Menu
10:32الإحتلال تخبر السلطة بموعد تفعيل العقوبات ضد البنوك الفلسطينية
10:314 أسرى يواصلون إضرابهم عن الطعام
10:26ارتفاع عدد وفيات "كورونا" في إسرائيل إلى 2494
10:257 إصابات بـ4 حوادث سير في قطاع غزة خلال 24 ساعة
10:23وزارة الصحة بغزة : تسجيل حالة وفاة و 276  اصابة جديدة بفيروس كورونا و تعافي 145 حالة
10:21أبرز عناوي الصحف العبرية لهذا اليوم
10:20بينهم أسير محرر..الاحتلال يعتقل 8 مواطنين بالضفة
10:18أسعار صرف العملات في فلسطين
10:16حالة الطقس: اجواء حارة
23:12برشلونة يُعلن عن رئيسه المؤقت ومجلس الإدارة
23:10تفاصيل رسالة الرئيس عباس للأمين العام للأمم المتحدة
23:09الخارجية: 11 إصابة جديدة بفيروس كورونا بصفوف جالياتنا
20:42الحية يكشف تفاصيل زيارة وفد حماس للقاهرة
20:25كهرباء غزة تصدر تعليمات ونصائح مهمة للمواطنين استعدادا لفصل الشتاء
20:24بيان من النيابة العامة حول الحملات الالكترونية

خبراء: الانقلابيون يمارسون عمليات تشويه وشيطنة ممنهجة لتصفية ثورة يناير

أرض كنعان/ القاهرة/ تصاعدت في مصر في الآونة الأخيرة عملية شيطنة للثورة والثوار ورافضي الانقلاب في إطار ما وصفه خبراء بحملة تشويه ممنهجة تستهدف تصفية كل ما يتعلق بثورة يناير ومطالبها ومكتسباتها، وتهيئة الرأي العام لإحلال دولة ورموز مبارك محلها.

وحذر الخبراء  من أن خطاب الكراهية يولد عنفا لفظيا وماديا ويقسم المجتمع، وهو الأخطر على تماسك نسيجه، وتزرع الكراهية ألغاما ونتوءات يصعب علاجها مستقبلا، بينما الاختلاف السياسي قد ينتهي ويجب أن يظل سلميا وبالحجج المشروعة وليس بإلصاق التهم وتعميم الأحكام السلبية على فئة بعينها.

فمن جانبها ترى د. نرمين عبد السلام - أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة - أن هناك عملية "شيطنة" متعمدة في إطار حملة تشويه واسعة ومتصاعدة تجاه جميع القوى المؤيدة للثورة والرافضة للانقلاب، حيث بدأت بشيطنة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي والمؤيدين له ثم تلتها شيطنة لبعض الرموز ممن ضد الانقلاب سواء كانوا نشطاء سياسيين من الشباب أو الكتاب من غير المنتمين للتيار الإسلامي، فقط لأنهم ضد الانقلاب، وتم التشويه عن طريق نشر تقارير أو أخبار أو التحدث عن مسألة بلاغات مقدمة في هؤلاء بتهمة تلقي تمويل أجنبي أو التحريض على العنف أو الإرهاب حتى بدون التحقق من مدى جديتها أو وجود وثائق وأدلة تثبط تورطهم.

وتابعت "عبد السلام"  نحن نعيش مرحة تشويه لكل الشخصيات الرافضة للانقلاب، ليس شرطا أنها كانت مؤيدة للإخوان أو حتى عودة الرئيس المنتخب بل لمجرد أنها تدين السياسات القمعية أو متحفظة على طريقة فض الاعتصامات والعنف والاعتقالات غير المبررة وقمع الحريات فتبدأ بسرعة عملية تشويه الرموز في وسائل الإعلام الحكومية والخاصة.
وحول الهدف من عملية الشيطنة والتشويه كشفت "عبد السلام" أننا لا يجب أن نغفل الدور الأساسي لبقايا نظام مبارك فيما يسمى بـ"30 يونيو" لندرك أننا بمرحلة تصفية لكل ما يتعلق بثورة 25 يناير وتناسي وتجاهل جميع مطالبها ومكتسباتها لتهيئة الرأي العام للعودة لمرحلة ما قبل الثورة وعودة النظام القديم بكل مكوناته ورموزه لتولي مناصب قيادية بالسلطة، مستشهدة بما يجري من قمع وتكميم أفواه وتشويه لكل الأصوات المنادية بالحرية والعدالة والكرامة من أجل العودة لما هو أسوأ مما كان قبل الثورة.

ورغم ذلك ترى "عبد السلام" أن الرهان على الوقت وصمود المظاهرات السلمية لتفكيك هذه الشيطنة، ومع استمرار تدهور الأوضاع سنجد أننا أمام مرحلة فاصلة في اتجاهات الرأي العام المصري، ومع حسن توظيف شبكات التواصل الاجتماعي بأقصى درجة وطاقة لتنويره بما يجري من ممارسات قمعية من سلطة الانقلاب.

