Menu
اعلان 1
17:07تجديد الاعتقال الإداري للأسير ماهر حرب 4 أشهر
17:06أعمال تجريف إسرائيلية في أرض الحمراء بسلوان
17:02الاتحاد الأوروبي يعلق على موعد صرف شيكات الشؤون الاجتماعية.. ماذا قال؟
16:42مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال ينفذ اعتقالات وتضييقات بالقدس
16:39الاحتلال يعتقل القيادي والأسير المحرر عرفات القواسمي من الخليل
16:37"الخارجية": تنكر نتنياهو لحقيقة وجود الاحتلال صفعة للدول التي تتمسك بحل الدولتين
16:34حماس : "إسرائيل" غير جادة في إتمام صفقة تبادل للأسرى
16:33مستوطنون يدمرون مخزن زراعي لأحد المواطنين شرق طولكرم
16:32الية السفر عبر معبر رفح البري يوم غدٍ الاثنين 2 يناير 2023
16:30بالصور كشف "تنسيقات مصرية" عبر معبر رفح ليوم غدٍ الإثنين
16:28"مؤسسات الأسرى": اعتقال 7000 فلسطينيّ خلال عام 2022
16:27"دعم الصحفيين": "1003" انتهاك للحريات الإعلامية منذ بداية 2022
11:06سلمي: نستقبل العام الجديد بروح الثبات على حالة الاشتباك في جنين وكامل الضفة
11:04خريشة : إقامة مهرجان انطلاقة فتح بغزة تجسيد للتعددية السياسية
11:02141 منظمة حقوقية تطلق نداءً للعالم بوقف المجازر بحق أسرى فلسطين

حماس اختارت الخيار الأصعب

 

✒️. سلامة معروف

ما من شك أن حماس -إن شاءت-كانت تمتلك عشرات المبررات الموضوعية والذاتية التي تمكنها بسهولة من رفض إقامة مهرجان انطلاقة حركة فتح في ذكرها الثامنة والخمسين، وكان يسعها بكل بساطة أن تستجيب لمطالبات قطاع واسع من صفها الداخلي الذي طالب بضرورة التعامل بالمثل في ظل استمرار منع إقامة مهرجان لحماس بالضفة، واعتقال العشرات من كوادرها المقاومة، بل ومحاربة كل مظاهر الانتماء الحمساوي هناك، حتى لو كانت راية مرفوعة خلال استقبال أسير محرر.

لم تفعل حماس أي من ذلك واختارت بدلا من ذلك الخيار الأصعب تنظيميا وداخليا، اختارت أن توفر كل مقومات انجاح انطلاقة حركة فتح، وتسهل عقد المهرجان وتوفر كل ما يلزم لتأمينه، رغم صوت الاعتراضات الداخلية الذي كان يزداد ارتفاعا كلما خرجت مشاهد الاستفزاز وصور الإساءة ضد حماس، التي كان يقوم بها بعض الشباب المنتمي لحركة فتح.

ذهبت حماس للخيار الأصعب داخليا نعم وبذلت جهدا -ولاتزال-لاقناع أبنائها بصوابية هذا الخيار، وأهمية التعالي على حجم الألم والغضب الذي يعتصر القلوب ويغلي الدماء لما يجري بحق كوادرها بالضفة.

ذهبت حماس في خيار اعتبرته الأصوب وطنيا ومجتمعيا ويرسخ نهج الحريات السياسية المكفولة للجميع في غزة، حتى للخصم السياسي، وربما شكك البعض في جدوى هذا السلوك الحمساوي الذي ترفع له القبعات، ومدى تأثيره عما يجري بالضفة من قمع، ناظرا إلى التجارب السابقة المماثلة، والتي لم تغير قناعات القائمين على الأمر هناك، أو حتى تجعلهم يشعرون بشيء من الغيرة من هذه المواقف المحمودة وطنيا ومجتمعيا.

أقول من واقع فهمي لما جرى أن هذا السلوك الحمساوي يعكس قناعة حقيقية لدى قيادتها بالتعددية السياسية وثقة عالية بالنفس، وفهم واعي للمجتمع، وإيمان مطلق أن الواقع الفلسطيني الداخلي يحتاج الجميع، ولو كان الأمر غير ذلك لوسعها ببساطة أن تتعامل بمنطق المقايضة مقابل السماح بطلب عقد مهرجان مماثل لها بالضفة أو الافراج عن معتقليها، وهي غير ملومة لو فعلت ذلك، ولكنها لم تفعل.

ما جرى بالأمس درس جديد من الوطنية والوحدة المجتمعية تسطره حماس في صفحتها الناصعة بكتاب التاريخ الفلسطيني، ودليل جديد أن الانقسام لم يكن يوما بين طرفين، هما حماس وفتح بقدر ما كان بين حماس ومعها الكل الفلسطيني بما فيهم شرفاء فتح، وفئة قليلة تسلطت على القرار وانقلبت على ثوابت شعبنا الوطنية وأعرافه المجتمعية.