Menu
12:40باحث بالأقصى يحذّر : المسجد معرض للانهيار بأي لحظة!
12:37شخصيات جزائرية: استقبال هنية بجوار الملوك "تكريم لقضيتنا"
12:28"الخارجية": إسرائيل تستبق زيارة بايدن بارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعبنا
12:27مسؤول بالصحة : الموجة السادسة سريعة الانتشار ونحذر من فترة العيد
12:22ملحم : ارتفاع على اسعار الكهرباء في الاراضي الفلسطينية
12:22زوارق الاحتلال تستهدف الصيادين في بحر شمال غزة
12:17المالية بغزة تعلن موعد صرف رواتب المياومة ومخصصات ذوي الشهداء والجرحى والأسرى
12:16الاحتلال يرفض الإفراج المبكر عن الأسير فؤاد الشوبكي
12:13بالأسماء: كشف "تنسيقات مصرية" للسفر عبر معبر رفح يوم غد الخميس
12:12مرور غزة تنشر إحصائية حوادث السير خلال الـ24 ساعة الماضية
12:10هكذا وصفت حركة حماس لقاء هنية مع عباس برعاية جزائرية
12:09حماس تنعى الشهيد غنام وتدعو لتصعيد المقاومة
12:08الاحتلال يقتلع عددًا من الأشجار في أرض لعائلة برهط
12:06هيئة: 3 أسرى بسجن النقب يعيشون أوضاعًا صحية صعبة
12:05ما التخصصات التي سجلت أعلى معدل بطالة لعام 2021

الإنسانية والأسرى ( هشام السيد )

محيي الدين أبو مصطفى 

هشام السيد هو جندي يخدم في الجيش الصهيوني وهو أسير لدى كتائب القسام منذ العام 2015 ، تم أسره في ظروف غامضة لم تَكشف عنها كتائب القسام إلى اليوم ، قضيته عادت إلى السطح هو والجنود الصهاينة الأربعة الأسرى لدى كتائب القسام ، حيث ظهر في فيديو قصير وهو في حالة مرضية وحسب ما أعلن الملثم أن الحالة الصحية التي يمر بها هشام السيد أصبحت حرجة ، حيث ظهر وهو على التنفس الاصطناعي وبطاقة هويته بجانبه ، وشاشة التلفاز على قناة الجزيرة والتي تدل على الصور حديثة وليس قديمة .

أولاً حديثنا اليوم عن الدلالات التي تحملها هذه الصورة من عدة جوانب مهمة على الصعيد الفلسطيني والصهيوني .

بداية هذه الصورة توضح جلياً الحالة الصحية الصعبة التي وصل لها هشام السيد ، وتعابير الوجه والنحول الذي بدا على جسمه ووجهه ووضعه على التنفس الاصطناعي يؤكد ذلك ، وهذا يؤكد صحة كلام القسام عن مرض هشام السيد ولولا أن المرض شديد ومن الممكن أن يُودي بحياته لَما أعلن القسام عن مرضه والعدو الصهيوني يدرك ذلك تماماً ولعلهُ من خلال الصورة شخص أطباء الاحتلال نوع المرض الذي يحمله هشام السيد .

يعتبر هشام السيد واحد من مجموعة أسرى تحتفظ بهم كتائب القسام ، من أجل إبرام صفقة تبادل يتم بموجبها تحرير أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال ، وحسب ما ظهر من بطاقة هويته أنه جندي يخدم في الجيش الصهيوني وليس كما يدعي بينت بأنه مدني ومختل عقلياً .

