Menu
12:40باحث بالأقصى يحذّر : المسجد معرض للانهيار بأي لحظة!
12:37شخصيات جزائرية: استقبال هنية بجوار الملوك "تكريم لقضيتنا"
12:28"الخارجية": إسرائيل تستبق زيارة بايدن بارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعبنا
12:27مسؤول بالصحة : الموجة السادسة سريعة الانتشار ونحذر من فترة العيد
12:22ملحم : ارتفاع على اسعار الكهرباء في الاراضي الفلسطينية
12:22زوارق الاحتلال تستهدف الصيادين في بحر شمال غزة
12:17المالية بغزة تعلن موعد صرف رواتب المياومة ومخصصات ذوي الشهداء والجرحى والأسرى
12:16الاحتلال يرفض الإفراج المبكر عن الأسير فؤاد الشوبكي
12:13بالأسماء: كشف "تنسيقات مصرية" للسفر عبر معبر رفح يوم غد الخميس
12:12مرور غزة تنشر إحصائية حوادث السير خلال الـ24 ساعة الماضية
12:10هكذا وصفت حركة حماس لقاء هنية مع عباس برعاية جزائرية
12:09حماس تنعى الشهيد غنام وتدعو لتصعيد المقاومة
12:08الاحتلال يقتلع عددًا من الأشجار في أرض لعائلة برهط
12:06هيئة: 3 أسرى بسجن النقب يعيشون أوضاعًا صحية صعبة
12:05ما التخصصات التي سجلت أعلى معدل بطالة لعام 2021

التطبيع التعويض الاستراتيجي لضعف الموقع الجغرافي

بقلم: أ. نمر ياسين المدهون

إن إدارة الدولة تستلزم سياسة حكيمة ودبلوماسية مرنة، وهذا ما دفع بن غوريون ليقول في وثيقة التأسيس: أن (إسرائيل) تأسست كـ"دولة يهوديّة"، هو ذاته صاحب "نظرية الأطراف" والتي سعت لإقامة علاقات مع أطراف عربية وغير عربية في الشرق الأوسط لكسر عزلة إسرائيل الجيوسياسية والأيديولوجية، وعليه فإن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تعمل على تثبيت جذورها في وسطٍ إسلاميٍ معادٍ ضمن ترسيخ يهودية الدولة اعتماداً على قرارات المؤتمر الذي دعى له كامبل بانيرمان 1907م ، فلجأت لنسج علاقات مع دول عديدة لتطويعها لخدمة هدف التأسيس (يهودية الدولة)، تزامنت مع إنشاء تحالفات أمنية وعسكرية، كان من أبرزها في العام 2018م، حيث سعت إدارة ترامب لإعداد خطّة لإنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة، تحت مسمّى "تحالف استراتيجي شرق أوسطي أو "الناتو العربي"، وذلك لمحاربة ما أسمته أطماع إيران في المنطقة وتدخّلاتها في المنطقة العربية، لكن فرص نجاح تشكيل هذه التحالفات ضعيفة وخاصة بمشاركة إسرائيل، للرفض الشعبي العربي لمثل هذه الخطوة.

بناءً على نظرية الأطراف التي تبنتها (إسرائيل) منذ تأسيسها، عملت على نسج علاقات مع دول عدة، فأدى ذلك لظهور مصطلح "التطبيع" في منتصف ستينيات القرن الماضي لأول مرة ضمن مفاوضات لإنشاء علاقات دبلوماسية مع ألمانيا الغربية، ومن هنا تم رصد أنماط ثلاث من التطبيع نشأت منذ ذلك الوقت وهي: أولاً: "تطبيع غير رسمي" يتميز بوجود علاقات ثنائية سرية بين الدولتين من دون إقامة علاقات دبلوماسية، ثانياً: "تطبيع رسمي وظيفيّ" يتميز بالتعاون في مجالات الأمن والاستخبارات، وربما الاقتصادي، مثل العلاقات مع مصر والأردن، ثالثاً: "تطبيع شرعي وكامل" يتميز بوجود تعاون متعدد الأوجه والمستويات، على الصعيدين الحكومي والشعبي على حدٍ سواء، كما هي العلاقات مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، هذا النمط الجديد من التطبيع الذي بشرت بظهوره اتفاقيات أبراهام" في النصف الثاني من العام 2020. هو "نمط سلامٍ أكثر دفئاً" من "السلام البارد" كما النمط الثاني.