وحول مدى تأثير عملية الشيطنة على الرأي العام نبهت "عبد السلام" إلى أن لها تأثيرات سلبية، فهناك ملاحظات مع الأسف بأن وسائل الإعلام تقوم بتضخيم حجم الكراهية للتيار الإسلامي وللإخوان بصفة خاصة، ويتم استغلال بعض أخطاء عادية كشيء طبيعي لأية ممارسة سياسية في شن حرب شعواء وإذكاء روح كراهية غير مبررة في البيئة الاجتماعية، ونجد صدى لدى البعض يرددون نفس أقاويل ومبررات وسائل الإعلام بعملية غسيل مخ رغم أن الاتهامات ليس عليها أدلة مما يوجب على الجماهير تحري الحقيقة وما يتردد من اتهامات.
وأشارت "عبد السلام" إلى أن أذرع الدولة العميقة استغلت طاقة غضب وسخط من سوء بعض الأوضاع حولتها لحملة كراهية للإخوان المسلمين ومن يؤيدهم، وتستمر الآن عملية نفسية ممنهجة بحملة الشيطنة، ولكن الجديد بدء استفاقة ومراجعة للضمير لدى الرأي العام المصري بسبب حملة الاعتقالات وحقائق المجازر مما يولد يقظة ومقاومة داخلية داخل الإنسان العادي غير المنتمي لأي تيار، ولكن هذه الاستفاقة تتعرض لعملية إخماد عن طريق بث شائعات وفزاعات جديدة، ولكن مع الوقت من المتوقع أن يبدأ تغير محسوس نلمسه في توجهات الرأي العام بسبب تدهور الأوضاع بالبلاد بشكل عام.

ولفتت "عبد السلام" إلى أن هناك من يوظف بعض تصريحات مبتورة من سياقها لإلصاق التهم بالإخوان المسلمين وقياداتها، محذرة من أن "الحرب على الإرهاب" تستغل لتبرير وزيادة مساحة الكراهية ضد الإخوان والتيار الرافض للانقلاب وبنفس الوقت تهيئ الناس وتبرر لهم مد حالة الطوارئ وقمع الحريات والاعتقالات والتنكيل بالمعارضة وقد تصل للتضييق على حرية التعبير للطلاب مع بدء العام الدراسي في ظل الضبطية القضائية.

ونبهت "عبد السلام" إلى أن "شيطنة الآخر" في ذهنية من يمارسها يعتقد أنها تساهم في إحكام القبضة الأمنية على معارضيه وتوفير الدعم أو الغطاء الشعبي لسياساته وإجراءاته.

من جانبه أكد د.مصطفى الحروني - أستاذ علم النفس التربوي بجامعة حلوان - أن الأمة المصرية والمجتمع المصري نسيج واحد، وعملية الشيطنة والكراهية للآخر مسألة في غاية الخطورة على نسيج وتماسك المجتمع، ولها آثار سلبية للغاية على المدى البعيد وتغرس جذور الفرقة والانقسام والتي يصعب جدا علاجها في المستقبل خاصة وأنها تنتشر بين النشء.

وطالب "الحروني"  بأن تظل الخلافات السياسية في إطار الحجة والرأي والرأي الآخر وتبقى في هذه المساحة لأن الاختلافات السياسية أمر طبيعي، أما تحويلها إلى صراع وصناعة للكراهية لشيطنة الآخر فهذا أمر شديد الخطورة ويولد جروحا ونتوءات، ويجذر الحقد والكره في نفوس أولادنا، خاصة وأن حملات الكراهية هذه لا تجد من يفندها ويرد عليها ويكشف الحقائق حولها.

واعتبر "الحروني" حملة شيطنة الآخر الواقعة الآن مشكلة مجتمعية يصعب إزالة آثارها، والمجتمعات المحترمة لا تسمح بشيطنة الآخر، ولا تدخل الكره في الخلاف السياسي والأيديولوجي، محذرا من خطورة التعميم والقول على مئات الآلاف من الناس بأنهم سيئون، وبالرغم من ثقته بوعي الشعب المصري على التنقية والفرز، إلا أن مناخ الكراهية سيترك أثرا عميقا بالنفوس ربما يظهر مستقبلا .

وحذر "الحروني" من أن شيطنة الآخر وكراهيته تولد عنفا لفظيا وماديا تجاهه، وكل المشكلات تترتب عليها على أرض الواقع، مطالبا باجتماعيين وتربويين يحذرون من خطورتها، وضرورة وجود إعلام لا يشيطن أية فئة ولا يعمم الأحكام على الناس بالجملة، وليعلم الجميع أن بذور وجذور الكراهية التي تزرع الآن ستصبح ألغاما في المستقبل قد تنفجر بوجه المجتمع دون أن نعلم أين ومتى، والاختلاف سنة طبيعية في الكون، والخلاف والاختلاف أمر طبيعي لا يبرر بأي حال تكذيب أو تخوين أو شيطنة بل يقع في سياقه وسلمية والمحاججة بالكلمة وإلا ستضيع المحبة ويزيد الانقسام المجتمعي وتتجذر الشيطنة والكراهية على خلاف الموروث في الثقافة المصرية.