ارض كنعان/ في حياة حسن روحاني مأساة دموية من داخل بيته، لا ينساها بالتأكيد، حتى وسط نشوة فوزه بالانتخابات الرئاسية خلفاً لمحمود أحمدي نجاد، وهي انتحار ابنه الأكبر قبل 21 سنة "لخجله من انتماء أبيه إلى نظام الملالي" طبقاً للواضح من رسالة كتبها ولخص فيها سبب إقدامه على إنهاء حياته بيديه.
نقرأ عن خبر انتحاره في 7 كلمات واردة ضمن سيرته الذاتية بالإنكليزية في موقع "ويكيبيديا" المعلوماتي، ومصدرها وارد أيضاً في مدوّنة بالفارسية للإيراني الخبير بشؤون بلاده ومجريات ما يجري فيها من أحداث، وهو علي نوري زاده، مدير مركز الدراسات العربية – الإيرانية.
ذكر أن حسين روحاني، وكان لايزال طالباً في 1992 وعمره 23 سنة، شعر بذنب كبير لكون والده جزءاً من نظام قام بحملة إعدامات بالجملة بعد انتهاء الحرب الإيرانية - العراقية، فعلّق على حبال الموت الكثيرين من المعارضين "ومن بينهم بعض أصدقائه وزملائه في الدراسة"، وكان هو من النوع الحساس، فانتابه خجل من كون أبيه مسؤولاً ذلك العام عن إدارة شؤون الحرب زمن رئاسة هاشمي رفسنجاني "ولم ير حلاً إلا بالانتحار."
انتحر بمسدس أبيه
كان ذلك في نيسان 1992 بطهران، ولم يكن في البيت أحد، فوالدة حسين روحاني كانت خارج المنزل، ووالده كان في زيارة رسمية إلى الصومال، وإخوته الأربعة بمدارسهم "فمضى وسحب المسدس وأطلق على نفسه رصاصة داخل البيت."
وسمع بعض الجيران صوت الطلقة وأسرعوا إلى المنزل ووجدوه جثة مضرّجة بدمها "منتحراً بمسدس أبيه نفسه"، وفق تعبير علي نوري زاده الذي يروي في مدوّنته على الإنترنت معظم ما وصله من معلومات عن فحوى الرسالة التي تركها الابن المنتحر، من ضمن موضوع كتبه عن الحالة في إيران عموماً.
وفي الرسالة يقول المنتحر، إنه قرر الانتحار لأن والده "جزء من السلطة الفاسدة والقمعية"، ولأنه سئم الكذب على نفسه وعلى الآخرين، قائلاً: "سئمت الكذب على نفسي، وأكره نظامكم وحكومتكم وأكاذيبكم وفسادكم"، ثم يقول في فقرة أخرى: "كلي أسف لأني أعيش في بيئة أنا مضطر فيها إلى الكذب على زملائي كل يوم، بتكراري أن والدي ليس جزءاً من النظام"، وفق تعبيره.
ويتابع نوري إنهم دفنوا حسين روحاني في "قسم الشهداء" بمقبرة "بهشت الزهراء" في طهران، أو "جنة الزهراء" بالعربية، وإن والده الرئيس المنتخب شعر في ذلك الوقت بهزة عميقة لانتحاره "فعزل نفسه عن العالم لأكثر من عام كامل، وكذلك زوجته التي عانت من صدمة وأصبحت متدينة أكثر إلى درجة أنها كانت الوحيدة التي لم تظهر مع زوجها في حملته الانتخابية كزوجات بقية المرشحين."