Menu
10:32الإحتلال تخبر السلطة بموعد تفعيل العقوبات ضد البنوك الفلسطينية
10:314 أسرى يواصلون إضرابهم عن الطعام
10:26ارتفاع عدد وفيات "كورونا" في إسرائيل إلى 2494
10:257 إصابات بـ4 حوادث سير في قطاع غزة خلال 24 ساعة
10:23وزارة الصحة بغزة : تسجيل حالة وفاة و 276  اصابة جديدة بفيروس كورونا و تعافي 145 حالة
10:21أبرز عناوي الصحف العبرية لهذا اليوم
10:20بينهم أسير محرر..الاحتلال يعتقل 8 مواطنين بالضفة
10:18أسعار صرف العملات في فلسطين
10:16حالة الطقس: اجواء حارة
23:12برشلونة يُعلن عن رئيسه المؤقت ومجلس الإدارة
23:10تفاصيل رسالة الرئيس عباس للأمين العام للأمم المتحدة
23:09الخارجية: 11 إصابة جديدة بفيروس كورونا بصفوف جالياتنا
20:42الحية يكشف تفاصيل زيارة وفد حماس للقاهرة
20:25كهرباء غزة تصدر تعليمات ونصائح مهمة للمواطنين استعدادا لفصل الشتاء
20:24بيان من النيابة العامة حول الحملات الالكترونية

«ثورة 30 يونيو المجيدة».. ماذا عن 25 يناير؟!

بقلم : ياسر الزعاترة -
الثورة بحسب الرئيس المؤقت لمصر، هي ثورة 30 يونيو، وليست ثورة 25 يناير. كيف لا وثورة 25 يناير كانت في جوهرها ضد رئيسه الذي وضعه في هذا الموقع، وتحيته للجماهير تنحصر عنده في تلك التي خرجت ضد الرئيس المنتخب في 30 يونيو، وليست تلك التي خرجت كي تطيح بسيده في ثورة 25 يناير، وما زالت تحتشد دعما للشرعية.
إنها مهزلة التاريخ التي راقبها العالم أجمع خلال الأيام الماضية، وحيث يدافع موتورون يدَّعون أنهم مع الحرية والتعددية عن اعتقال الشرفاء، وعن إغلاق الفضائيات، فيما كان الرئيس المؤقت يقدم التحية للإعلام الحر الشجاع الذي مكث عاما كاملا يشيطن رئيسا منتخبا بأوامر أمنية، وبتمويل من المال الحرام الذي سرق من جيوب المصريين، والآخر القادم من الخارج كرها في الثورات وفي ربيع العرب.
كيف نتحدث عن هذه المهزلة التي جرت فصولها وتجري أمام أعيننا، بما فيها محاولة بعض المحسوبين على الثورة ذرَّ الرماد في العيون عبر بيع الكلام عن رفض إقصاء تيار الإسلام السياسي، فضلا عن الاحتجاج على قتل المتظاهرين فيما عرف بمجزرة الحرس الجمهوري؟!
هل نتحدث في هذه المهزلة عن شيخ الأزهر الذي انحاز من باب النكاية ضد الرئيس المنتخب، أم عن بابا الأقباط الذي اتخذ موقفا لم يتخذه أحد من قبله، حيث كان أسلافه يمنحون الولاء لرؤساء لا يمتون إلى الديمقراطية بصلة؟!
إنه زمن الكذب والنفاق الذي تابعه ويتابعه المواطن المصري البسيط الذي صُنع الانقلاب باسمه، فيما هو بريء من جحافل الفلول والطائفيين ومعارضي الفضائيات الذين وقفوا خلف المؤامرة من ألفها إلى يائها، ومن ورائهم بالطبع دول لا تريد ثورة ولا ربيعا، وتكره مصطلحات الإصلاح والتعددية على نحو مَرَضي.
