Menu
21:22تفاصيل جديدة عن منفّذ هجوم نيس بفرنسا
21:20الأوقاف بغزة تغلق مسجدين في محافظتي غزة ورفح
21:19حماس تُعلن تضامنها مع تركيا بعد الزلزال الذي تعرضت له مدينة "إزمير"
18:37وفاة شاب غرقًا في خانيونس
18:26حشد تطالب شركة جوال بتخفيض أسعار الخدمات للمشتركين
18:11زلزال قوي يضرب ولاية إزمير التركية
18:10الحركة الإسلامية بالقدس تدعو لإحياء الفجر العظيم ورفض أوامر الهدم
18:07اشتية: على أوروبا ملء الفراغ الذي تركته أميركا بتحيزها لإسرائيل
18:00بالصور: حماس تدعو للانضمام إلى حملة مقاطعة البضائع الفرنسية
17:58خلافات لبنانية إسرائيلية بشأن ترسيم الحدود البحرية
17:57لا إصابات في صفوف الجالية الفلسطينية بتركيا جراء زلزال إزمير
17:55إصابة شاب بالرصاص المعدني والعشرات بالاختناق في مسيرة كفر قدوم الأسبوعية
17:54الاحتلال يعتدي على المواطنين قرب باب العامود
17:53وفاة شاب غرقا في بحر خانيونس
17:52الخضري: خسائر غير مسبوقة طالت الاقتصاد الفلسطيني بسبب الاحتلال و"كورونا"

رضا حمودة يكتب : الفلسطينيين والسوريين أعداءنا الإستراتيجيين بعد 30 يونيو

تمارس دولة الإنقلاب ما بعد 30 يونيو أبشع أنواع الإنتقام والإستئصال السياسى على أساس أيديولوجى وفكرى على طريقة إسئصال الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا ، والتفرقة العنصرية للزنوج على أيدى البيض فى أمريكا وجنوب أفريقيا، على الرغم من ادعاءاتها الباطلة فى السابق(وقبل يومٍ واحد من الإنقلاب من وضعية المعارضة) عبر مصطلحات وهمية خادعة للإستهلاك المحلى والاعلامى عن المصالحة الوطنية وتشكيل حكومة وفاق وطنى ودستور توافقى وضرورة مشاركة كافة ألوان الطيف السياسى فى العملية السياسية دون تمييز أو إقصاء ، والتأكيد على الحريات العامة والخاصة لا سيما حرية الرأى والتعبير مهما كان من تجاوزات.
أما بعد الانقلاب العسكرى الغاشم على الشرعية الدستورية و الشعبية والقانونية (3 يوليو الماضى) فقد تغير كل شىء وتبخرت كل الأقوال وذهبت أدراج الرياح إلى غير رجعة، ربما لأنها كانت من قبيل الدعاية الإنتخابية ونوعٍ من الكذب السياسى المعهود. لكن أهم ما يلفت النظر وهو متوقع بالمناسبة من هذه النخبة أقصد النكبة السياسية، هو شيطنة كل المعارضين للإنقلاب وتخوين من وصّف ما حدث يوم 30 يونيو وبيان 3 يوليو بالإنقلاب تكريساً لمبدأ الإرهابى جورج بوش(الإبن)" من ليس معى فهو ضدى" نفس العقلية النازية الهتلرية الإقصائية الاستعلائية والعجيب اتهام الآخرين من المعارضين بنفس التهمة (على طريقة رمتنى بداءها وانسلت).
