Menu
13:02فصائل تنعى شهيد أريحا وتدعوان لتصعيد المقاومة
13:01حماس: يجب دعم صمود عمال فلسطين وتجريم انتهاكات الاحتلال ضدهم
12:5950 انتهاكاً بحق الصحفيين في فلسطين خلال إبريل
12:56الاحتلال يطلق النار على صيادين ويصيب اثنين في بحر شمال غزة
12:05الجزائر تعلن الانسحاب من رئاسة لجنة بالبرلمان الدولي
11:14المرور بغزة تنشر إحصائية حوادث السير خلال 24 ساعة
11:03الاحتلال يقمع الأسرى في سجني مجدو وريمون ويجري تفتيشات استفزازية
10:51توغل إسرائيلي محدود شرق خانيونس
10:30حماس تصدر بياناً في يوم العمال العالمي
10:29بالرابط.. التعليم برام الله تعلن نتائج اختبار التوظيف
10:15بالفيديو: جماهير غفيرة تشيع الشهيد جبريل اللدعة في أريحا
09:59الاحتلال يخطط لشق طريق للفلسطينيين يربط جنوب الضفة بشمالها
09:49الاحتلال يطلق قنابل الغاز صوب المزارعين ورعاة الغنم جنوب قطاع غزة
09:48وزير إيراني: وجهنا ضربات مؤثرة داخل وخارج "إسرائيل"
09:37بالأسماء: كشف "تنسيقات مصرية" للسفر عبر معبر رفح غدًا الثلاثاء

مقال: أزمات نتنياهو وحساباته الشخصية والبحث عن الإنجاز الوهمي

بقلم : فادي رمضان

سياسة قديمة مستمرة على مستويات مختلفة حسب طبيعة المنطقة والجهة المستهدفة تستخدمها دولة الاحتلال، وتلوح بها بشكل مستمر كلما وجدت نفسها في مأزق سياسي، من جديد "كشف مراسل عسكري إسرائيلي أنَّ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أعادت مجدداً إلى طاولة المناقشات سياسة اغتيال قادة فصائل المقاومة الفلسطينية"، جاءت هذه التصريحات بعد شهر رمضان المبارك والذي تحقق فيه نجاحات متنوعة للمقاومة الفلسطينية على جميع الجبهات واخفاقات لحكومة نتنياهو في مواجهة ذلك.

فبعد نتائج الاستطلاعات التي ظهرت مؤخرا بفقدان الجمهور الصهيوني الثقة في الحكومة الحالية، وتراجع نتائج معسكر اليمين المتطرف، أصبحت الحكومة تبحث عن خيارات لإعادة ثقة الجمهور والابتعاد عن هوس سقوط مدوي للحكومة والوصول لانتخابات جديدة، مما يوحي بأزمة سياسية داخلية جديدة في الكيان، وهذا ما لا يروق لنتنياهو وتحالفه، لذلك فهو يبحث عن أي إنجاز يحقق له ولتحالفه ثقة الجمهور ومعلوم أن استباحة الدماء هو ما يحقق له ذلك.

فهل حققت هذه الاغتيالات مبتغاها؟

استُخدمت هذه السياسة بوسائل مختلفة ضد المنظمات الفلسطينية سوآءا على المستويات السياسية للفصائل الفلسطينية كما حدث مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والشيخ أحمد ياسين ود. عبد العزيز الرنتيسي وإسماعيل أبو شنب وأبوعلي مصطفي وغيرهم الكثير من قيادات الشعب الفلسطيني، أو على مستوى القيادات العسكرية، ونفذت العديد من الاغتيالات خارج فلسطين مثل تونس والجمهورية الإيرانية وسوريا ولبنان وماليزيا والامارات، ولم تتراجع المقاومة الفلسطينية عن الاستمرار في السير قدما نحو التطوير من حيث التشكيل والتنظيم والأساليب والأسلحة، مما يجعل هذه السياسة لا تجدي نفعا في التأثير على استمرار التنظيم في الوصول للأهداف وتحقيق النصر والتحرير.

يجب ألا نبسط أو نضخم من حجم الخبر ولكن مطلوب التعامل معه بكل موضوعية وأخذ الحيطة والحذر ووضع السيناريوهات المتوقعة، حيث أن الاحتلال يحاول من خلال هذا التصريح الوصول لبعض المكتسبات، وهذا الفلس الذي وصلت إليه يجعلها تقوم بالتهديدات تارة هنا وتارة هناك، فمنذ متى كانت قادرة على اغتيال شخصية فلسطينية وامتنعت عن ذلك؟  فلذلك فهذا التصريح إما:

1-مناورة للضغط على المقاومة الفلسطينية وتمرير أسبوع الأعياد الصهيونية دون أي تصعيد محتمل يجعل الجبهة الداخلية تنقلب على الحكومة، كما حدث في العشر الأواخر من رمضان ومنع المستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى لمنع أي ردة فعل فلسطينية محتملة.

2-أو يريد استفزاز المقاومة الفلسطينية ليجعلها تقوم بضربة استباقية مما يعطي مبرر لدولة الاحتلال باستخدام القوة المفرطة وتحييد الانتقادات والضغط الدولي والإقليمي في بعض الأحيان.

3-أو أنه يريد الحصول على معلومات استخباراتية أكبر غير متحققة حتى اللحظة، وتهيئة الأجواء الداخلية أو الخارجية لتحقيق تنفيذ عدة عمليات اغتيال في آنࣩ واحد لعدد من الشخصيات سوآءا سياسية أو عسكرية مما يجعله يعتقد بأنه سيدخل المعركة منتصرا مهما كانت تبعاتها بعد ذلك.

4-أو أنه سيقوم بعمليات اغتيال للمقاومين في الضفة بشكل أكبر، وهو ما تريد المنظومة الأمنية لتثبيته بأنه أمر روتيني لا يخضع لأي حسابات مع المقاومة في غزة ولا يستدعي الرد.

دولة الاحتلال تدرك جيدا حجم الرد الذي  سيعقب عملية الاغتيال إن تمت، لكن ما أتوقعه بأنها تدرس أو درست عملية اغتيال محسوبة بحيث تجعل قوة الرد عليها محسوبة أيضا دون الدخول لمعركة كبيرة تنتظرها المقاومة الفلسطينية -اما لتثبيت معادلات جديدة أو لزيادة الغلة من جنود الاحتلال-، أو أن "نتنياهو" يريد تشتيت الأنظار عن عمل آخر ينوي تنفيذه يتعلق بالجنود الصهاينة الأسرى لدى كتائب القسام، أو أن دولة الاحتلال ستقوم بضربة عسكرية لمنطقة خارج حدود فلسطين، حيث أن طبيعة الاحتلال يعتمد غالبا في عملياته العسكرية سياسة السرية التامة والتمويه والتشتيت للوصول لأهدافه بشكل غادر.

لذلك فالأيام القادمة ستشكل منعرجا قويا في مسار المواجهة مع دولة الاحتلال، وأعتقد أن المقاومة الفلسطينية وكتائب القسام لديها من حصيلة المعلومات الاستخباراتية والتحليلات ما هو كافࣩ لمعرفة مقاصد دولة الاحتلال وتوجهاتها القادمة، لذلك مطلوب من قيادة حركة حماس والفصائل الفلسطينية بتوجيه رسائل للوسطاء في الإقليم من عواقب هذه التصريحات لدولة الاحتلال، كما أنه مطلوب من قادة المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام بالخروج بتصريحات شديدة اللهجة لدولة الاحتلال بمخاطر أي عمل ينوي "النتنياهو" القيام به وأنه سيترتب عليه عواقب كبيرة على الحياة في دولة الاحتلال، وأن تبقى المقاومة جاهزة لأي حسابات أخرى مع دولة الاحتلال.