أرض كنعان/ القاهرة/ تحت عنوان "قنبلة في التشكيل الوزاري !" سرد الكاتب فاروق هاشم في عموده "وجهة نظر" بجريدة الأهرام ما يلي :
قنبلة زمنية يمكن أن تنفجر في التشكيل الوزاري الجديد ما لم يتم تدارك الأمر وهذه مسئولية أجهزة كان يجب أن تنتبه إليها فالسفير نبيل إسماعيل فهمي المرشح وزيراً للخارجية رغم خبرته إلا أن عليه مأخذا خطيرا لا يصلح معه أن يمثل مصر بعد الثورة ولا قبلها لأنه استخدم نفوذ والدة إسماعيل فهمي وزير السياحة وقتها في الهروب من أداء الخدمة العسكرية في أثناء الإعداد لحرب أكتوبر في وقت كان يتطوع فيه أبناء مصر للمشاركة في هذا الشرف .
وأترك الأمر لشهادة بطل من أبطال مصر العظام وأحد الأعمدة الرئيسية في تحقيق هذا النصر ، الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان القوات المسلحة في مذكرات حرب أكتوبر حيث قال بالنص : " لقد كان ابن إسماعيل فهمي جنديا في القوات المسلحة وعرضت علي مذكرة تقترح إنهاء خدمة الجندي المذكور للعمل في المخابرات العامة فرفضت فقيل لي انه ابن إسماعيل فهمي ، فقلت لهم حتى ولو كان ابن السادات فأنني لا أخالف القانون" .
وعرضوا على الشاذلي أن يقدموا طلبا جديدا بدلا من الطلب المرفوض ليفوض الأمر لوزير الدفاع ولكنه رفض .
ثم يذكر الشاذلي في مذكراته :" إن مذكرة أخرى عرضت على الوزير أحمد إسماعيل مباشرة دون أن تمر علي ، وإن أحمد إسماعيل الذي كان يعلم بالقصة من أولها إلى أخرها صدق على إنهاء خدمة الجندي ابن الوزير إسماعيل فهمي ونقله إلى المخابرات العامة التي قامت بإنهاء خدمته بها وتمكن والده من أن يجد له وظيفة في نيويورك أكثر راحة وأوفر مالا !
وهكذا بينما كان أبناء مصر يقتحمون قناة السويس في أكتوبر 1973 ويموتون وهم يهتفون " الله أكبر " كان هناك آخرون يمرحون في شوارع نيويورك وغيرها من المدن الأمريكية والأوروبية" .