Menu
15:50الحركة الأسيرة: معركتنا مستمرة مع الاحتلال وندعو لجمعة غضب نصرة للأسرى والقدس
15:49"الأسرى" تعقب على إصابة الأسير يعقوب قادري بالسرطان
15:45موعد وآلية تسليم المساعدات الفلسطينية لمتضرري زلزال تركيا
15:44الاحتلال يواصل منع إدخال الأجهزة الطبية لغزة
15:42الذكرى الـ22 لاستشهاد القسامي المدني من نابلس
15:41تنويه مهم بشأن العمل بمعبر رفح غدًا الاثنين
15:40عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى
15:38الجهاد الإسلامي تكشف حقيقة محاولة اغتيال أحد قادتها بدمشق
15:37حماس تنعي والدة القائد في كتائب القسام الشهيد "ياسر النمروطي"
15:36المالية بغزة تعلن موعد صرف عقود المياومة عن شهر نوفمبر
15:35إضراب المعلمين يدخل أسبوعه الثالث في الضفة
15:34"بن غفير" يعقّب على العصيان المدني في القدس
15:32حماس تدين القصف الإسرائيلي على سوريا
15:29أبو مجاهد: ندين الهجوم الهمجي الصهيوني على سوريا والذي أدى إلى إرتقاء وإصابة عدد من الشهداء والجرحى من المدنيين والأبرياء
15:19القدس تبدأ عصيانها وتشعل نيران الغضب

الذكرى الـ22 لاستشهاد القسامي المدني من نابلس

توافق اليوم الذكرى السنوية الـ22 لاستشهاد القائد القسامي محمود المدني من نابلس، بعد أن اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلي عقب خروجه من مسجد "فتوح" في المدينة.

نشأة البطل
تنحدر جذور الشهيد القسّامي القائد محمود سليمان المدني من المدينة المنورة، فيما ولد في تاريخ 4/4/1976 بين ثلاثة من الإخوة وخمسة من الأخوات، ويأتي ترتيبه الخامس بين جميع إخوانه.

 تلقى شهيدنا القسّامي البطل تعليمه الابتدائي في مدرسة شريف صبوح الابتدائية بنابلس، ثم انتقل إلى المدرسة العامرية لإكمال مرحلته الإعدادية، وتوجه إلى مدرسة أبو بكر الصديق في المرحلة الثانوية.

حال السجن بينه وبين إكمال حصوله على شهادته الثانوية خارج السجن ليكملها من خلف القضبان في الفرع العلمي بمعدل (77%)، ما أهله الانضمام لصفوف جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس.

التحق في صفوف كلية الشريعة الكلية الأقرب إلى قلبه، بتخصص "أصول الدين"، إلا أن حادثاً جسيماً ألم بالعائلة جعله يترك مقاعد الدراسة ليعين أسرته على تلبية حاجاتها، فقد توفي والده في24/9/1999 بسبب جلطة في القلب.

في رحاب الإخوان
ارتشف الشهيد المجاهد محمود المدني رحيق تربيته الدينية مبكراً قبل إكمال أعوامه الست الأولى فتى يافعا في رياض التربية المسجدية في مسجد "فتوح"، حفظ خلالها ما يربوا عن العشرين جزءًا من القرءان الكريم.

وبعد أن أظهر المجاهد فطنةً مميزة وأدب جماً تم إلحاقه من قبل إخوانه في جماعة الإخوان المسلمين في عام 1989، بعد أن تسلم إمارة مسجده فتوح، ومن ثم أصبح مسئولاً عن دورات تحفيظ القرءان في منطقة شارع القدس، بعد أن حاز بتفوق على إجازة في تجويد القرءان وأحكامه.

أما التحاقه بحركة "حماس" فقد كانت منذ بداية انطلاقتها حيث انضم إلى صفوفها وعملها المقاومة في العام 1988 في الانتفاضة الأولى.

جندي قسامي
في العام 1994 كانت الخلية القسّامية الأولى التي تأسست في مدينة نابلس على يدي المجاهد القسّامي القائد عبد الناصر عطا الله عيسى، ونال المجاهد القسّامي محمود المدني أن يكون أحد فرسانها ومجاهديها بالإضافة للمجاهدين: معاذ بلال وعثمان بلال.

وكان القسّامي المدني المساعد اللوجستي الأول للخلية، إلا أن الاحتلال الذي نالت منه عمليات القسّام وزلزلت كيانه في عملياتها الاستشهادية، فقد كانت تعمل في كل أجهزته الأمنية لإحباط أي عمل عسكري لجنود وعقول القسّام، وقد استطاعت اعتقال المجاهد محمود المدني في الأشهر الأخيرة لعام 1994 بعد عملية وعسكرية كبيرة لقوات "الدفدفان".

كان من أبرز الأعمال الجهادية التي كان له دور فيها هي العملية الاستشهادية التي قام بها المجاهد حامد أبو حجلة، في 1/1/2001 في مركز تجاري في مدينة نتانيا، وقد أشارت الخيوط التي قامت السلطات الصهيونية بجمعها إلى مصدر واحد هو المجاهد محمود المدني، بدوره بمساعدته الكبيرة لحجلة بالقيام بعمليته، والتي انطلق بها من مدينة جنين، وهنا أعيد اسم محمود المدني على قائمة الاغتيالات الصهيونية التي بدأت بها السلطات الصهيونية في صفوف المقاومة منذ الأيام الأولى لانتفاضة الأقصى.

عملية الاغتيال
حمى الله المدني من الاغتيال لمرتين متتاليتين، إلا أن القدر كان في ظهر يوم الاثنين 19/2/2001 ينسج ساعات المدني الأخيرة في هذه الدنيا، فبعد صلاة الظهر وأثناء خروج المدني من مسجده "فتوح"، كانت القوات الصهيونية قد حبكت خطتها لاغتياله.

أطلقت عليه قوات الاحتلال أربع رصاصات من جهة غير معروفة من سلاح نوع "M16" أصابت المدني في البطن والخاصرة والكتف، وانطلقت رصاصة أخرى من عيار "300" من منطقة سهل "روجيب" و"جبال عيبال" أصابته في البطن.

تم نقل القسّامي المدني إلى المستشفى على عجل، إلا أن "المستشفى الوطني" اعتذر عن استقباله لسوء حالته الصحية، وتم نقله بعدها إلى "مستشفى رفيديا" في المدينة، حيث استنفر المستشفى طواقم الطوارئ لإنقاذ حياة المدني، وتم ضخ أكبر من 18 وحدة دم لتعويض ما فقد المدني جرَّاء النزيف الحاد.

واعتقد الأطباء أن حالة المدني في تحسن فقد كان يقرأ وهو غائب تماماً عن الوعي القرءان بصوته الندي، وبكامل أحكام التجويد، حتى وهو تحت بنج العملية الأخيرة له، إلا أن ما بذل من جهد الأطباء لإنقاذ حياة المدني لم تنجح، ولفظ بعدها المدني أنفاسه الأخيرة على هذه الدنيا، بعد أن حطم بصموده عنفوان المحققين ومرغ الأرض بأنوفهم.