Menu
14:36الاحتلال الإسرائيليّ اعتقل أكثر من 9 الاف طفل منذ عام 2015
14:35عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى
14:35مالية غزة تعلن موعد صرف رواتب المياومة عن شهر يناير
14:33زوارق الاحتلال تطارد مراكب صيد في بحر خانيونس
14:32مالية رام الله تعلن موعد صرف رواتب موظفيها
14:29"إسرائيل".. عجز الميدان يُعوض بالإعلام
14:27الاتحاد الأوروبي : إقرار موازنة فلسطين خلال أيام
14:23باب العامود.. "أيقونة الثورة" في مواجهة التهويد وتكريس "السيادة"
14:21زيارة أهالي أسرى غزة لأبنائهم.. 75 دقيقة أطفأت لهيب 24 شهرًا
14:19موعد رواتب السلطة الفلسطينية لهذا الشهر على الصراف والبنوك للموظفين
14:1894 يومًا على مقاطعة الأسرى الإداريين لمحاكم الاحتلال
14:16الاحتلال يحكم على 3 أسرى من الضفة بالسجن الفعلي
14:14كشف "تنسيقات مصرية" للسفر عبر معبر رفح يوم غد الثلاثاء
14:12"الديمقراطية": أية "تعديلات قسرية" على ولاية "أونروا" استجابة لمواقف الاحتلال
14:09الاحتلال يعتقل 3 شبان من شمال الضفة

باب العامود.. "أيقونة الثورة" في مواجهة التهويد وتكريس "السيادة"

لم يعد باب العامود مجرد معلم معماري أثري ذات أهمية ومكانة استراتيجية في مدينة القدس المحتلة، بل غدا رمزًا وطنيًا فلسطينيًا، وعنوانًا للثورة والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي على هويته وسيادته، ورفض محاولات تهويده.

وباب العامود هو المدخل الشمالي الرئيس للبلدة القديمة، ويعتبر أحد أشهر وأجمل أبواب القدس، وأبرز نماذج العمارة من ناحية الزخارف والارتفاع، بالإضافة لكونه يقع فوق الباب الروماني القديم للمدينة المبني منذ عهد إمبراطور روما "هدريان" في القرن الثاني الميلادي.

ويكتسب الباب أهميته الاستراتيجية والجغرافية، باعتباره مدخلًا رئيسًا للمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وحائط البراق، ومنه نلج إلى سوق باب خان الزيت، وأسواق عدة في البلدة القديمة.

وسُمي بهذا الاسم نسبة إلى عامود من الرخام الأسود ارتفاعه 14 مترًا، كان بارزًا في الفترة الرومانية، ولم يعد موجودًا، لكن يشار إلى موقعه بعلامة، كما سُمي بـ "باب دمشق" نسبة إلى وجهة المسافرين من خلاله باتجاه دمشق، وأيضًا "باب نابلس" لأنه يتجه نحو نابلس.

وكان للباب أهمية منذ العهد العثماني، باعتباره ممرًا رئيسًا للقوافل التجارية والأفواج السياحية المتجهة لمدينة القدس، نظرًا لاتساع مساحته وقربه من الأسواق وطريقه الممهدة التي تؤدي لداخل أسوارها، وأيضًا المكان الذي تنطلق منه وتصل إليه الحافلات من الضفة الغربية وقطاع غزة.

ويعود البناء الحالي لباب العامود للفترة العثمانية بين عامي 1537 و1539، ويعلوه فتحة صغيرة للحراسة وتاج دُمر في زلزال ضرب القدس عام 1927، وأعادت سلطات الاحتلال وضعه لاحقًا، وتبلغ مساحة ساحته ومدرجاته والدكاكين المملوكية الموجودة في مدخله حوالي 8 دونمات ونصف.

ويتعرض باب العامود لمحاولات إسرائيلية عديدة لتهويده، وفرض سيادة الاحتلال الكاملة عليه، وطمس معالمه العربية والإسلامية، وتشويه هويته الوطنية بكافة الوسائل، كونه يشكل المدخل الرئيس للبلدة القديمة والمسجد الأقصى.

حاول الاحتلال مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، تقليص عدد المارين من الباب، لكن مع "هبة القدس" مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2015، التي أطلقها الشهيد مهند الحلبي بعد أن طعن أحد المستوطنين وأطلق النار على آخرين، ما أدى لمقتل إسرائيليين وإصابة آخرين، بدأت عمليات الطعن تتوالي، ليتحول الباب إلى منطقة عسكرية.