بعد أن أصبح النمط الثالث من التطبيع واقعاً؛ صار من الممكن لإقامة تحالفات عسكرية إقليمية بمشاركة إسرائيل، وذلك بعد توقيع اتفاقيات أبراهام"، بالإضافة إلى "العداء المشترك" لإيران والموقف من مشروعها الإقليمي كقاسم مشترك بين هذه الدول وإسرائيل، فالولايات المتحدة ترى في مثل هذا التحالف فرصة لخفض قدرتها العسكرية، مع الحفاظ على مصالحها الحيوية في المنطقة.

ونتج عن هذه الاتفاقيات زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس للبحرين، وقام بتوقيع اتفاقية اعتبرت تاريخية، كان من نتائجها إرسال ضابط بحرية إسرائيلي للتموضع في البحرين بشكل دائم ليعمل كضابط تنسيق ما بين إسرائيل والأسطول الخامس الأميركي والقوات البحرينية، وأيضاً التعاون والاتفاقيات الموقعة على مستوى وزارات الدفاع والأجهزة الاستخباراتية والجيوش، وعلى المستوى الأمني غير الرسمي؛ إبرام اتفاقيات في مجال الأمن، والاستخبارات، وتصنيع المعدات العسكرية والبحث والتطوير، بالإضافة إلى خلق القيمة بما يشمل المشاركة الإنسانية مع الإمارات لإنقاذ النساء والأطفال في أفغانستان، والتعاون الاقتصادي بين وزارات الاقتصاد والصناعة، وتعاون على مستوى البنى التحتية، ومن هذه الاتفاقيات على سبيل الذكر لا الحصر التوافق بين سلطات المياه والكهرباء ومد أنابيب الغاز، وغيرها الكثير التي يصعب حصرها...

بعض دول المنطقة لا ترى في "الخطر الإيراني" سبباً لتشكيل التحالفات مثل: (مصر ودول المغرب العربي باكستان)، إضافة إلى للتخوف الإسرائيلي من انقلاب التحالفات وتغير توجهاته مستقبلاً في حال تبدل الأشخاص، ويكون تهديداً وجودياً لها، لذا فإن الطريق إلى تشكيل قوة عسكرية مشتركة بمشاركة إسرائيل لا يزال طويلاً ومليئاً بالعقبات، ومن جانب آخر فإن الحرب الروسية-الأوكرانية أعطت إشارة لبعض الدول العربية، أنه لا يُمكن استمرار الاعتماد على الولايات المتحدة في صدّ أي "حرب" تشنّها إيران عليهم في المستقبل...

إن نظرية الأطراف ويهودية الدولة، هما أساسان تعمل من خلالهما دولة العدو لترسيخ وتمكين حكمهم في أرض فلسطين، وتبذل قصاري جهدها في تطويع الاتفاقيات للمصلحة الخالصة لدولة العدو، فهم على يقين أن الحكومات المستسلمة مهما تمادت في خيانتها سيأتي يوماً ما جيل يغير قواعد اللعبة، ويقلب السحر فيصيبهم في مقتل، فاستخدام التطبيع بنمطه الأول بداية حتى الوصول للتطبيع الكامل (الشعبي والرسمي) بنمطه الثالث، ليتمكنوا من نسج تحالفات عسكرية وأمنية في خيالهم، حتى يستطيع المحتل من صد أي تهديد حقيقي، ليمد في عمر الدولة التي تقترب من نهايتها (هاجس العقد الثامن)، ولكن يقيننا بالله قاسم لامحالة لظهر المحتل وقاطع لأواصره في لحظة لم ولن يتوقعها أحد...

"حَتَّىٰٓ إِذَا ٱسْتَيْـَٔسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَآءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّىَ مَن نَّشَآءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ"