Menu
16:32نادي الهلال يمثل فلسطين ببطولة "Donosticup" بإسبانيا
16:10المركز العربي يطلق موقع "القدس: القصة الكاملة"
13:02إضراب طلابي في "النجاح" للمطالبة بحياة جامعة آمنة
13:01الأسير صفران يخوض إضراباً منذ 10 أيام
12:59403 إصابات بكورونا و224 حالة تعاف خلال أسبوع
12:58حماس والجهاد تعلقان على استشهاد مواطن بقلقيلية
12:56"بينيت" يبحث عن صورة نصر مفقود بغزة.. والمستوطنون محبطون
11:54شهيد برصاص قوات الاحتلال بقلقيلية
15:53هيئة الأسرى تُطالب بإلزام "إسرائيل" للإفراج الفوري عن محرري "وفاء الأحرار"
12:46لجان المقاومة: تننعى الشهيد"نبيل أحمد سليم غانم " من مدينة نابلس الذي ارتقى برصاص الغدر الصهيوني بالقرب من بوابة جلجولية
12:45محكمة الاحتلال تنهي جلسة محكمة الأسير مناصرة دون إصدار قرار
12:43نقابات العمال: تجميد الاحتلال زيادة تصاريح عمال غزة عقاب جماعي
15:40أسرى الصفقة المعاد اعتقالهم: هذه رسالتنا الأخيرة قبل بدء إضرابنا المفتوح
12:38"الديمقراطية" تدعو القيادة السياسية لوقف المقايضة بقرارات "الوطني" و"المركزي"
12:37مشعل: لا خيار أمامنا سوى المقاومة حتى التحرير والعودة

طريق الشهداء.. التهديد الحقيقي لأمن العدو

نمر ياسين المدهون

في ذكرى إعدام أبطال ثورة البراق في عام 1929م على يد المحتل البريطاني، يكتب العدو الإسرائيلي فصلاً جديداً في الكتاب الأسود للجرائم البشعة التي كُتبت بحق الشعب الفلسطيني، فيغتال ثلاثة أبطالاً جدد، ليؤكد لنا أن المجاهدين يمرون عبر الزمن في سلسلة شرفٍ وعزٍ، وأن الثورة على المحتل واحدة وإن تغيرت الدولة الباغية...

فجر الجمعة المشهود هو يومٌ من أيام الله، بتاريخ 17/6/2022م، وفي مدينة جنين القسام ذات الذراع الطويلة في مقارعة المحتل، استيقظ العالم على مذبحة جديدة تروى بدم أبطال فلسطين، لتكمل مسيرة الشهداء التي امتدت لما يزيد عن مائة عام، كلٌ استيقظ على جريمةٍ نكراء، فمنهم من بكى حرقةً على رجالٍ شهداء، ومنهم من رأى الخبر وهو يقلب في القنوات دون اهتمام واستمر يقلب، حتى يجد قصة حبٍ ليرق لها قلبه...

في نفس يوم عملية الاغتيال، صرح العدو بأنه تمكن من كشف معمل متفجرات للمقاومة في الضفة الغربية والسيطرة عليه، وذلك ضمن عمليةٍ أمنيةٍ مشتركةٍ مع سلطة العار، والذي تمكن من إنتاج 80 جرام من المتفجرات، ويكأن ما تسمى بسلطة الشعب الفلسطيني لم تسمع عن عملية الاغتيال فجر نفس اليوم الذي نسقت وجهزت وأجهزت على معمل يرفع شأن فلسطين عالياً بأعماله ومقدراته، ويعطي إشارات بأن الاغتيال لم يكن بعيداُ عن التنسيق الأمني المذل...

إن تصريح جو بايدن بأن الزيارة تتعلق بالأمن القومي لاسرائيل، وأن سبب زيارته هو أكبر من موضوع الطاقة (الموضوع الذي يشغل العالم بعد حرب روسيا وأوكرانيا)، وأوعز لإسرائيل بإيقاف أي أعمال عسكرية قد تؤدي لإشعال المنطقة حتى انتهاء زيارته المرتقبة (لإسرائيل)، وبعد هذه التصريحات تتم عملية الاغتيال، فهل تعتبر (إسرائيل) أن المقاومين الثلاثة هم التهديد الوجودي لدولة الكيان وهو سبب زيارة بايدن؟، أم أنها تعتبره حالاتٍ أمنيةٍ فرديةٍ يجب القضاء عليها دون التوقع من أي عواقب قد تؤثر على الزيارة...

إذا سلمنا أن الشهداء الثلاثة هم تهديدٌ وجوديٌ على دولة الغاصبين، فثورة الرجال تحتاج لمن يشد عضده بشريف، ويستمد العزم من دم شهيد عفيف، فالإعداد والإبداع في مقارعة العدو يتطلب رجالاً، ليصنعوا جيلاً ثورياً يمر عبر جماجم الأبطال، فلا الاستكانة لمجرمٍ طريقنا ولا التسليم لخائنٍ عميلٍ لنا سبيل، فمن أدرك أن طريق الشهداء هو الممر لدحر المحتل والتهديد الأبرز على دولة الكيان، فرجال ضفة العياش والهنود جاهزون ليكملوا الطريق ويسدوا الثغر الذي خلّفه المصاب والمبعد والشهيد...

أما إن كان الاغتيال هو معالجةٍ لحالةٍ فرديةٍ أمنيةٍ، ولن يكون لها تبعات على مرتكب الجريمة، وأنه حدث عابر لا يؤثر على الحالة الأمنية في المنطقة، فعارٌ علينا أن نترك دم الأبرار على الطريق ونمضي، فإن الأمانة ثقيلة على أعناق الشرفاء، لنجعل هذه الدماء هي التهديد الحقيقي لأمن العدو القومي، فنحتاج لمن يحمل الدرع والسيف ويمضي ليكمل ما بدأه الشهداء، فهو تحفيز لأن نشحذ الهمة ولأن يكون دمهم نبراساً يتلألأ فيه المجد من سيرتهم وفنون أعمالهم الثورية...

خلاصة القول؛ سواءً كان العدو يعتبر عملية الاغتيال الجبانة هي للقضاء على التهديد الوجودي لدولته أو هي عملية أمنية فردية، فإن الحمل ثقيل على من يَخلُفُ الشهداء في دمائهم وجهادهم، فأروا الله منكم ما يرضى به عنكم، فالانتقام من القاتل هو قصاصٌ وعبرةٌ لمن خلفه، فإن زيارة بايدن التي هدفها الأساس هي التصدي للتهديد الوجودي لدولة الكيان يجب ألا تمر، ولتكن أرواحنا وأجسادنا ودماؤنا وقودٌ لنبدد حلمٌ يظنون أنه ماضٍ وآتٍ لا محالة، وأن سلطة التنسيق العميل بحاجة لمعالجة ليتم تحييدها عن عيون المجاهدين...