Menu
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر
12:07الخارطة الوبائية لـ"كورونا" بالقطاع
12:05"إسرائيل": التطبيع مع السودان ضربة لحماس وايران
12:02"اسرائيل " علينا الاستعداد لما بعد ترامب
12:01الاحتلال يقتحم البيرة ويخطر بإخلاء مقر مركزية الإسعاف والطوارئ
11:59"الاقتصاد" بغزة تجتمع بأصحاب شركات مستوردي فرش الغاز
11:51«الديمقراطية»: سيقف قادة الاحتلال خلف قضبان العدالة الدولية
11:51الوعى الاستثنائى فى فكر  د.فتحى الشقاقى
11:47قيادي بحماس يتحدث عن "أهمية رسالة السنوار لرموز المجتمع"
11:45مستوطنون يقتحمون قبر يوسف بنابلس
11:40مقتل سيدة ورجل بالرصاص في باقة الغربية واللد
11:28الإمارات تسرق "خمر الجولان" السوري وتنصر "إسرائيل" ضد BDS
11:26صحيفة: تفاهمات بين القاهرة وحماس حول آلية جديدة لعمل معبر رفح

يعقوب عبد الرحمن يكتب : فليسـقط جون كيري .. أبانا الذي في واشنطون.

فكرت أولاً في أن أجعل عنوان هذه المقالة (فليسقط الفريق عبد الفتاح السيسي) على أساس أنه الرجل القوي الذي يحرك الأحداث الآن في مصر، وقام بقتل أول تجربة ديمقراطية حقيقة في تاريخ مصر، ولكنني تراجعت بمجرد أن علمت أن عدد من قتلهم جنود جيشنا الباسل من المتظاهرين الأبرياء وبالتعاون مع أمن الدولة السابق والبلطجية قد قارب مائتي قتيل، وأن عدد المصابين قد وصل إلى أكثر من 1000 شخص، وأن عدد المعتقلين السياسيين قد وصل إلى 660 شخص بعد وكسة 30 يونيو المصرية والتي يطلق عليها المغيبون والمنتفعون كلمة (ثورة)، فإذا كان معظم من يطلق عليهم كبار الكتاب وصغارهم يقومون بعزف لحن (النفاق)، وخفتت أصواتهم التي كانت تصدح عالية ضد الدكتور مرسي حتى صارت همساً، ثم تحولت إلى كلمات المديح الخجولة للحكم العسكري الذي أنقذهم من كارثة اختيار الشعب المصري، وأعاد إلينا الدكتاتورية التي نعشق أن نتعاطاها كالمخدرات، ناهيك عن التراجع المشين للهلفوت المسمى (باسم يوسف) والذي كان يسخر من رئيس الجمهورية نفسه، ورجال الدين باسم الحرية الإعلامية وهو في حماية أمريكا وقد تراجع، فما العيب إذن في أن أتراجع عن هذا العنوان (والعمر مش بعزقة كما يقولون).

ثم فكرت في أن أجعل عنوان هذه المقالة (فليسقط الرئيس القادم محمد البرادعي)- بحكم أنه هو الذي تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بإعداده لرئاسة أكبر دولة في الشرق الأوسط، وتنفيذ بنود أجندته الخفية منها والمعلنة، وسيكون المندوب السامي لدولة الاحتلال الأمريكي في مصر، وأنه المحرك لمعظم الأحداث من وراء ستار منذ ما عودته غير الميمونة لمصر ومنذ أيام الرئيس الملعون الذي دمر مصر وجعلها في ذيل الأمم حسني مبارك. ثم تراجعت أيضاً عن ذلك، فهو الذي يحرك الأحداث من وراء الستار وهو الذي يقوم بتحريك السيسي وغير السيسي، وقريباً يجد السيسي نفسه بعيداً عن الأحداث لأن (أبانا الذي في البيت الأبيض يريد ذلك)، ولن يكون هناك أحد مع البرادعي في الحكم إلا من ينفذ مشيئته التي هي مشيئة (أبانا الذي في واشنطون).

