Menu
21:22تفاصيل جديدة عن منفّذ هجوم نيس بفرنسا
21:20الأوقاف بغزة تغلق مسجدين في محافظتي غزة ورفح
21:19حماس تُعلن تضامنها مع تركيا بعد الزلزال الذي تعرضت له مدينة "إزمير"
18:37وفاة شاب غرقًا في خانيونس
18:26حشد تطالب شركة جوال بتخفيض أسعار الخدمات للمشتركين
18:11زلزال قوي يضرب ولاية إزمير التركية
18:10الحركة الإسلامية بالقدس تدعو لإحياء الفجر العظيم ورفض أوامر الهدم
18:07اشتية: على أوروبا ملء الفراغ الذي تركته أميركا بتحيزها لإسرائيل
18:00بالصور: حماس تدعو للانضمام إلى حملة مقاطعة البضائع الفرنسية
17:58خلافات لبنانية إسرائيلية بشأن ترسيم الحدود البحرية
17:57لا إصابات في صفوف الجالية الفلسطينية بتركيا جراء زلزال إزمير
17:55إصابة شاب بالرصاص المعدني والعشرات بالاختناق في مسيرة كفر قدوم الأسبوعية
17:54الاحتلال يعتدي على المواطنين قرب باب العامود
17:53وفاة شاب غرقا في بحر خانيونس
17:52الخضري: خسائر غير مسبوقة طالت الاقتصاد الفلسطيني بسبب الاحتلال و"كورونا"

هكذا يستدعي الأتراك «الدبّ السوري» إلى كَرمِهم

أرض كنعان/  متابعات/  الأتراك حائرون. يفكِّرون. يتساءلون. سوريا المقبلة لمَن تكون؟ لكنهم، في سياستهم المزدوجة أو الملتبسة، قد يَجُرّون «الدبّ السوري» إلى كَرْمِهم. فالحدود بين كيانات المنطقة لا تعدو كونها ظلالاً تُمْحى عند غياب الشمس!
ليست مناعة تركيا الداخلية أفضل بكثير من مناعة سوريا. ولو كان رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان مطمئنّاً إلى إستقرار الداخل التركي، لأرسل جيشه باكراً لـ"تأديب" الرئيس بشّار الأسد منذ بدايات النزاع، وقبل أن تسبقه إيران إلى التدخُّل عبر "الحرس الثوري" و"حزب الله" ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

في حزيران 2012، أسقطت دمشق مقاتلة تركية فوق المياه الإقليمية. وإمتلكت أنقرة يومذاك أدلّة على أنّ ذلك تمَّ بطلب الأسد مباشرة. لكنها لم تقم بأيّ ردّ عسكري. وعلى العكس، واصلت إنكفاءً واضحاً عن الجبهة السورية.

وتلاشى الدعم العسكري التركي المعلن والمباشر للمعارضة السورية تدريجاً، بالتزامن مع تطورات داخلية تركية ذات مغزى:

- "ربيع تركيا" المنطلق من ميدان "تقسيم" في إسطنبول.

- التفجيرات في مناطق تركية محاذية للحدود السورية، وأبرزها إنفجارات الريحانية في أيار.

- التطورات السلبية في الملف التركي ـ الكردي.

ومعلوم أنّ تركيا تمتلك طاقات عسكرية يعجز الأسد عن مواجهتها، إلاّ بدعم روسي وإيراني. ولطالما خشي النظام السوري عملاً عسكرياً تركياً. والمفارقة هي أنّ النظام السوري، وهو اليوم محشور داخلياً، يستطيع تحدّي تركيا في إستقرارها.

فيما كان عاجزاً عن ذلك في ذروة جبروته، أيام الأسد الأب! والسبب هو أنّ السوريين والأتراك وسواهم يدركون أنّ الشرق الأوسط مرشح لإنهيارات في الأنظمة والخرائط، كما لم يكن في أيّ يوم. وفي ذلك، ليست القوة العسكرية هي الحاسمة، بل المناعة الداخلية التي تتمتع بها كل دولة، بما فيها تركيا وإيران.

يخاف الأتراك من مواجهة مع النظام السوري يلجأ فيها إلى "ضربة محرّمة"، أي إلى اللعب بالداخل التركي، على غرار تعرُّضه هو لضربات محرّمة. ويملك الأسد والإيرانيون والروس أوراقاً كثيرة في داخل تركيا.

لكنّ مشكلة الأتراك هي أنهم يتراجعون عن المواجهة في العلن، فيما يدعمون الجماعات الإسلامية المتطرّفة، مثل "داعش" و"النصرة"، لضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد: النظام والمعارضة المعتدلة والأكراد.

ولذلك، وبعدما تلقّى الأكراد وعوداً بإعادتهم إلى القرى التي هُجِّروا منها في تركيا، وتحسين ظروف أوجلان في سجنه، هم يعتبرون أنّ تركيا تراوغ لكسب ودِّهم، فيما تدعم الإسلاميين لضربهم. ولذلك، منح "حزب العمال الكردستاني" مهلة أيام قليلة لتركيا لكي توقف دعمها الإسلاميين وتلتزم مفاوضات عميقة معه، وإلّا فإنّ مقاتليه سيدخلون مجدداً من الشمال العراقي إلى تركيا، فتعود إلى "الحرب الأهلية".

وإذ يبدو النزاع مستمراً في سوريا، ويتقاسم الأسد ومعارضوه مناطق النفوذ، فإنّ على تركيا أن تتوقع الإنعكاسات على إستقرارها الداخلي، وسيؤدي دعمها التيارات التكفيرية إلى الآتي:

- إستنفار النظام السوري وإستعماله كلّ الأوراق المتاحة لديه ولدى حلفائه لمواجهة أردوغان.

- إستثارة "الجيش السوري الحرّ" والقوى المعتدلة من دعم تركيا للتكفيريين.

- انتفاض الأكراد على سياسة المراوغة التركية وطلبهم دعم الغرب ضدّ التكفيرين وأنقرة على السواء.

- بروز نقمة داخلية تركية ضدّ أردوغان.

- الرفض الدولي الشامل لدعم أنقرة القوى الرديفة لـ"القاعدة".

"لن يبقى لتركيا صاحب" إذا واصلت سياستها المزدوجة والملتبسة في سوريا. وفي ظروف خطرة كالتي تمرُّ بها المنطقة، سيكون إستقرار تركيا مهدَّداً. فليس صعباً إنتقال العدوى السورية إليها عبر الحدود الهشَّة.

وليس هناك ما يؤكد المعلومات المسرَّبة من مصادر إستخبارية إسرائيلية عن أنّ قطر وتركيا إغتالتا قادة الثوار السوريين، فيما تدور مفاوضات بين الجيشين النظامي و"الحرّ" للتوصل إلى هدنة. لكنّ الأمر، إذا لم يكن مجرَّد دسّ، سيكون شبيهاً بالتصفيات الغامضة التي تعرَّض لها كثير من عناصر "جيش لبنان الجنوبي"، عشية إنسحاب إسرائيل من الجنوب في العام 2000.

وفي أيّ حال، سيكون الإسلام التركي أمام إختبار حاسم: في السعي إلى ربح المعارك في بلدان الإمبراطورية العثمانية، كيف السبيل إلى عدم خسارة المعركة في قلب إسطنبول؟

بناء على قوانين التاريخ، يمكن أن تسقط أسوار بيزنطية أكثر من مرّة!