قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان إن المستوطنين المتطرفين بدأوا يسيرون دوريات مسلحة في بعض المناطق المأهولة بالسكان الفلسطينيين شمال الضفة الغربية المحتلة، في اختبار أولي لردود الفعل على ممارسات تشكل الوجه الأخر لأعمالهم الإجرامية.
وأوضح المكتب في تقرير أسبوعي صادر يوم السبت، أن مستوطنين من مستوطنة "يتسهار" بالتعاون مع رؤساء مجلس المستوطنات في منطقة شمال الضفة شكلوا مليشيا مسلحة تحت مسمى "الحرس المدني"؛ للقيام بعمليات تمشيط ليلية على "الطريق 60" الذي يمر ببلدة حوارة جنوب نابلس.
وأضاف أن عناصر هذه المليشيا المسلحة تستخدم الأسلحة النارية الشخصية المرخصة من "الإدارة المدنية".
وتابع أنه ورغم إصرارها على اقتصار دورها على دوريات لمساعدة جيش الاحتلال وتأمين مرور المستوطنين على الطرق التي تمر بمناطق مدنية فلسطينية الحماية، فإن الخطر يكمن في اعتداءها على المواطنين في المنطقة، الذين يعانون أشد المعاناة من منظمات الإرهاب اليهودي الذين يتحصنون في المستوطنة المذكورة وبعدد من البؤر الاستيطانية المحيطة بها.
ومنذ مطلع العام الجاري، أعلن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف، أن المستوطنين يمارسون إرهابًا منظمًا ضد الفلسطينيين بالضفة، خاصة بعد أن تضاعف معدل اعتداءاتهم على الفلسطينيين، بما في ذلك الاعتداءات الجسدية وتخريب وحرق الممتلكات والمزارع على مرأى من جنود الجيش الإسرائيلي.
وبشأن مدينة القدس المحتلة، أشار التقرير إلى مصادقة ما يسمى اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء الإسرائيلية، في على مخطط استيطاني "الحديقة الوطنية – الغزلان" في مستوطنة "بسغات زئيف"، وذلك بعد أقل من أسبوع على تقديم المخطط.
في الوقت ذاته، قرر وزير "شؤون القدس" المتطرف زئيف الكين، تخصيص 2.5 مليون شيكل لما يسمى إنقاذ الشارع الرئيس القديم -الكاردو- في البلدة القديمة من القدس، بحجة الحفاظ عليه بعد ظهور تصدعات وتشققات نتيجة الحفريات والأنفاق التي تجريها جمعية “العاد” الاستيطانية أسفل أحياء البلدة وخاصة في المنطقة الجنوبية من باب المغاربة وحارة المغاربة ومنطقة القصور الاموية جنوبي المسجد الأقصى.
إلى ذلك، كشفت وزارة "شؤون القدس" الإسرائيلية عن مجموعة مشاريع استيطانية تهويدية للبلدة القديمة بالقدس، مؤكدةً أن الوزير الكين والمدير العام لوزارة القدس والتراث ناثانيال إسحاق، تجولا في الحي بقيادة مدير عام شركة تطوير الحي هرتزل بن آري، الذي أوضح لهما عن مشروع ترميم كاردو والتقدم المحرز في بناء مصعد حائط المبكى، وترميم كنيس (مجد إسرائيل).
وبحسب تقرير المكتب الوطني، أوصت بلدية الاحتلال "اللجنة اللوائية الإسرائيلية" بإيداع 3 مخططات لبناء 706 وحدات على أنقاض مباني في حي الطالبية ضمن ما تسمى الآن "تلبيوت".
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال عمدت إلى إنشاء تطبيق خاص يسمى "عامود عنان"، وهو تطبيق يتم استخدامه في الخرائط والملاحة، ويعتبر أحد أهم التطبيقات التفاعلية المستخدمة من قبل المستوطنين في الضفة الغربية لنسج "صلات روحية وقومية زائفة ومفتعلة"، وأخرى سياحية مع الجغرافيا الفلسطينية.