ثم فكرت في أجعل عنوان المقال (فليسقط الرئيس أوباما)، فالأمريكيون أحرار في انتقاد رئيسهم وكذلك كل وسائل الإعلام في العالم يمكنها أن تنتقد أوباما ومن وراء أوباما، ولكنني تذكرت تهمة كانت توجه لكتاب المقالات في عهدي السادات ومبارك: (إهانة رئيس دولة صديقة)، وبالتالي يمكن أن توجه إلي نفس التهمة، وأجد نفسي خلف الأسوار، ولذا فقد توكلت على الله وقررت أن أجعل عنوان هذه المقالة (فليسقط جون كيري) لأنه لا توجد تهمة اسمها (إهانة أو انتقاد وزير خارجية دولة صديقة)، وربما يتم اختراعها في المستقبل القريب – ولكنها حتى الآن وعلى الأقل غير موجودة، ولا يمكن تطبيق القانون بأثر رجعي.

 التحالف مع أمريكا ...صديق الفتوة.. وخلق الفساد

كان هناك مشهد كوميدي شهير في السينما المصرية، وكان يتكرر كثيراً وأظن أنه للفنان الراحل فريد شوقي وهو للفتوة وهو يقوم بضرب صديقه حتى يرهب أعدائه، وجرى ذلك مضرب الأمثال (صديق الفتوة لا ينجو من الصفعات). وموقف الولايات المتحدة مع من يدعوهم بالحلفاء أو الأصدقاء شبيه بذلك باستثناء وحيد وهي دولة إسرائيل – فهي الوحيدة القادرة على توجيه الصفعات والشلاليت إليها.

هل تجرؤ الولايات المتحدة الأمريكية أن تقوم بعقد اجتماعات في إسرائيل مع زعماء المعارضة وتتحالف معهم علناً ضد الحكومة الشرعية كما فعلت مع جبهة الإنقاذ؟ وهل يجرؤ أي سياسي أمريكي أن يفعل ذلك. لا بالطبع رغم أنها تمول كل شيء تقريباً في إسرائيل على حساب دافع الضرائب الأمريكي. ولأن الساسة الإسرائيليون يحبون وطنهم أكثر من هؤلاء (الإمعات) المتكالبون على الكراسي أكثر من حبهم للوطن- وهل يفعل أحد في العالم ما فعله أعضاء جبهة الإنقاذ وهم ثلة من السياسيين الذين انتهت صلاحيتهم للعمل السياسي منذ وقت طويل اجتمعوا بوزير خارجية دولة أجنبية ليقرروا مستقبل بلادهم بل وأقول للتآمر (على الرئيس الذي انتخبه الشعب المصري في نفس الوقت الذي كانوا يرفضون فيه مجرد الاجتماع معه.

 أمريكا كخالقة لبؤر الفساد في الدول التي تتحالف معها

ويسبغ النظام الأمريكي بصفة خاصة والنظام الغربي بصفة عامة صفة شرعية لمنح رشاوى للمسئولين الفاسدين ممن بيدهم الأمر في الدول (النائمة) سواء لعقد صفقات كبيرة سواء من الأسلحة العسكرية أو غيرها.

ويعتقد المسئولون الفاسدون ممن يتلقون مثل هذه الرشاوى بأنهم في مأمن من التعرف عليهم والمحاسبة، ويثقون ثقة عمياء في ذكائهم، ويعتقد أن مجرد إيداع هذه الأموال في حسابه في الخارج هي نهاية المطاف وإسدال أستار النسيان على العملية برمتها والاستمتاع بهذه الأموال المنهوبة كما يشاء. ولكن الدول الكبرى لا تدفع أموالاً لهؤلاء الخونة اعتباطاً أو لمجرد إنهاء صفقة مشبوهة من الأسلحة أو السلع الفاسدة لمصلحتها.

فهي أولاً وبالتأكيد تقوم بإضافة الأموال التي قامت بضعفها لثمن الصفقة ليرتفع ثمنها ويدفعه الشعب المنكوب بساسته، وثانية تستخدم كورقة ابتزاز لهؤلاء الخونة من المسئولين لكي تتمكن من تحقيق أغراضها على المدى القصير أو الطويل.

ولا يمكن أن ننسى أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تقوم بدفع رشاوى لرؤساء وملوك في الدول العربية، وأن بعضهم ظل مدرجاً على قوائم المرتبات الخاصة بالمخابرات المركزية الأمريكية حتى مماته، ولا يتم الكشف عن هؤلاء القادة الخونة طالما كان ذلك في صالح أمنها القومي ولا يلحق بهم أي ضرر.

