطوير والتنمية الثقافية والفكرية في المجتمع الفلسطيني وضرورة وضع الخطط الهادفة لبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس بإذن الله ..   

 

إلى الملتقى ،،

قلم / غسان مصطفى الشامي