ارض كنعان/ الدوحة/ نشرت صحيفة "تيليغراف" البريطانية صباح اليوم مقالا تقول فيه انها علمت ان عملية التوريث في امارة قطر الغنية بالنفط والغاز ستخضع لـ "خطة مرحلية لنقل السلطة"، وان الامر وصل الى علم عدد من الدول الرئيسية، بما فيها الولايات المتحدة وايران. وفيما يلي نص المقال:
وقالت الصحيفة البريطانية ان كبار المسؤولين في قطر أبلغوا نظراءهم الاجانب أن الوقت قد حان لكي يتولى الشيخ تميم بن حمد، ولي عهد قطر البالغ من العمر 33 عاما، زمام الرئاسة في هذه الدولة الخليجية الثرية بالغاز.
ومضت تقول ان برنامج الخلافة الذي سيعلن قبل نهاية هذا الشهر، يحمل في طياته تخلي الشيخ حمد بن جاسم، رئيس الوزراء واحد كبار المستثمرين القطريين في بريطانيا، عن منصبه.
وسيعلن قصر الرئاسة القطرية خلال اسابيع من صدور هذا القرار ان الامير الشيخ حمد ابن خليفة، الذي يعاني من مشاكل صحية، سيتنازل عن الحكم لصالح ولي العهد الذي تلقى تعليمه في جامعة ساندهيرست، الكلية العسكرية الملكية في بريطانيا. وجرى ابلاغ احد كبار الزوار البريطانيين بهذه الخطط في وقت مبكر من هذا العام، وقالت بعض المصادر ان دولا رئيسية اخرى، من بينها الولايات المتحدة وايران، جرى ابلاغها بعملية الخلافة.
وقال مصدر مطلع على مجريات المباحثات ان "البرنامج يقضي بتسليم السلطة على مراحل بحيث تسمح لولي العهد في ان يقف في مقدمة الصفوف. وان الموقف في غاية الآهمية لان قطر تواجه احداثا تتفاعل في منطقة شديدة الحساسية".
وقال مايكل ستيفنز، الباحث في شؤون الخليج لدى المعهد الملكي للخدمات المتحدة، ان "الارث الذي يخلفه الامير ورئيس الوزراء، جعل قطر لاعبا على مستوى العالم. فقد كانت قطر في موقع بعيد عندما تولوا السلطة، ولكنها اليوم نمت لتصبح مدينة عصرية، وهي من كبريات المستثمرين في اوروبا وبريطانيا، وقد أقامت محطة تلفزيونية عربية قوية (الجزيرة)، وتقوم بدور رئيس في السياسة الخارجية. وهذا كله يعود الفضل فيه الى هذين الرجلين".
يذكر ان الشيخ حمد تولى السلطة في انقلاب ابيض العام 1995، وقد انتهز فرصة غياب والده في رحلة الى اوروبا. وفرض الحاكم الجديد شخصيته في تحويل شؤون الامارة التي تقع على بعد 21 ميلا عن الساحل الايراني. واضحت عقيلته الرائعة الشيخة موزه، التي شوهدت الاسبوع الفائت في حفل خيري مع ولي العهد البريطاني في قلعة ويندسور، رمزا لحقوق المراة في العالم العربي.
وستخلف استقالة الشيخ حمد بن جاسم تداعيات كبيرة في بريطانيا رغم انه سيبقى في منصب الرئيس التنفيذي لسلطة الاستثمار القطرية، وهي صندوق الثروة السيادية الذي يملك بين يديه روافد هائلة، ويقوم بتدوير عوائد الغاز.
وسيبقى القوة الدافعة وراء الشخصية الاعتبارية التي تملك محلات هارودز والتي استثمرت في مشروعات عقارية كبرى في لندن بما فيها مبنى "ذي شارد"، اعلى المباني الاوروبية.
وتمثل قطر حجما كبيرا في سياسة الشرق الاوسط، رغم ان عدد سكانها لا يتجاوز المليونين.
ورغم معرفة الدوائر الدبلوماسية والمسؤولين الاجانب للشيخ تميم، فان هناك تساؤلات تتعلق بالتوجيه المستقبلي للسياسات تحت القيادة الجديدة.
وله علاقات وثيقة مع العسكريين الغربيين، بفضل تعليمه في بريطانيا ودور قطر في استضافة قاعة بحرية امريكية.
غير ان المراقبين يثيرون موضوع علاقاته الوثيقة مع حركة الاخوان المسلمين، وهو دليل محتمل على انه قد لا يكون ليبراليا بقدر والده ورئيس الوزراء.
لم تقتصد قطر في دعم الحركات الاسلامية في الربيع العربي، وقامت بدور رئيسي في توفير السلاح واللوجستيات للثوار في ليبيا ومصر وسوريا.