تغيرت إستراتيجية الدولة المصرية ما بعد انقلاب 30 يونيو السياسية على نحو مناقض تماماً ليس فقط لنظام الرئيس محمد مرسى ولكن تحولاً أخلاقياً من واقع المبادىء وروابط الأخوة وأواصر القربى والدين واللغة. فتحولت سياستنا بدافع من المناكفة والمكايدة لنظام الرئيس المغدور محمد مرسى وفعل عكس ما كان يفعله ، ففور الانقلاب مباشرة شن إعلام العسكر حملة شيطنة لم تتوقف منذ ثورة 25 يناير لاسيما بعد تولى الرئيس محمد مرسى للحكم منتصف عام2012 على الشعب الفلسطينى عامةً وحركة المقاومة الإسلامية حماس الحليف الأيديولوجى وربما التنظيمى للإخوان المسلمين كما يقول المعارضون ، فمن اتهام الحركة بالتورط فى اقتحام السجون المصرية إبان ثورة 25يناير، ثم اتهامها بقتل جنودنا فى رفح رمضان الماضى (أغسطس 2012) رغم أن المنطق يقول أنه ليس من مصلحة"حماس" كفصيل حليف للرئيس مرسى وخرج من رحم جماعة الإخوان المسلمين(فكرياً) أن يحرج الرئيس مرسى فى بداية ولايته ويقض مضجع نظامه الوليد ، ويصدر له أزمة كبيرة كهذه لكنه اللعب على جهل الجهلاء وضعف ذاكرة المصريين ، ذلك أنه قد يكون الأمر منطقياً فى زمن المخلوع(مبارك) ونظامه على أساس عداءه الواضح لحماس ولكل ما هو إسلامى وانحيازه الواضح لحركة فتح( أبو مازن) ، فكان الاتهام الآخر المضحك لحماس والذى يروق (لبعض المهوسين بكراهية الإخوان وحلفائهم من الإسلاميين) ، أن حماس دفعت بسبعة آلاف من عناصرها لحماية الرئيس مرسى فى أحداث الاتحادية الدامية (نقلاً عن شبكة فلسطين الإخبارية"شفا" فى 27 يناير 2013 ثم تأتى الضربة المزدوجة للفلسطينيين والقطريين فى خبرٍ واحد نقلاً عن صحيفة" أخبار الخليج البحرينية فى 3 فبراير الماضى" حيث يقول الخبر أن دولة قطر مولت حماس ب250 مليون دولار لحماية الرئيس محمد مرسى فى محاولة خبيثة لتشويه دور قطر الواضح و المساند لثورة الشعب المصرى فى 25 يناير وكأن من المفترض أن تقف قطر فى المربع المعادى للثورة كبقية دول الخليج إذ لم تسلم قطر من سهام إعلام العار لدرجة اختلاق فكرة تأجيرها لقناة السويس والأهرامات وأبو الهول ونهر النيل بل وصل إلى حد إنشاء مقر موازى لجامعة الدول العربية فى عاصمتها" الدوحة" فى سياق وهم ما يسمى بقطرنة مصر (على طريقة أخونة الدولة) ، وكأن دعم دولة عربية شقيقة لمصر أو لنظام جديد تهمةٌ ينبغى أن تتخلص منها وعارٌ يجب أن تغتسل منه.. وإمعاناً فى الكذب المضحك المبكى خبر سرقة حماس أقمشة وزى القوات المسلحة المصرية وتهريبها إلى غزة منذ عدة أشهر قبل الإنقلاب.
ولا يتوقف الأمر عند شيطنة المقاومة الفلسطينية تمهيداً لتصفية القضية الفلسطينية برمتها وفتح الباب أمام سيناريو التسوية المهينة والمذلة للتفريط فى مزيد من الأرض المحتلة ، بل امتد الأمر بعد انقلاب 30 يونيو إلى أشقاءنا السوريين الهاربين من حجيم الطاغية (بشار الأسد) إلى مصر  حيث الأمن والأمان ودأب إعلام العار على التعريض بهم وإزدرائهم ومعايرتهم ووصفهم بالإرهاب على الهواء مباشرة بل والانضمام إلى مناصرى الشرعية فى رابعة العدوية.
ما يثير الحزن والأسف فى سياق ذلك الإنقلاب العسكرى أمرين أولهما: أن تتحول عقيدة سياستنا الخارجية إلى اعتبار الفلسطينيين والسوريين (المقاومين لبشار طبعا) والشقيقة قطر إلى أعداء مصر الإستراتيجيين بدلاً من إسرائيل عدونا التاريخى والأبدى الطبيعى وكأن الخطر قادم من أشقاءنا وليس من هذا الكيان الصهيونى الغاصب على حدودنا الشرقية ، فى الوقت الذى نستبدل فيه مساعدة قطر لنا اقتصادياً بالسعودية والإمارات والكويت ألد أعداء الثورة المصرية بالمال المشبوه لتمويل أنشطة الثورة المضادة لإجهاض ثورة الشعب المصرى الحقيقية فى 25 يناير، خوفاً من هاجس تصدير الثورة لبلادهم ومن ثم تهديد عروشهم ، أو انصياعاً للرغبة الأمريكية فى محاصرة الربيع العربى وترويضه. أما ثانيهما عندما أستمع إلى طلب السفاح وقادة الانقلاب تفويض الشعب للحرب على الإرهاب كأنى أستمع إلى لرئيس الأمريكى جورج بوش الإبن بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 تمهيداً لحملة جديدة من الحملات الصليبية على الإسلام ولكن تحت غطاء عنوان خادع وهو (الحرب على الإرهاب ) بدأها بأفغانستان ثم العراق ، فهل تشهد مصر فصلاً جديداً من فصول الحرب على الإرهاب أكثر دموية بعد ثورة (الفوتوشوب) الأخيرة فى 30 يونيو على يد بوش الابن المصرى  وصبيانه من الانقلابيين بمباركة صهيوأمريكية ؟!! لك الله يا مصر.