لقد أخطأ الإخوان كثيرا، وغالبا كنتاج لخطأ في تقديرهم للموقف وللارتباك الذي تسببت فيه شراسة الهجمة أكثر من أي شيء آخر، ولكن أخطاءهم لم تكن سببا للانقلاب، ولكنها مجرد تبرير له، هو الذي كان يُعد بعناية ودأب منذ اللحظة الأولى لفوز الرئيس مرسي، والذي لولا صحوة الإخوان يوم الانتخابات لأعلن أحمد شفيق فائزا فيها.
اليوم، نحن أمام مرحلة جديدة في مصر عنوانها دفن الثورة وربيع العرب، فمن دفعوا المليارات، لم يدفعوها من أجل الإطاحة بالإخوان فحسب، بل من أجل دفن ربيع العرب كي لا يصل إليهم، وهم يرفضون الثورة حتى لو جاءت بعلمانيين أو يساريين أو قوميين، بل ربما لو كان معارضوهم علمانيين لكانوا أكثر قسوة عليهم لأنهم قد يحظون بتعاطف الغرب.
من هنا، فإن ما يجري هو محاولة لدفن الثورة عبر ديمقراطية شكلية كتلك التي كانت موجودة أيام المخلوع، وكتلك التي تتوافر (وكانت تتوافر) في عدد من الدول العربية، والأمر لا يتطلب غير قانون انتخاب مبرمج، مع قدر ذكي من التزوير إذا لزم الأمر، وهذا ما سيرفضه الشعب المصري، وترفضه الشعوب العربية.
ما جرى في مصر، إذا مرَّ بالفعل، ولم توقفه جموع الشعب المنتفضة التي أثبتت للجميع أن الشعب لم يكن أبداً مع الانقلاب، إذا مرَّ، فإنه قد يؤخر ربيع العرب وعملية التغيير التي بدأت، لكنه لن يوقفها بأي حال من الأحوال، فقد استيقظت الشعوب، وهي لن تقبل بثنائية الفساد والاستبداد. وفي أي حال، فإن ما فعله أنصار الشرعية خلال الأيام الماضية كان ضروريا لكي تهوي مقولة إن الانقلاب كان استجابة لمطلب الشعب، إذ أي شعب هذا الذي طلب؟ الذين تجمعوا في يوم واحد بتحالف فلولي طائفي مع معارضة لم تنجح قبل ذلك في إخراج 10 آلاف إلى الشوارع، أم الشعب الأكثر عددا وإصرارا الذي تجمع خلال الأيام اللاحقة، قبل الانقلاب وبعده من أجل دعم الرئيس المنتخب؟! أما عمليات القتل والمجازر التي ارتكبت بحق المتظاهرين السلميين فستغدو لعنة على الانقلابيين وداعميهم، هي التي ارتكبت من أجل بث الرعب في صفوف الناس كي لا يواصلوا الاحتشاد ضد الانقلابيين. أما الإسلاميون، وفي مقدمتهم الإخوان فسيواصلون نضالهم مع بقية الشرفاء من أجل حرية شعوبهم وحقها في اختيار حكامها والحفاظ على هويتها، وهم دفعوا طوال عقود كمّا هائلا من التضحيات، وما زالوا يملكون القابلية لدفع المزيد منها من أجل تحقيق الهدف المنشود.
لا القمع ولا القتل ولا السجون يمكن أن تحول بينهم وبين استمرار النضال، وهم لن يقبلوا من جديد بلعبة الديمقراطية الشكلية المبرمجة، وسيصرون، ومعهم غالبية الجماهير على تعددية حقيقية تمنح المرجعية للشعوب، وليس للحكام، ولا للمؤسسات التي بنوها كي تكون السوط الذي يجلدون به ظهور الناس.
هي رحلة طويلة كما قلنا مرارا وتكرارا، لكن نهايتها معروفة، وهي انتصار إرادة الشعوب، وبعد ذلك انتصار إرادة الأمة على من يريدون إبقاءها تابعة ذليلة لا مكان لها تحت الشمس، وستثبت الأيام ذلك.