أرض كنعان/ بيروت/ "لم تترك حركة حماس خط المقاومة لتعود إليه"، يقول أحد قياديي حماس. اختلفت رؤية المقاومين في لبنان وفلسطين حول ما يجري في سوريا، لكن «القدس تجمعنا»، والنون هنا تعود إلى المنتسبين إلى الفصائل المقاومة. وعلى هذا الأساس اجتمع أبناء المقاومة أمس في مطعم الساحة، على مائدة حزب الله. الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي رمضان عبد الله شلح كان حاضراً، ونائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ومسؤول حماس في لبنان علي بركة، وأمين سر منظمة التحرير في لبنان فتحي أبو العرادات. ومن دون ذكر الحاضرين جميعاً، يمكن القول إن الإفطار جمع أعضاء «محور الشر». أفطروا على توقيت واحد، وصلّوا جماعة بإمامة الشيخ نعيم قاسم.
في الفترة الماضية ساءت العلاقة بين المقاومة اللبنانية وحماس، لكنها لم تنقطع. يعترف قادة حماس بذلك. ويقول أحد المسؤولين البارزين فيها إن «التنسيق بين حزب الله وبيننا لم ينقطع لكنه انخفض، وفي الفترة الماضية أعدنا تفعيل التواصل بيننا لمنع استخدام المخيمات في أي صراع طائفي في لبنان». يضيف: «كما عملنا معاً على عدم تحويل الصراع في لبنان الى حرب سنيّة ـــ شيعيّة». وتؤكد مصادر الطرفين أنه جرى الاتفاق على عزل العلاقة عن الخلاف بينهما حول ما يجري في سوريا.
واليوم الثلاثاء، سيلتقي قادة الفصائل مجدداً في منزل السفير الإيراني غضنفر ركن آبادي الذي سيولم على شرف فصائل المقاومة الفلسطينية، والذي شارك في إفطار مطعم الساحة أمس. في منزل السفير في الفياضية، سيلقي ممثل حركة حماس في لبنان، علي بركة، كلمة الفصائل. وبين إفطار أمس وإفطار اليوم، اجتمع مسؤولون من حماس وحزب الله على مأدبة سحور الليلة الماضية. خلاصة كل ما تقدم أن علاقة حماس بإيران وحزب الله هي في طريق العودة إلى ما كانت عليه قبل الأزمة السورية، أو إلى إطار جديد يؤكد التحالف بين فصائل المقاومة في لبنان وفلسطين.
وفي مطعم الساحة ببيروت أمس الاثنين، ألقى الشيخ نعيم قاسم كلمة حزب الله. عريف الحفل كان ابن الجبهة الشعبية ـــ القيادة العامة حمزة البشتاوي. الفصائل الفلسطينية كلها هنا، العلمانية والاسلامية. وفي كلمته دعا قاسم إلى الانتباه «من الحرب الناعمة القائمة علينا لتعديل البوصلة من فلسطين الى داخل بلداننا، عبر محاولة إثارة الفتنة السنية الشيعية»، لافتاً الى أن «هذه الحرب الناعمة تريد حرف البوصلة والاولويات وتعديل تعريفات العدو والصديق». ورداً على المفاوضات التي ستنطلق اليوم بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والاسرائيليين قال قاسم: «لا يوجد حل سياسي في فلسطين، لأن الجالسين على الطاولة محتل يسيطر ويرفع السلاح لتشريع احتلاله، ومظلوم أُخذت أرضه والعالم يتآمر عليه، والحل الوحيد ببندقية المقاومة».
وقال إن «المقاومة نجحت عندما تحررت واستقلت عن لعبة الأنظمة والأمم، وإذا فكر البعض في أن يعيد المقاومة الى لعبة الانظمة والامم، فسيرى أن المقاومة اندثرت وذهبت مع الريح، لأن المقاومة لها قيمة حقيقية. إنها لا تنظر الى ألاعيب السياسات والأنظمة».
من جهته، قال الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي إن «العالم العربي يقف على حافة سايكس بيكو جديد، وأخطر من السابق، ويراد به المزيد من التفتيت لأوطاننا وأمتنا لتقسيم المقسم وتجزئة المجزّأ»، مشيراً الى أن «هناك وعد بلفور جديداً يحمل اسم المبادرة العربية». وانتقد شلح «المفاوضات التي ثبت عقمها وفشلها»، محذراً من أن «حالة الانقسام والاصطفاف المذهبي والطائفي تكاد تجرفنا جميعاً الى المجهول». ولفت الى أن «المشروع الصهيوني يوشك أن يقطف آخر ثمار النكبة بإعلان فلسطين دولة يهودية عنصرية».