Menu
08:51ذكراها الحادية عشرة.. وفاء الأحرار.. المقاومة مصممة على الإيفاء بوعدها
08:47أستراليا تلغي اعترافها بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل" ولابيد يرد
08:46عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى
08:15الاحتلال يشدد إجراءاته على حواجز القدس ويمنع طلبة شعفاط من الوصول لمدارسهم
07:53مقاومون يستهدفون قوات الاحتلال في قباطية وشرق نابلس
07:49الضفة الغربية تلبي نداء "عرين الأسود"
07:47لليوم الثامن.. الاحتلال يواصل عقابه الجماعي بحق أهالي نابلس
07:36أسعار صرف العملات اليوم الثلاثاء
07:35الطقس: انخفاض طفيف على درجات الحرارة
07:34إصابات خلال مواجهات مع الاحتلال في بيت أمر
07:32نقابة الموظفين بغزة: صرف كشف العلاج من المستحقات الخميس المقبل
07:31طقس فلسطين.. توقعات بسقوط الأمطار خلال الأيام المقبلة
21:29بالصور: كشف "تنسيقات مصرية" للسفر عبر معبر رفح ليوم الأربعاء
17:55"الشاباك" يعترف بتواطؤ جنود الاحتلال مع اعتداءات المستوطنين
17:40الاحتلال يصادق على مخطط استيطاني جديد شمال القدس

ذكراها الحادية عشرة.. وفاء الأحرار.. المقاومة مصممة على الإيفاء بوعدها

قبل أحد عشر عاماً سطرت المقاومة الفلسطينية مفخرةً خُلدت بمداد من الذهب في صفحات التاريخ، حين أرغمت الاحتلال على تحرير 1027 أسيراً فلسطينياً جُلهم من أصحاب المؤبدات والمحكوميات العالية مقابل الإفراج عن الجندي الصهيوني الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط.

وفي الخامس والعشرين من يونيو عام 2006م، أسرت كتائب القسام وألوية الناصر صلاح الدين وجيش الإسلام الجندي الصهيوني جلعاد شاليط من داخل دبابته خلال عملية عسكرية نفذتها في موقع الإسناد والحماية التابع لجيش الاحتلال على الحدود الشرقية لمدينة رفح جنوب قطاع غزة.

تشبثت حماس بالجندي شاليط ما يقارب من خمسة أعوام، وبذلت جهدًا أمنيًا كبيرًا في إخفائه في ظل محاولات العدو المتواصلة والحثيثة منذ أسره للوصول إلى أي معلومة عنه؛ فلم تغادر الطائرات أجواء القطاع لرصد أي دليل عليه؛ وكلها باءت بالفشل والخيبة.

محاولات فاشلة

ومن أجل الاحتفاظ بالجندي وإتمام الصفقة، قدمت حماس الغالي والنفيس من دماء قادتها ورجالها وأبناء شعبنا، ومنذ عملية الأسر، فرض العدو الصهيوني حصارًا قاسيًا على قطاع غزة ليعزله عن العالم الخارجي، وشن عمليتين عسكريتين ضد القطاع في يونيو ونوفمبر عام 2006، أسماهن "أمطار الصيف"، و"غيوم الخريف"، وأعلن رئيس حكومة الاحتلال آنذاك إيهود أولمرت أن الهدف الرئيس منها إعادة الجندي شاليط.

فشل الاحتلال في استعادة شاليط في العمليتين، فشنّ عدوانًا شاملًا وكبيرًا ضد قطاع غزة عام 2008-2009م، فقصفت أكثر من 80 طائرة حربية صهيونية كل المواقع الأمنية والمؤسسات الحكومية والبنية التحية لقطاع غزة، فيما شرع العدو بتوغل بري بعد عدة أيام من العدوان.

صمد شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة في معركة الفرقان أمام عدوان متواصل لـ 21 يومًا استهدف فيها العدو كل المرافق الحيوية في غزة، إضافة إلى المدارس والجامعات والمساجد والمستشفيات والمراكز الطبية، واستخدم الأسلحة المحرمة دوليًا ضد المواطنين في غزة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 1300 فلسطيني.

أعلن قادة العدو أن استعادة الجندي جلعاد شاليط هو الهدف من هذا العدوان، إلى جانب إنهاء حكم حماس ووقف إطلاق الصواريخ، لكنه فشل فشلًا ذريعًا في تحقيق أي من تلك الأهداف، وخرج من القطاع وهو يجر ذيول الهزيمة، فلم يستطع الوصول إلى مكان الجندي شاليط أو معرفة معلومة عنه.

مواصلة الطريق

وخلال معركة الفرقان نفذت كتائب القسام خمس محاولات أسر لجنود صهاينة، لكن الاحتلال فضّل قتل جنوده على أن يقعوا أسرى في أيدي كتائب القسام، فقصف جنوده مع آسريهم في اللحظة الأولى من عمليات الأسر، ما أدى إلى مقتل الجنود واستشهاد أبطال القسام.

فشل العدو في سياسة لي الذراع ضد القطاع، أو في محاولة الوصول لشاليط، فظلت يد القسام قابضة على الجندي لمدة خمس سنوات في ظروف غاية في التعقيد والاستثنائية حتى يوم الإفراج عنه.

ألف أسير

وضعت المقاومة شرطًا بإطلاق سراح شاليط، مقابل الإفراج عن 1000 أسير فلسطيني إلى جانب الأسيرات والأسرى الأطفال، وأكدت حماس أن الإفراج عن الجندي لن يتم دون صفقة تبادل أسرى؛ فمارَس العدو التعنت، وأفشل الجهود والوساطات مراراً.

وجد العدو نفسه أمام خيار لا مفر منه بالخضوع لشروط المقاومة مقابل الإفراج عن الجندي الأسير جلعاد شاليط، وبعد سلسلة مفاوضات شاقة عبر عدة وسطاء رضخ العدو لشروط المقاومة، ونفذت صفقة وفاء الأحرار.

سبقت الصفقة خطوة عززت أمل تحقيقها بتنفيذ صفقة الحرائر في 30 سبتمبر عام 2009 والتي تم بموجبها الإفراج عن 18 أسيرة من الضفة المحتلة، وأسيرة وابنها من قطاع غزة مقابل شريط يظهر فيه الجندي الأسير جلعاد شاليط على قيد الحياة.

وفي 11 أكتوبر 2011 أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس آنذاك خالد مشعل عن التوصل لاتفاق تبادل أسرى بين الحركة والاحتلال عُرف بـ "صفقة وفاء الأحرار"، فيما جرت عملية التبادل في 18/10/2011م، لتكون من أكبر عمليات التبادل في تاريخ الشعب الفلسطيني.

تحرر في الصفقة المشرّفة 1027 أسيراً على مرحلتين مقابل الإفراج عن شاليط، منهم 994 أسيرًا، و33 أسيرة، و284 أسيراً كانوا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد، و395 قضوا أحكامًا لا تقل عن خمس سنوات، و789 منهم اعتقلوا خلال انتفاضة الأقصى، و238 اعتقلوا قبل انتفاضة الأقصى، و95 منهم مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عامًا، بينهم 27 أسيراً مضى على اعتقالهم أكثر من 25 عامًا.

ولا تزال قضية تحرير الأسرى على رأس أولويات حركة حماس وتعمل من أجل حريتهم ليل نهار، وتبذل الغالي والنفيس، فبعد أسر شاليط وتحقيق صفقة وفاء الأحرار، واصلت حماس الطريق، وتمتلك اليوم في قبضتها أربعة أسرى آخرين سترسم بهم لأسرانا فجر حرية جديدا، " ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا".