أرض كنعان/ رام الله/ اعتدت أجهزة أمن السلطة بالضرب على طواقم إعلامية خلال تغطيتها وقفة احتجاجية نظمها أنصار حركة "حماس" أمام مسجد جمال عبد الناصر في البيرة، حيث تعرض عدد من الصحفيين للضرب والاحتجاز وتم حذف الصور ومصادرة شرائح ذاكرة الكاميرات.
وعُرف من بين المصورين الصحفي أحمد ملحم من وكالة وطن للأنباء، ومعاذ مشعل من وكالة الأناضول التركية، ومحمد العاروري من شركة "ترانس ميديا"، وعدد آخر لم يُصار لمعرفة هويتهم بعد.
وقال الصحفي أحمد ملحم "كنت أقف في مكان مرتفع لأصور وقفة الاحتجاج التي بدأت بعد دقائق من انتهاء الصلاة، حيث وقف أنصار حماس يرفعون اليافطات المنددة بما يحدث من مجازر في مصر وسوريا، وبعد دقائق هاجمت عناصر من الأجهزة الأمنية بالزي المدني المحتجين، وبدؤوا بضربهم".
وتابع: "أثناء قيامي بالتصوير باغتني أكثر من ستة عناصر من الأمن بالزي المدني وبدؤوا بتوجيه اللكمات لصدري ووجهي، وسحبوني بعيدا عن وقاموا بانتزاع الكاميرا مني، ورغم صراخي أنني صحافي وأبرزت لهم بطاقة نقابة الصحافيين ووزارة الإعلام، لكنهم لم يتوقفوا، بل انتزعوا الكاميرا وبدؤوا بحذف الصور، وصادروا شريحة الذاكرة".
وتابع:" عندما رأي زملائي فراس طنينة من وكالة معا، والمصور فادي العاروري من الوكالة الصينية "شينخوا" ما يجري معي، حضروا بسرعة وقاموا بالحديث مع مدير عمليات الوقائي وشرحوا له أنني صحافي في وكالة "وطن" للأنباء"، عندها أخلوا سبيلي، وقالوا لي بإمكانكم الحضور لمقر الوقائي بعد ساعتين للحصول على الذاكرة المصادرة".
بدوره قال المصور محمد العاروري :" قام عدد من عناصر الأمن الوقائي بالاعتداء علي وسحبي الى خارج المكان، وطلبوا مني عدم التصوير لدواعي أمنية"، وتابع:" قاموا باحتجازي في سيارة تابعة للأمن الوقائي، وبعد ذلك اصطحبوني بالسيارة إلى مقر الشرطة حيث بقيت محتجزا طيلة الوقت بالسيارة".
أما الصحافي معاذ مشعل فأكد: "أن عناصر الأمن بالزي المدني قامت باستهداف الصحافيين بالضرب وسحبهم إلى خارج المكان بالقوة الجسدية"، وقال:" طلبوا مني معداتي وهويتي، لكنني احتميت بالصحافيين،وهربت منهم، وبدؤوا بالصراخ علي لأغادر المكان".
كما أقدمت الأجهزة الأمنية على اختطاف الصحفي محمد القيق من أمام مسجد البيرة الكبير في رام الله واعتدت عليه بالضرب.
وأوضح أحد أفراد عائلته أن عناصر جهاز الأمن الوقائي قاموا باختطاف الصحفي القيق، الذي يعمل مراسلا لفضائية المجد الإخبارية وذلك أثناء مشاركته في المسيرة، واعتدوا عليه بالضرب بالعصي على ظهره ورقبته ما أدى إلى إصابته بكدمات وجروح.
واستتكر تلفزيون وطن المحلي في رام الله اليوم الجمعة اعتداء عناصر أمن السلطة على طاقمه الإعلامي.
وأكد في بيان صحفي اليوم الجمعة "أن عناصر من الأجهزة الأمنية اعتدوا ظهر اليوم على مراسل ومصور تلفزيون وطن أحمد ملحم، وعلى عدد من الصحفيين بالضرب أثناء تغطيتهم اعتصام أمام مسجد جمال عبد الناصر في مدينة البيرة تخلله اعتداء على المعتصين أيضا".
وأشار البيان إلى أن الأجهزة الأمنية اعتدت كذلك على عدد من الصحفيين الذين كانوا يغطون الاعتصام، كما منعوا عددا آخر من تغطية الفعالية.
واستنكرت إدارة التلفزيون كذلك احتجاز الأمن الوقائي مصور قناة الاقصى محمد صالح العاروري قبيل المواجهات، قبل أن يتم اخلاء سبيله بعد نصف ساعة بشرط أن يغادر الموقع ويمتنع عن التغطية "كونه غير مرغوب به".
من جانبه أدان منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، اعتداء أجهزة أمن السلطة على الصحفيين واعتقال عددا منهم خلال تغطيتهم المسيرة السلمية، مؤكدا أن عددا من رجال الامن الفلسطيني، بعضهم كانوا بلباس مدني اعتدوا على الصحفي أحمد ملحم وعدد آخر من الصحافيين، وصادروا كاميرا التصوير خاصته، وحذفوا ما كان التقطه من صور للاعتصام، وتكرر ذلك مع صحفيين آخرين.
وجدد المنتدى إدانته هذه الاعتداء، وطالب بوضع حد لتغول أمن السلطة على الصحفيين ومنعهم من العمل بحرية وهو حق كفله القانون الفلسطيني.
كما طالب المنتدى الجهات المختصة بتقديم المتورطين في الاعتداء على الصحفيين للمحاكمة واتخاذ إجراءات رادعة ضد الاستباحة المتكررة للحريات الإعلامية في الضفة.
كما أدان المنتدى إقدام مخابرات السلطة على استدعاء الإعلامي والكاتب خالد العمايرة من الخليل، في إطار سياسة الاستدعاء والاعتقال التي تمارس ضد الصحفيين بهدف تخويفهم وإرهابهم ومنعهم من نقل حقائق ما يجري في الضفة الغربية للرأي العام المحلي والدولي.