أرض كنعان/ غزة/ "يفتعل المشاكل والمشاجرات في البيت طول اليوم دون أدنى سبب، حيث أن الشكوك تراودني في بعض الأوقات انه يتعمد إخراج أبناءنا من البيت حتى لا يشاهدون مشاجراتنا التافهة".
هكذا بدأت أم ياسر حديثها، وأضافت: "في بداية الأمر كان دائم الخروج من البيت، وكانت المشاجرات فيما بيننا قليلة جدا وقد تكون نادرة، ولكن الأمر اختلف منذ استنكافه عن العمل عام 2007".
أم ياسر (45 عاماً) أم لخمسة أولاد، أكبرهم يدرس في الجامعة، وزوجة لأحد الموظفين الحكوميين التابعين للحكومة الفلسطينية في رام الله "المستنكفين عن العمل منذ عام 2007"، إحدى اللواتي يعانين نتيجة الانقسام الذي دمر بعضاً من بيوت الغزيات، تسرد بعض من هذه المعاناة.
في حديثٍ خاص لمراسل معا قالت أم ياسر: "قبل الانقسام، كان زوجي يعمل بجهاز الاستخبارات العسكرية بالمنطقة الوسطى، وكان دائم الغياب عن البيت، إما بالعمل، أو الخروج مع زملائه".
وأضافت "كانت حياتي عادية، مثل باقي عائلات غزة، لكنها كانت تخلو من المناكفات والمشاجرات، حيث كانت الخلافات التي تدور بيننا في اغلب الأوقات تكون مادية، ولكنها بشكلٍ عام كانت حياةً سعيدة".
وتابعت "لكن الأمر اختلف بعد جلوسه في البيت وعدم ممارسته لعمله "استنكافه عن العمل"، حيث بدأت الحياة تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، والمشاكل لا تنتهي، والصراخ لا يهدأ في البيت الذي كان شبه يخلو من أي مناكفات".
وعند سؤالها عن أسباب الخلاف الذي ينشأ فيما بينهما، تقول أم ياسر: "اغلب المشاكل يفتعلها زوجي دون سبب، حيث أنه لا يكل ولا يمل من اختلاق أسباب للمشاكل".
وتابعت "أن حاجة المرأة الغزية للحماية من العنف والاضطهاد الزوجي والمجتمعي تساوي تقريباً حاجتها للحماية من عنف الاحتلال الإسرائيلي الواقع على أبناء الشعب الفلسطيني شباباً وإناثاً".
وأضافت "لا أنكر أنني فكرت بالطلاق في بعض الأوقات، إلا إنني خفت على أولادي من الضياع، كما أن المطلقات لا يستطعن التكيف مع الظروف الجديدة، بالإضافة إلى نظرة الأهل للمطلقة على أنها سيدة غير منتجة، وبلا قيمة".
وطالبت أم ياسر حركتي فتح وحماس بإنهاء الانقسام، وإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي.
أم محمد "25 عاماً" قالت: "تزوجت منذ 4 أعوام، ولم أشاهد زوجي يذهب إلى العمل منذ زواجنا بسبب استنكافه كباقي الموظفين الحكوميين، حيث انه أحد عناصر جهاز الاستخبارات التابعة للحكومة الفلسطينية في رام الله".
وأضافت أم محمد: "من الحين للأخر يعمل زوجي في طلاء البيوت، نظراً للأوضاع المعيشية الصعبة، وقلة الدخل المادي الحكومي، حيث أنني تعودت في بعض الأوقات على خروجه من المنزل للعمل، ولكن عندما يجلس في البيت لمدةٍ طويلة دون عمل يفتعل الكثير من المشاكل لأبسط الأسباب".
وطالبت أم محمد الحكومة الفلسطينية في كلا من رام الله وغزة في غزة بالتوجه للمصالحة بأقصى سرعة، رأفةً بنساء غزة، وتفادياً للمناكفات العائلية التي تعمل في بعض الأحيان على الانفصال الزوجي".
المصدر: وكالة معا