 ليفني والرشاوى الإسرائيلية للقادة العرب

ومن الجدير بالذكر أن الرشاوى الإسرائيلية لم تكن أموالاً فقط، كما كشفت عنه وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني عندما صرحت بأنها قامت "بمضاجعة الكثير من المسئولين العرب للحصول على تنازلات منهم، وبالطبع هذه المضاجعات مسجلة بالصوت والصورة، حتى يظل (الحمار) يطيع ما يؤمر به: فيقال له: هاجم إيران، فيهاجم إيران، ويقال له: أنبح على حزب الله فينبح بأعلى صوته على حزب الله، لا تذكر حماس بأي خير: فيفعل ذلك وهو صاغر وذليل. ولا تتحدث عن جرائم الإسرائيليين، فيطأطئ رأسه ذليلاً منكسراً وهو يفعل ذلك، وهكذا حتى تتوارى الجرائم الإسرائيلية وتصبح في طي النسيان. فهل علمتم الإجابة على السؤال الأبدي المحير: لماذا يكون هجوم إعلامنا القذر على إيران وحزب الله وحماس أكثر حدة وشراسة وبسبب وبلا سبب، ولا يذكرون إسرائيل بكلمة؟ وعلى الرغم من أن هؤلاء قوة مقاومة وقوة واضحة في صف الإسلام والمسلمين. وهل يمكن لنا أن نسألها سؤال الشيخ عبد الله بدر الشهير للممثلة إلهام شاهين بعد تحوير السؤال إلى: كم واحد من القادة العرب اعتلاك أثناء المفاوضات؟ ومن هم؟ وهل هناك الكثيرات من الإسرائيليات لا زلن يقمن بهذا الدور الخالد مع الأغبياء آسف أقصد مع (القادة) العرب. لا شك في ذلك – لأن الكثير أو معظم الساسة والقادة العرب رؤوسهم فارغة وعقولهم أسفل سراويلهم.

 لماذا كان الدكتور مرسي خطراً من وجهة نظر إسرائيل والغرب ورجال الفساد في مصر؟

أرجو أن يكف جيشنا العظيم عن دس أنفه في السياسة ويخرج منها بسرعة قبل أن تحدث كارثة على غرار كارثة 1967. ونرجو عدم تكرار الكلام عن أقوي جيش في الشرق الأوسط، فإذا كان الأمر كذلك، فماذا عن إسرائيل الدولة النووية؟؟ نحن نحتاج إلى الحرية لبلدنا حرية القرار الذي يجب أن يعود للشعب الذي أختار قيادته لأول مرة بطريقة ديمقراطية، ومهما كانت آراء البعض في قيادة الدكتور مرسي – فيجب أن يعود وأن تعطى له الفرصة كاملة ليقود البلاد، أما غير ذلك فتهريج لا طائل من ورائه ودخول البلاد إلى نفق مظلم، ووضع إرادة وصوت أكثر من 50% من الشعب المصري تحت أحذية العسكر والحكم الديكتاتوري.

ثم ما معنى حتى أن يكون لديك أقوى جيش في العالم – وتستورد كل أسلحتك الأساسية للجيش من الخارج؟ ثم ما معنى ذلك وأنت لا تملك طعامك (الخبز الحاف) ولا تنتج أساسيات طعامك بنفسك؟. ما معنى أن نزرع الكانتلوب ونصدره لنستورد بثمنه قمحاً – كما شاءت لنا عبقرية الرئيس النائم مبارك ووزير زراعته يوسف والي؟ وما معنى أن تستورد أكثر من نصف الأدوية الحيوية من الخارج؟ والباقي أيضاً تستورد المادة الفعالة الأساسية من الخارج ثم تقوم بتعبئته بعد إجراء عمليات بسيطة عليها؟ ولذا تكالب الجميع على الرئيس مرسي الذي صرح علناً (وليته ما تكلم في هذا وعمل عليها في صمت):- إننا نريد أن نحقق الاكتفاء الذاتي من القمح والدواء والسلاح. ولذا تكالب عليه الجميع بمعاونة من الغرب - بمن فيهم مافيا الفساد وحيتان الاستيراد من رجال الأعمال الذين تقتصر أعمالهم على استيراد القمح واللحوم والمواد التموينية الأساسية من أوروبا والغرب (وطبعاً إفريقيا كخة في الحاجات لأنه لن تكون هناك عمولات وفورق أسعار يتم وضعها في حساباتهم السرية في أوروبا).