Menu
15:39المالية: تحويل 35 مليون شيكل لصرف مخصصات الشؤون
10:38اشتية يعلن موعد صرف رواتب موظفي السلطة
10:34بلدية غزة تدعو أصحاب المحلات والباعة لعدم إغلاق الشوارع
10:33رابط تسجيل .. تصاريح عمال الداخل " اسرائيل "
10:31تمديد ساعات العمل على معبر خضوري بطولكرم غدًا
10:29الاحتلال يهدم قاعة أفراح بقلنسوة
10:28والا: مقاتلات إسرائيلية فشلت في إسقاط مسيّرات حزب الله
09:27التعليم: توقعات بإعلان نتائج توجيهي 2022 أواخر يوليو
10:23الاحتلال يعتقل 7 شبان من القدس
10:21الشيخ صبري يطالب بدعم التعليم في القدس
10:19تعرف على موعد صلاة عيد الأضحى 2022 في فلسطين
09:53185 يومًا على مقاطعة المعتقلين الإداريين لمحاكم الاحتلال
09:52المعتقل رائد ريان يواصل إضرابه لليوم 89
09:51الشخرة: نسبة عالية من الإصابات بكورونا في الضفة وأعراض لم نشهدها
09:48مجموعة العمل تودع 20 وثيقة بالأمم المتحدة حول المعتقلين الفلسطينيين بسورية

مصلى الأقصى القديم.. إرث حضاري تخترق الحفريات أعمدته التاريخية

تحت الجامع القبلي داخل المسجد الأقصى المبارك يقع مصلى الأقصى القديم، ذات قيمة دينية وتاريخية عريقة، ومعلمًا أثريًا وحضاريًا، يمكن للزائر أن يُشاهد من داخله سقف أرضية المسجد، وتلمس الأعمدة الضخمة التي تحمله، بعدما تم إحاطتها بأعمدة إسمنتية حديثة، جرى إضافتها أثناء ترميم المجلس الإسلامي الأعلى لهذا المكان عام 1927.

وعبر درج حجري يقع قرب الرواق الأوسط في الجهة الشمالية للجامع القبلي يتم الدخول إلى المصلى القديم، الذي بناهُ الأمويون، ليكون مدخلًا ملكيًا إلى القصور الأموية جنوبي المسجد الأقصى.

ويمتد المصلى بشكل طولي من الشمال إلى الجنوب، وينتهي بباب يُعرف باسم "باب النبي"، وعند المدخل الشمالي منه يوجد غرفة صغيرة كانت تُستخدم للحرس، بالإضافة إلى غرفة أكبر عند بقايا الباب المزدوج بالمدخل الجنوبي للمصلّى، وهي تحتوي على محراب في مدخلها، وأيضًا بئر عميق لكنه مغلق الآن.

وما يميز عناصره المعمارية وجود قبّتان أمويتان مسطحتان فوق مدخله الجنوبي، يوجد عندهما أعمدة حجرية ضخمة مُدعمة بجسور خرسانية تشكل الأساس الذي تقوم عليه منطقة قبة الجامع القبلي، وقد رُممت عام 1927.

ومصلى الأقصى القديم عبارة عن ممر يتكون من رواقين يتجهان من الجنوب للشمال، تحدوهما أعمدة حجرية ضخمة تحمل سقفه الذي يقوم جزء من الجامع القِبْلي عليه، وتقع تحت المكان الذي فيه محراب ومنبر الأقصى ويضم غرفًا وزوايا، ومصاطب، وأيضًا بئر عميق، أضاءتها دائرة الأوقاف الإسلامية لتمكين الزائرين من مشاهدتها.

وفي عام 1967، أقدم وزير الجيش الإسرائيلي آنذاك "موشيه دايان" على تفريغ البئر الموجود في الغرفة القريبة من الباب المزدوج عند المدخل الجنوبي للمصلى، واستخدمه للتسلل إلى المسجد، لكن تم اكتشافه بعد عدة أشهر وإغلاقه فيما بعد.

