Menu
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر
12:07الخارطة الوبائية لـ"كورونا" بالقطاع
12:05"إسرائيل": التطبيع مع السودان ضربة لحماس وايران
12:02"اسرائيل " علينا الاستعداد لما بعد ترامب
12:01الاحتلال يقتحم البيرة ويخطر بإخلاء مقر مركزية الإسعاف والطوارئ
11:59"الاقتصاد" بغزة تجتمع بأصحاب شركات مستوردي فرش الغاز
11:51«الديمقراطية»: سيقف قادة الاحتلال خلف قضبان العدالة الدولية
11:51الوعى الاستثنائى فى فكر  د.فتحى الشقاقى
11:47قيادي بحماس يتحدث عن "أهمية رسالة السنوار لرموز المجتمع"
11:45مستوطنون يقتحمون قبر يوسف بنابلس
11:40مقتل سيدة ورجل بالرصاص في باقة الغربية واللد
11:28الإمارات تسرق "خمر الجولان" السوري وتنصر "إسرائيل" ضد BDS
11:26صحيفة: تفاهمات بين القاهرة وحماس حول آلية جديدة لعمل معبر رفح

هزيمة 5 يونيو / حزيران بعد 46 عاماً .. بقلم : سمير الحجاوي

هزيمة 5 يونيو / حزيران بعد 46 عاماً  



بقلم : سمير الحجاوي

لم يكن يوم الاثنين الخامس من حزيران/ يونيو عام 1967 يوماً عادياً كبقية أيام العام!، بل كان يوماً تاريخياً واستثنائياً رهيباً ستكون له دلالاته وتوابعه المستقبلية وآثاره السياسية الكبرى التي ضربت الشرق بأسره وأسست لواقع عربي جديد ومختلف بالمرة، في ذلك اليوم الصيفي اللاهب تطايرت أوراق الوهم والخديعة، وتلاشت أحلام الرومانسيين المحلقين بعيداً عن مرارة الواقع المأساوي، وانكشف المستور والمحظور، وبانت العورات بعد أن تهاوت أنظمة الشعارات الكارتونية بضجيجها الإعلامي الفض الذي كانت ساحاته وميادينه أجهزة الإعلام المسموع والمقروء وقتذاك!
فمع الساعات ألأولى لصباح ذلك اليوم حلت بالعالم والشرق العربي أكبر هزيمة عسكرية وحضارية منذ نكبة عام 1948 والتي تم خلالها ضياع نصف أرض فلسطين التاريخية لصالح مشروع الدولة العبرية الذي تحقق بعد تخطيط طويل وإعداد متقن ومتدرج بدأ من المؤتمر الصهيوني الأول في بازل عام 1898 وطبقت مقرراته في 15 مايو/ أيار 1948 بإعلان قيام دولة "إسرائيل"، وجاء يوم الخامس من يونيو ومنذ الضربات الجوية الإسرائيلية الأولى ليستكمل الحلم الإسرائيلي كل عناصره ليضيع النصف المتبقي من فلسطين ومعه القدس ولتحتل أراض ثلاث دول عربية أخرى هي مصر (سيناء) وسوريا والأردن (الضفة الغربية)... ولتتغير للأبد شكل وطبيعة الصراع الإقليمي في الشرق بأسره.
لقد كانت هزيمة الأنظمة العربية في تلكم الحرب بمثابة ضربة وزلزال إستراتيجي رهيب غير كل قواعد اللعب السياسي والعسكري وأضاف للمشهد الإقليمي المتوتر أصلاً عناصر جديدة قدر لها أن تلعب أدواراً حاسمة في تاريخ العرب المعاصر، وحيث جاءت بعد الهزيمة مرحلة الانقلابات العسكرية التي جاءت كما تقول بياناتها الأولى رداً على هزيمة حزيران!! لكنها لم تقدم شيئاً لإزالة آثار تلكم الهزيمة بل عمقت جراح الأمة و رشت عليها ملح الفاشية والتسلط العسكري!، حدث ذلك في انقلابات العراق (1968) ثم توالت المتوالية الحسابية الانقلابية في السودان (مايو1969) وفي ليبيا (سبتمبر 1969) وحتى في سوريا ذاتها أواخر عام 1970 بعد انقلاب حافظ أسد وزير دفاع الهزيمة على رفاقه البعثيين من أعضاء اللجنة العسكرية وإنفراده بالسلطة حتى رحيله عام 2000 وتوريث أبنائه لسلطة ونظام البعث!