دانت حركة الجهاد الاسلامي الاثنين "العنف" بحق الشعب السوري مؤكدة ان ذلك "لن يثنيه" عن تضحيته في سبيل ان يعيش بحرية، واكد ان "الثورات العربية في مصلحة فلسطين".
وقال محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي خلال لقاء نظمته حركته مع الإعلاميين والمثقفين في قطاع غزة الاثنين "ندين العنف بحق شعبنا العزيز في سوريا وشعبنا الفلسطيني في مخيمات اللجوء في سوريا"، مشيرا الى "الاعتداءات طالت الاخوة الفلسطينيين في مخيمات اليرموك وفلسطين في سوريا".
واكد ان "الشعب السوري شعب مسلم وحر يستحق ان يأخذ حقوقه كاملة ويعيش بحرية وكرامة وهذه القيم يدافع عنها الشعب السوري مهما كان العنف ولا يمكن ان يثنيه العنف عن التضحية في سبيل هذه القيم".
وعقد الهندي مؤتمره الصحافي ليتحدث عن المستجدات السياسية ويعلن عن التحضيرات لمهرجان الحركة في ذكرى انطلاقتها في تشرين الاول (اكتوبر).
وحول اي تغيير لمقر قيادة الجهاد الاسلامي في سوريا، قال الهندي "لم يكن لنا مكتب في سوريا وليس لنا اي مكتب في القاهرة. نحن جزء من اللاجئين الفلسطينيين في الخارج وبعض اللاجئين قيادات في الفصائل الفلسطينية".
وتابع القيادي الفلسطيني نفسه "نحن لا نتدخل في الشأن السوري الداخلي وندعو الى وقف العنف ووقف نزف الدم في سوريا وايجاد حل يحافظ على وحدة سوريا ويحقق مصالح الشعب السوري بعيدا عن التدخلات الخارجية".
وعبر عن امله "ان تؤتي المبادرة المصرية ثمارها" بشان الازمة في سوريا.
واكد الهندي ان "الممانعة والمقاومة ستعزز مع ثورة الشعوب وتحرر الشعوب وستكون مقدمة لتحرير فلسطين والشعب السوري مثله مثل الشعوب يطلب حريته".
وتابع "نحن غير مستعجلين على الثورات العربية ولا نطلب منهم ان يحرروا فلسطين الان ويرفعوا الحصار (...) في مؤامرات مستمرة على مصر وتونس والمعركة طويلة لكن الثورات العربية في مصلحة فلسطين".
وفي الملف الفلسطيني طالب الهندي السلطة الفلسطينية إلى التوجه نحو بناء مشروع وطني فلسطيني موحد وجامع بديلاً عن خيار التوجه إلى الأمم المتحدة للحصول على دولة بعد فشل مسيرة طويلة من المفاوضات.
وقال إن "الشعب الفلسطيني يعاني أزمة في القيادة والقرار والمشروع الوطني الفلسطيني والاستراتيجية، ولا يمكن أن نحصل على دولة من جلد الاحتلال".
وأضاف أن السلطة الفلسطينية تستمر بالسير في ضلالات سياسية بدأت منذ أوسلو وتعمقت مع الانقسام الداخلي، واصفاً إياها بأنها سلطة مفلسة وتركض وراء المال وأن كل هذا لن يجدي شيئاً.
وأكد أن الفلسطينيين وصلوا إلى طريق مسدود وأن مشروع المفاوضات انتهى وبالتالي انتهى حلم الحصول على أي دولة بهذه الوسائل، مشدداً على أن الخروج بمشروع وطني يجمع الكل الفلسطيني هو البديل لكل هذا.
ولفت إلى أن المظاهرات التي شهدتها الضفة الغربية مؤخراً تدلل على فشل السلام الاقتصادي بين السلطة وإسرائيل، مبيناً أن هذا المشروع ترتب عليه حماية أمن الاحتلال عبر التزام السلطة بالتنسيق الأمني وملاحقة المقاومين وبالمقابل استمرار التهويد والاستيطان ونهب الأراضي من قبل الاحتلال.
وحول بديل التوجه للأمم المتحدة لنيل العضوية قال الهندي "ما الذي ستجنيه السلطة من هذه المعركة الدبلوماسية، وكيف يمكن لنا أن نحصل على دولة من جلد الاحتلال، وما مصير منظمة التحرير وقضية اللاجئين".
كما تساءل عن كيفية أن يكون خيار التوجه للأمم المتحدة قضية اهتمام، وكيف ليمكن أن يلتف الشعب الفلسطيني حولها في ظل الأزمة الاقتصادية والسياسية التي يعيشها والمعاناة التي يعانيها من كافة الجوانب.
وأكد أنه لا يمكن إقامة دولة فلسطينية على أرض لم نحررها، ولا تملك السلطة أي شيء من أوراق القوة، عاداً أن تأخر الاهتمام الإقليمي وعدم تطبيق قرارات دعم الشعب الفلسطيني سببه عدم امتلاك القيادة لأجندة معينة وانعكاس البدائل الجدية للأزمة التي تشهدها القضية الفلسطينية.
وقال "نحن لا نملك مقاومة ولا وحدة ولا تعزيز لصمود الشعب على المستوى الاقتصادي، ورصيد المطاردين في الضفة صفر لأنهم معتقلين بفضل التنسيق الأمني".
وعدّ أن الحل للأزمة الراهنة التي تشهدها القضية الفلسطينية بشكل عام هو الذهاب للواقع ومواجهة انهيار أوسلو والسلام الاقتصادي والتوجه نحو بناء وحدة وطنية حقيقية تقوم على أساس الثوابت والمقاومة.
وحول المشاركة في الانتخابات، أكد الهندي أن حركته لن تشارك في أي انتخابات قادمة، وستقاطع أي انتخابات بدون توافق وطني ولن تدعم أي جهة مرشحة أو شخص فيها كونها تعمق الانقسام.
وبيّن أن موقف حركته من الانقسام هو موقف المسهل والمقرب لوجهات النظر بين الطرفين، نافياً ما تتناقله بعض وسائل الإعلام حول دعوة مصر الفصائل الفلسطينية للاجتماع فيها.