أرض كنعان/ وكالات/ قالت مجلة "يوراسيا ريفيو" الأوروبية، إن الانقلاب العسكري جرف مصر إلى حافة الهاوية، حيث إن الأحداث الجارية في القاهرة تنذر بعودة نفس الوضع الذي كان سائدا أيام الرئيس المخلوع "حسني مبارك"؛ وهو الوضع الذي دفع الملايين من المصريين للاحتشاد في ميدان التحرير قبل عامين ضد "مبارك" حتى أجبره الجيش على التنحي بعد بقاءه في السلطة لمدة 30 عاما.
وأوضحت المجلة- في عددها الصادر الخميس- أن الوضع الحالي المنكشف في مصر يذكرنا بالمطالب التي وضعها المتظاهرون نصب أعينهم أثناء الثورة المصرية عام 2011، والتي كانت: نهاية الدولة البوليسية، وإعطاء الآخرين قدر أكبر من الحرية السياسية، واحترام حقوق الإنسان، وإنهاء الفساد، والعدالة، والكرامة.
وأشارت المجلة إلى أن مصر كانت تبدو متّحدة عندما أُطيح بـ"مبارك"، فكانت المظاهرات الحاشدة موجهة ضد رئيس مستبد كان ينتمي إلى الجيش، لكن الأمر متغير هذه المرة، حيث تتوجه الاحتجاجات الحاشدة ضد عزل الرئيس "محمد مرسي"؛ الأمر الذي جعل الأمور معقدة أمام الجيش الذي يرى نفسه بأنه الضامن للدولة والذي يحاول إظهار أنه تعلم الدروس من تخبطه طوال 17 شهرا كانت فترة حكمه أثناء الفترة الانتقالية التي عقبت الإطاحة بـ"مبارك" للانتقال بمصر من الاستبداد إلى الديمقراطية.
ورأت "يوراسيا ريفيو" أن مصر الآن تشهد محاولات من قِبل قادة الجيش للسيطرة على الوضع من خلف الستار، فهم يحركون الخيوط من الخلف عن طريق الرئيس الانتقالي المؤقت الذي عينه الجيش "عدلي محمود منصور"، بدلا من توليهم زمام السلطة بأنفسهم.
وأضافت المجلة أن الفريق الحاكم في مصر الذي خلقته الأزمة الحالية أيا كان هو سوف يحكم دولة منقسمة بشكل عميق يعتقد فيها فصيل كبير ورئيسي- يضم الملايين من مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين- أن تعطيل العملية الديمقراطية كان مصمم لاستبعاد مشاركتهم في السلطة.
وتابعت المجلة أن هذا المفهوم لجماعة الإخوان المسلمين بالإضافة إلى التأكيد مجددا على دور ما يسميها المصريين الدولة العميقة- وهي الجيش وقوات الأمن والقضاء وأجهزة الإعلام- يظهر أن التوافق السلس للرجوع إلى العملية الديمقراطية أمر صعب المنال، ومما يعزز ذلك أيضا هو عودة الجيش إلى القمع الذي كان سائد في عهد "حسني مبارك" مع اعتقال المئات من أعضاء الإخوان المسلمين وإغلاق القنوات الإعلامية الإسلامية وكذلك الاتهامات المفروضة ضد "محمد مرسي".