أرض كنعان/ وكالة الراي/ يقف الفلسطينيون في تاريخ 28-9 من كل عام ، وقفة عزة وإباء، يحيون ذكرى انتفاضتهم المجيدة، ويستذكرون بطولات شهدائهم العتيدة، ويوجهون رسالة صمود وثبات أكيدة، فحواها أنه لن يضيع حق وراءه مطالب، ولن ينسى شعب تضحيات أبنائه ولو تتابعت مئات السنين.
فصائل المقاومة الفلسطينية كان لها كلمة الربان لركاب سفينة فلسطين، كيف لا وهي من صمدت وثبتت وضحت طوال سنوات الصراع مع الاحتلال الصهيوني، فارتقى خلال هذه المسيرة مئات القادة الشهداء، ومضى على هذا الدرب آلاف الأسرى العظماء، وما زال يعاني من ويلات الانتفاضة المباركة آلاف مؤلفة من جرحى البطولة والفداء، وهي برغم كل ذلك قدمت بطولات حجبت ضوء الشمس، ورسخت قاعدة مفادها أن رجال فلسطين لا يقبلون الدنية، ولا يلقون السلاح إلا بعودة البلاد والديار، فكان قولهم الحق، ورسالتهم الصدق، ووعدهم المتواصل بالعودة ولو بعد حين.
انتفاضتين وثلاثة حروب
برع الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وتفنن في تقديم أروع ملاحم البطولة والثبات والانتصار خلال السنوات ال10 الأخيرة، فحرر غزة عام 2005، وخاض ثلاثة حروب، وانتفاضتين.
ويرى محللون وقادة فلسطينيين أن الضفة المحتلة على أعتاب اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، خاصة في ظل الوضع الخطير الذي يتعرض له المسجد الأقصى المبارك، من عمليات تهويد واقتحامات متكررة، وانهيارات متكررة.
من الحجر لصواريخ العمق
وعلى الرغم من التطورات الهائلة التي تعرض لها قطاع غزة، وبرغم الحصار المفروض عليه منذ ما يزيد عن 7 سنوات، إلا أن فصائل المقاومة نجحت في تطوير سلاحها تزامنا مع مراحل الصراع المختلف، فمن الحجر إلى السكين إلى السلاح إلى الصاروخ، إلى ضرب عمق المحتل، حكاية عزة ومفخرة أمة.
وخلال سنوات الانتفاضة برعت كتائب الشهيد عز الدين القسام في تصنيع سلاحها الموجهة للمحتل الصهيوني، فكانت صواريخ القسام خير سلاح على الرغم من عشرات الشهداء الذين ارتقوا خلال عمليات تصنيعه.
صواريخ القسام دخلت بقوة في معادلة الصراع مع المحتل، وأكدت معادلة " إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون "، ورسخت معادة " ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة "، فكان التطور الكبير لهذه الصواريخ التي أثبت فعاليتها خلال سنوات الانتفاضة.
غير أن المتابع لحرب حجارة السجيل 2012 يدرك أن العمق الصهيوني أصبح تحت مرمى صواريخ المقاومة، ويدرك نجاعة المقاومة في تصنيع صواريخ M75، والذي ضربت به قواعد صهيونية بمدينة القدس المحتلة، إضافة إلى صواريخ فجر الذي ضربت بها المقاومة مدينة تل الربيع المحتلة.
وما المناورات التي أجرتها وتجريها فصائل المقاومة في جميع محافظات القطاع خلال هذه الأيام إلا رسالة قوة للمحتل الصهيوني، وتأكيد على الجهوزية التامة لصد أي عدوان.
كعادته شعب فلسطين يرفض الخضوع أو الركوع ، ويصر على المضي قدما في طريق المقاومة والجهاد حتى تحرير آخر شبر من ثرى الوطن الفلسطيني السليب ، وفي ذكرى انتفاضة الأقصى الثالثة عشر، وبرغم كل الدماء التي سالت ولا تزال، كان لهم قول الفصل والحسم في هذه الذكرى العظيمة.