، في مصر والتي كانت هي الهدف المباشر والرئيس للضربة الإسرائيلية الساحقة، كان الوضع مختلفاً باختلاف تجربة السلطة المصرية بعد انقلاب عام 1952 العسكري الذي قاده صغار الضباط في الجيش المصري الذين تقاتلوا فيما بينهم وأقاموا حكماً عسكرياً مباشراً كان ضحيته الأولى رئيسهم الذي جلبوه للحكم وأعني به اللواء المرحوم محمد نجيب الذي غدر به ضباطه وأذلوه واعتقلوه منذ عام 1955 وأقاموا دولة استبداد كانت في البداية حائرة في إعلان هويتها الأيديولوجية ثم رفع عبد الناصر قائد الانقلاب لواء وشعار القومية العربية منذ معركة السويس عام 1956 وما بعدها من الأحداث التي توجت بقيام دولة الوحدة العربية بين مصر وسوريا في أول وآخر تجربة وحدوية اندماجية في تاريخ الشرق العربي المعاصر سرعان ما فشلت بسبب الدكتاتورية والاستبداد والفوضى وضياع البوصلة في 28 سبتمبر/ أيلول 1961 وجاء الانفصال والذي قدر له أن يكون القدر العربي الدائم، ولن ندخل في تفاصيل وملف الوحدة وأسرارها فذلك موضوع مختلف، ولكن مصر التي خرجت جريحة ومدماة الأنف من تلكم التجربة كانت تحكم برأسين، رأس مدني سياسي يمثله الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ورأس عسكري استخباري كان يمثله وزير الحربية ورجل النظام القوي وقتذاك المشير الراحل عبد الحكيم عامر ومن معه من مراكز القوى في الجيش وجهاز المخابرات العامة، وكان الصراع الصامت على أشده بين الطرفين وكان عامر يدير الجيش بعقلية وسلطة (العمدة ورجل العيلة القوى) وليس وفقاً لمبادئ الإدارة والقيادة العسكرية الحديثة، الإسرائيليون كانوا ومنذ عام 1956 يهيئون الخطط العسكرية وينامون معها بينما كانت الجيوش العربية في مصر وسوريا مشغولة بحملات التطهير والتحسب من الانقلابات فسوريا دخلت الحرب بدون هيئة لضباط الأركان بسبب التصفيات المستمرة، وكان الفاشلون والصغار من الضباط من يدير أمور الحرب والدفاع وفي طليعتهم وزير الدفاع حافظ أسد وحيث ضاعت هضبة الجولان في التاسع من حزيران وأعلن حافظ أسد عن سقوطها قبل أن تسقط بيد الجيش الإسرائيلي بعد أن هرب قائد الجبهة السوري (أحمد المير)!، أما مصر فإن عبد الناصر كان يرسل الخطابات الملتهبة والحماسية والتي يؤكد فيها على أن (في العقبة قطع رقبة) بعد أن أغلق خليج العقبة بوجه الملاحة الإسرائيلية أواخر مايو دون أن يعزز الإجراءات السياسية بخطة عسكرية فاعلة سرعان ما تبين أنها غير موجودة أصلاً!! ليكرر الإسرائيليون نفس سيناريو هجومهم عام 1956 وحيث تم تدمير سلاح الجو المصري على الأرض وتدمير الجيش المصري في سيناء بعد أمر الانسحاب الفوضوي واللامبرر له والذي اتخذه المشير عامر بعد سهرة راقصة ليلة الحرب!!... لقد كانت هزيمة حزيران/ يونيو هي الحصاد الطبيعي والمر لحالة الاستبداد والتسلط... وما زال في الجعبة الكثير سنناقشه في المقالات القادمة.
صحفي أردني
hijjawis@yahoo.com
صحيفة الشرق القطرية