أرض كنعان/ غزة/ قال مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أنه لا يوجد أي إمكانية لعقد لقاءات مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، في ظل استمرار المفاوضات مع "إسرائيل" ومراهنتها على "الانقلاب" الذي جرى بمصر.
وقال صلاح البردويل الناطق باسم الحركة في غزة وأحد قياداتها لوكالة أنباء "آسيا"، "هناك ما يمنع حركة فتح من أن تعقد مع حماس لقاءات، هي تراهن على ما جرى في مصر بأنه سيؤدي إلى زوال حركة الإخوان من ثم الانقلاب على حماس في غزة وبالتالي ستصل إلى نتيجة إنهاء حكم حماس وإدارة السلطة في غزة".
وأوضح البردويل، أنه لا يوجد هناك ما يشجع حركته للانخراط لعقد لقاءات مع (فتح) "و أبو مازن يستمر في المفاوضات وتصفية القضية"، قائلاً: "أصبحت هناك هوة عميقة بيننا وبين أبو مازن ولذلك الجلوس لعقد لقاءات لا اعتقد أنه ممكن أو وارد أو حتى يخطط له في هذه الفترة"ـ على حد قوله.
لكنه أشار إلى وجود اتصالات بين حكومتي غزة ورام الله في سياق التنسيق "الميداني والحياتي لتسهيل أمور المواطنين في الوطن".
إلى ذلك، أبدى البردويل استغرابه من تصريحات حركة فتح التي وجهت الاتهامات لحركته بتعطيل المصالحة وذلك لتبعيتها لجماعة الإخوان المسلمين، وقال: "هذه تصريحات غريبة"، متسائلاً: "لماذا اكتشفوا هذه الحقيقة الآن؟، هل بعدما أصبحت حركة الإخوان مستهدفة في مصر؟، وبدأت الحملة عليها لتثبيت النظام القائم في مصر".
وذكر البردويل باتفاق إنهاء الانقسام الذي وقع في عهد حكم الإخوان المسلمين التي كانت ترعى المصالحة، قائلاً: "لماذا لم تقل فتح هذا الكلام في عهد الرئيس مرسي الذي وقع في فترة حكمه اتفاق المصالحة؟، لماذا بدأ الآن قلب الحقائق؟".
واعتبر البردويل الاتهامات التي وجهتها فتح لحركته بأنها "جزء من الحملة الشعواء التي تشن على حركة الإخوان المسلمين وحماس من أجل تمرير المشروع القائم في مصر أو الانقلاب القائم".
وكانت حركتي (فتح وحماس) توصلت لاتفاقيتين للمصالحة، الأولى في مايو ٢٠١١ برعاية مصرية، والثانية في فبراير ٢٠١٢ برعاية قطرية لتشكيل حكومة موحدة مستقلة تتولى التحضير للانتخابات العامة.
وفي سياق أخر، عبر البردويل عن خشيته من تنازلات جديدة قد يقدمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في إطار المفاوضات التي يخوضها الوفد المفاوض مع "إسرائيل"، قائلاً: "نحن ننتقد عباس لأنه قدم تنازلات كبيرة جداً، لم يبقي هناك ما يتنازل عنه، فهو تنازل عن ٧٨% من أرض فلسطين ووافق على خوض المفاوضات في ظل استمرار البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، فيما لا يوجد حديث عن حق العودة".
ورأى البردويل ما يجري عبارة عن تنازلات يقدمها الطرف الفلسطيني للجانب "الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن تنازل أبو مازن عن شرط تجميد الاستيطان للشروع بالمفاوضات، يؤكد أنها تدور داخل حلقة مفرغة لن تؤدي إلا لضياع القضية الفلسطينية".
يشار إلى أن مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين استؤنفت نهاية يوليو الماضي وذلك بعد مساعي وجولات مكوكية خاضها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري بين الطرفين.
وعقد الوفد المفاوض عن الجانبين سبع جلسات في واشنطن والقدس والضفة الغربية، دون الإعلان عن أي تقدم في العملية التفاوضية.