الإفصاح عن الحالة الصحية للأسير هشام السيد يعكس الحالة الإنسانية لدى كتائب القسام ، والتعامل مع الأسرى وفق ما تقتضيه الشريعة الإسلامية والأعراف العسكرية ، وحتى تتبرأ من تحمل أي مسؤولية تجاه الجندي في حالة وفاته فجأة دون الإعلان المسبق عن حالة المرضية ، إذ في هذه الحالة ستتهم دولة الاحتلال والمجتمع الدولي كتائب القسام بقتله عمداً ، ولكن بهذا الإعلان تضع كتائب القسام دولة الاحتلال والمجتمع الدولي أما مسؤولياتهم في حال وفاة الجندي ، في المقابل أن دولة الاحتلال تتعمد الإهمال الطبي في حالات الأسرى الفلسطينيين في سجونها ولا تفصح عن الحالات المرضية الخطيرة لبعض الأسرى إلا بعد تأخر الحالة الصحية لهم ، ولقد أفصحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بتاريخ 1 يوليو 2022 ، أن عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال الصهيوني ، قد بلغ 500 أسير وأسيرة منهم ما يقارب 50 حالة صعبة وخطيرة وبحاجة لرعاية خاصة وفورية ، ومع ذلك لا يتم تقديم العلاج اللازم لهم ولا الإفراج عنهم لأسباب مرضية رغم خطورة الحالة لديهم 

تحاول الحكومة الصهيونية التقليل من هذا الإعلان وتفريغه من مضمونه من خلال عدة نقاط ، منها اعتبار هشام السيد ليس جندياً وأنه مختل عقلياً وذهب بالخطأ على قطاع غزة ، وعلى حماس أن تطلق سراحه بسبب حاله الصحية ، ونسي الاحتلال أنه الدولة الوحيدة في العالم الذي يحتجز جثامين الشهداء وأن لديه مقبرة أرقام وأن جثامين الشهداء أصبحت تدرج ضمن صفقات تبادل الأسرى كما حدث في صفقة حزب الله بتاريخ 29 / 4 / 2004 والتي أطلق فيها سراح الأسرى مصطفى الديراني ، والشيخ عبد الكريم عبيد ، بالإضافة إلى 59 جثة لشهداء الثورة الفلسطينية واللبنانية ، وكان من بين جثامين الشهداء الذي استعادت المقاومة رفاتهم في تلك الصفقة ، جثمان الشهيدة دلال المغربي ، بل نسيَ الاحتلال أنه لا يحترم عهود ولا مواثيق ، إذ إنه أعاد اعتقال نائل البرغوثي أقدم أسير فلسطيني ، والعشرات من المحررين في صفقة وفاء الأحرار إلى السجن ، وهذا مخالفاً لما تم الاتفاق عليه وهنا من المفترض أن يأتي دور الوسطاء للمطالبة بالإفراج عنهم .

تتزايد حالة من عدم الثقة بين المواطنين وعائلات الأسرى الصهاينة ، وبين حكوماتهم المتعاقبة لإتباعها سياسة التمييز العنصري في أسراها ، حيث ينظر الجمهور الصهيوني إلى أبراهام مانغيستو ،على إنه إبن الزوجة أو إبن الزوج وليس إبن الزوجين وهذا ما عبر عنه شقيق الأسير أبراهام مانغيستو ذو الأصول الأثيوبية بشكل واضح وجلي ، ووضع مقارنة تعامل الحكومة في قضية شاليط ، وكيف أنها أفرجت عن أكثر من 1000 أسير فلسطيني من أجل إطلاق سراحه ، في حين أن مانغيستو لا يهتم له أحد ولا حتى تزودهم الحكومة بأي معلومة بحقه ، ونلاحظ أيضاً كيف أن العدو وقبل الإعلان عن اسم الأسير المصاب ، وجهوا كل إعلامهم نحو اسمين فقط من الأسماء الأربعة ، وهم هشام السيد وأبراهام مانغيستو والاشارة إليهم بالجنون والمرضى النفسيين وكأنه لا قيمة لهم ، وأنهم لا يستحقون دفع الأثمان التي تطلبها حماس مقابل الإفراج عنهم  .

ولعل من المؤشرات الإيجابية لِما صرح به الملثم  والذي عكس وجه نظر مغايرة لتصريحات بينت و لابيد ، هو ما صرح به ( موشيه تال ) المسؤول السابق لملف الأسرى والمفقودين في الكيان الصهيوني ، حيث قال أقترح أخذ إعلان حماس حول الأسرى على محمل الجد ، وأرى هذا بمثابة دعوة للاستيقاظ للحكومة ولنا جميعاً". 

ولكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه الأن هل سنشهد  صفقة تبادل أسرى إنسانية في الفترة القريبة وهل هذا ما تسعى إليه حماس أم لا .