أقدم المعالم

نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ ناجح بكيرات يوضح أن المسجد الأقصى يتكون من عدة مستويات، كونه عبارة عن جبل صخري، بحيث تتوزع معالمه البالغ عددها 200 معلم على تلك المستويات.

ويضيف أن مصلى الأقصى القديم يعد من أقدم معالم الأقصى، ويقع في المستوى الثاني تحت الجامع القبلي، ويضم عدة آبار وفراغات، ويتألف من رواقين كبيرين يتجهان من الجنوب للشمال، وحجارته ضخمة يصل وزن بعضها 25 طنًا.

وكان المصلى يُستخدم ممرًا للأمراء الأمويين القادمين من الباب المزدوج المكون من بوابتين تقودان إلى رواقين، والذي يطل على القصور الأموية الواقعة جنوب الأقصى إلى الجامع القِبْلي مباشرة.

ويبين بكيرات أن أعمدة مصلى الأقصى القديم تعتبر من أضخم الأعمدة داخل المسجد الأقصى، والتي تحمل ست قباب مسطحة، تُزينها نقوش نباتية تنتهى بالرواقين بشكل طولي يمتد تحت الأقصى.

وخلال أعمال الحفر والتدعيم التي أجرتها لجنة إعمار الأقصى في أساسات مصلى الأقصى القديم تحت الجامع القبلي عام 1970، اكتشف مراقب التعميرات وجود "سواقيف حجرية" تغطي فضاءات سفلية تحتها، ليتبين بعد إزالتها أنها تغطي شبكة قنوات صخرية تمتد شمالًا وشرقًا متصلة بآبار تحت مستوى أساسات المصلى.

وفي العام 1998- 1999، جرى ترميم المصلى من قبل لجنة إعمار دائرة الأوقاف وبالتعاون مع لجنة التراث الإسلامي، كما أغلقت سلطات الاحتلال فتحة التهوية ومعالجة الرطوبة في جداره. وفق بكيرات

وبقى هذا المصلّى البالغ مساحته نحو ألف متر مربع، مغلقًا حتى عام 1998، إذ جرى تنظيفه على يد لجنة التراث الإسلامي ومؤسسة الأقصى برعاية الأوقاف الإسلامية، وتمت إضاءته وتهويته وإعداده ليكون مكانًا ملائمًا لاستقبال المصلين في كل وقت، ويتسع لنحو ألف مصل.

حفريات مستمرة

ويتعرض المصلى كما المسجد الأقصى ومحيطه لسلسلة حفريات إسرائيلية لم تتوقف منذ احتلال القدس عام 1967، حيث بدأت تلك الحفريات في الجهتين الجنوبية والغربية للأقصى، وتسببت في تساقط الحجارة من أعمدة المصلى. كما يقول بكيرات

ويشير إلى أن الحفريات وصلت إلى الآبار والفراغات الموجودة أسفل المتحف الإسلامي والمصلى، والتي تسببت في عام 2018 بسقوط حجر كبير من الجهة الغربية تحت المتحف يقدر وزنه 280 كيلو.

ويتابع أن الاحتلال يشن حربًا مستمرة واستهدافًا ممنهجًا على تلك المنطقة التاريخية الأثرية، محملًا بذلك، السلطات الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن تداعيات سقوط الحجارة من أعمدة مصلى الأقصى القديم، بفعل الحفريات، التي تؤثر بشكل كبير وخطير عليه.

وبحسب بكيرات، فإن إجراء الحفريات أسفل الأقصى وفي محيطه بمثابة فعل مخالف للقانون الدولي، ولكل القوانين الدولية والأممية، تتحمل حكومة الاحتلال المسؤولية عن خطورتها على المسجد المبارك، بما يؤدي لخنقه وخلخلة أساساته، بالإضافة إلى بنيان المدينة المقدسة.

ويؤكد ضرورة تحمل المجتمع المقدسي والفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية والمنظمات الدولية مسؤولياتها تجاه وقف حرب الحفريات التي تقدم رواية توراتية كاذبة وخاطئة.