Menu
13:03بالأسماء.. كشف جديد للتنسيقات المصرية للسفر عبر معبر رفح غدًا
12:53الصحة تصدر تعليمات لاعادة فتح صالات الافراح
12:40هنية يوعز لقيادات حماس: المرحلة تتطلب تكثيفاً للجهود لإنهاء الانقسام
12:37اجتماع لممثلي الدول العربية المضيفة للاجئين مع مفوض عام الأونروا لبحث الأزمة المالية
12:36الخضري: مرشحا الرئاسة الأمريكية تكتيكات متباينة.. والهدف واحد استمرار دعم إسرائيل
12:31وزارة الصحة : 8 وفيات و633 اصابة جديدة بفيروس كورونا
12:29الرئاسة الفلسطينية تدين العمل الارهابي الذي وقع في النمسا
12:28امير قطر يؤكد وقوفه الى جانب الحق الفلسطيني
11:46بحر يحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى
11:25القانوع: ارتفاع عدد المصابين بكورونا في "جلبوع" ينذر بكارثة حقيقية
11:22الاحتلال يجرف أرضا في بيت حنينا ويهدم بركسا للخيول بجبل المكبر
11:20الحكومة تكشف مستجدات جديدة حول الأزمة المالية التي تعصف بها
11:19الطاقة بغزة تعلن عن فرص للاستثمار في توليد وتوزيع الطاقة البديلة
10:34الصحة بغزة: تسجيل 3 حالات وفاة و 229 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الـ 24 ساعة الماضية
10:26مستوطنون يُقدمون على زراعة أشجار ببلدة الساوية بنابلس

كيف إنتقلت حماس الى المحور المعادي لمحور الممانعة.. بقلم: محمود فنون

كيف انتقلت حماس الى المحور المعادي لمحور الممانعة

 
بقلم : محمود فنون


ذكرت صحيفة القدس العربي والدولي في افتتاحيتها بان:"حركة ‘حماس′ كانت تعيش وضعا اقرب الى المثالية ..، حيث كانت تتمتع بوضع خاص في وسط محور الممانعة، وتستفيد من دعمه ومساندته ماليا وعسكريا وسياسيا، لكن انفجار الانتفاضة الشعبية ( في سوريا)المطالبة بالاصلاحات واحترام حقوق الانسان فرض على قيادة الحركة ان تختار احد معسكرين، فاما الوقوف في صف النظام، والبقاء تحت مظلته، واما الوقوف في خندق المعارضة ومن ثم الرحيل.
قيادة حركة حماس بزعامة السيد خالد مشعل رئيس مكتبها السياسي فضلت الرحيل من دمشق، والانضمام الى المعسكر الاصولي السني، متماهية مع رموز هذه مثل الشيخ يوسف القرضاوي رئيس هيئة كبار العلماء، وحركة الاخوان المسلمين.
كان واضحا ان هذه القيادة راهنت على احتمال سقوط النظام السوري في غضون اسابيع، او اشهر معدودة اسوة بما حدث في كل من تونس ومصر وليبيا، لكن صموده لاكثر من عامين فاجأها، مثلما فاجأ العديد من الانظمة العربية والغربية على حد سواء..."
نعم ، كانت حركة حماس تعيش وضعا مثاليا في أحضان محور الممانعة ، وتتمتع بكل المزايا التي أمنها هذا المحور ، دون الإلتفات أبدا لمسألة الطائفية والجهوية . ولكن حماس اختارت التغيير . 
إختارت التغيير الذي يجعلها غير منسجمة مع هذا المحور بل أصبح وجودها قيه عبء عليها وقيد على توجهاتها الجديدة . 
ومنذ أن شكلت ما يسمى الجكومة الفلسطينية على إثر فوزها بالأغلبية في إنتخابات المجلس التشريعي عام 2006م ،دخلت حماس مسارا جديدا وبدأت منهجا جديدا يتعارض مع نسق تحالفها في محور الممانعة ، وبدات في التغيير الذاتي وبدات تتشكل بصورة جديدة وفي اتجاه جديد .
ففي مصالحة مكة عام 2007م قبلت ما اتفقت عليه منظمة التحرير من اتفاقات وأعلنت احترامها لالتزامات المنظمة بعد إن كانت ترفضها وتدعو الى إسقاطها ، وقبلت فكرة المفاوضات التي كانت تصفها بالعبثية والضارة ...
لقد تغيرت ، ولم يكن هذا التغيير فجائيا أو من بنات أفكارها بل بفعل العرابين والضغوطات واستجابات القيادات العليا لحماس ، وكان القرضاوي أكبر عراب حيث التقى مع الأمريكيين في قطر وطرح عليهم فكرة حماس في سياق طرحه لتغير موقف الإخوان وضرورة قبول الأمريكان لهم ثمنا لخدماتهم التاريخية ضد الشسيوعية وضد الناصرية وقوى التحرر العربي وخدماتهم في أفغانستان ضد السوفييت ...
لقد قطعت حماس شوطا طويلا في مسارها الجديد وتعمق هذا الدور بعد القسمة الجغرافية الفلسطينية وتكثيف دور العرابين للمصالحة الفلسطينية على قاعدة قبول حماس بما وصلت اليه المنظمة وحركة فتح ..
إذن للمسألة جذور أسبق من الحراك السوري ..إذن الموقف من سوريا وحزب الله ومحور الممانعة هو طور جديد في سياق حماس الجديد وليس بسبب الحراك الشعبي وما آلت اليه الأوضاع في سوريا .
نعم لقد تكثف العمل مع حماس من قبل القوى المعادية لمحور الممانعة والتابعة لأمريكا ، ولكن ما كان لها ان تنجح في شيء لولا استعداد القيادة العليا لحماس لهذا التغيير .
ولكنه ليس تغيرا فحسب ،إنه إنتقال الى الضد ونبذ التحالفات السابقة بل وخيانتها ومعاداتها والمشاركة في الحرب عليها والإندماج في حلف جديد والتحول الى جزء منه ومتناغم معه ومنسجم وفاعل فيه .
إن حماس تعبر عن تغيرها وانتقالها الى الحلف الجديد بشن الحملات على محور الممانعة والإشتراك في الحرب القائمة ضده ، وذلك لإثبات المصداقية الجديدة في التغيير وكي تحرق السفن دون رجعة .
إن محور الممانعة الذي انتقل الى المجابهة الفعلية مع الحلف الإمبريالي الصهيوني الرجعي ، لم يطلّق حماس ولم يبدأ معها الإختلاف بل إن سوريا لم تطلب من حماس أن تتدخل بأي شيء لصالح النظام وفي مجابهة الحلف الرجعي المعادي . إن حماس هي التي بادرت وبعرابة الحمد الذي اصطحب مشعل وفريقه الىى الدوحة وأسكرهم بالدفعات المالية والوعود بالقبول الأمريكي.
إذن فإن حماس لم ترغمها ظروف سوريا على مغادرتها كما ذكرت إفتتاحية القدس العربي والدولي، بل ظروف تغيرها وانتقالها الى مواقعها الجديدة المتفقة مع الرجعية العربية والراغبة في القبول الغربي ، هي التي دفعتها للخروج من سوريا والإنتقال الى صفوف الحلف المعادي لمحور الممانعة الذي انتقل فعلا الى المجابهة الفعلية .