وبات حينها الفلسطينيون يطلقون على باب العامود "ساحة الشهداء"، لسقوط عشرات الشهداء برصاص الاحتلال في ساحته ومحيطه، بحجة تنفيذ عمليات طعن.

خط المواجهة الأول

أستاذ هندسة العمارة في جامعة بيرزيت جمال عمرو يقول إن باب العامود يعتبر من أكثر أبواب القدس اتساعًا وارتفاعًا ووضوحًا، ومركزًا لتسوق الفلسطينيين، وأيضًا لجلوس المقدسيين، وتجمعهم، رُغم استفزازات الاحتلال ومستوطنيه.

ويوضح أن الباب يشكل أيضًا، رمزًا للصمود والتحدي، وخط المواجهة الأول مع الاحتلال الذي يعي الأهمية الرمزية والتاريخية لهذا الباب، لذلك يعمل على تهويده.

ويضيف أن الاحتلال عمل على مدار السنوات الماضية، على إحداث تغيرات دراماتيكية وديمغرافية في باب العامود، بعدما كان يشكل شريانًا حيويًا للمقدسيين، إذ حوله إلى منطقة عسكرية أقام ثلاثة أبراج أمنية يتحصن داخلها جنوده.

وحول الاحتلال ساحته إلى ثكنة عسكرية ينتشر فيها عناصره وجنوده، من أجل استفزاز المقدسيين، واعتقالهم والاعتداء عليهم والتنكيل بهم، إلى جانب نصب عشرات كاميرات المراقبة سواء خارج الباب أو بداخله، لرصد الشبان ومتابعة تحركاتهم.

ويشير عمرو إلى أن سلطات الاحتلال تسعى لفرض سيطرتها على المكان، ومزاحمة المقدسيين فيه، ومنعهم من الجلوس في ساحاته أو تنظيم أي احتفالات أو مظاهرات احتجاجية، أو حتى الاحتفال بأجواء وطقوس شهر رمضان المبارك.

وباعتباره مساحة إعلان سيادتها على القدس، تشن سلطات الاحتلال منذ بداية شهر رمضان، حربها على باب العامود من جديد، وكأنها تريد إعادة سيناريو ما حدث العام الماضي، حينما وضعت حواجز حديدية على مدرجاته، ومنعت المقدسيين من الجلوس والتجمهر.

ونصبت شرطة الاحتلال حواجز حديدية عرضية لتقييد مساحة الجلوس والحركة، ومركزًا متنقلًا قرب باب العامود، ناهيك عن وضع كشافات جديدة فوق غرفها المحصنة، التي استحدثتها عام ٢٠١٧ في محيط الباب.

رسائل عدة

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل اقتحم وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، الأحد، محيط باب العامود، وزار مركز الشرطة المتنقل برفقة مسؤولين إسرائيليين كبار، أشاد بالتواجد الأمني الكثيف لقوات الاحتلال في القدس.

ويعلق عمرو على ذلك، قائلًا: إن" لابيد أراد باقتحامه منطقة باب العامود، إيصال عدة رسائل عسكرية ودبلوماسية، كي يثبت أنهم هم أصحاب السيادة على المكان، ومن حقهم الدخول إليه وقتما شاءوا، وها نحن نشرنا ثلاثة آلاف شرطي في محيط البلدة القديمة".

ومساء الأحد، أعلنت شرطة الاحتلال نشر لواء كامل من ستة كتائب يضم ثلاثة آلاف شرطي في محيط البلدة القديمة، شكلته بشكل مؤقت لقمع القدس وشبابها في شهر رمضان.

وأما الرسالة الثانية-وفقًا لعمرو- تتضمن "رسالة طمأنة للمستوطنين بأنكم تستطيعون اقتحام المنطقة بأي وقت، ولن نسمح للشبان المقدسيين بأن يجبروا الاحتلال على منع ذلك".

ومنذ بداية رمضان، تحاول قوات الاحتلال منع الشبان من التجمهر في باب العامود والاحتفال بأجواء الشهر الفضيل، من خلال قمعهم والاعتداء عليهم بالضرب بالهراوات ورشهم بغاز الفلفل والأعيرة المطاطية وقنابل الصوت، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم واعتقال آخرين.

وبهذا الصدد، يبين الباحث في شؤون القدس أن "باب العامود يعتبر نقطة تماس مع الاحتلال، وقد تؤدي تلك الأحداث لتفجير الوضع، وأن تكون تلك المنطقة الصاعق المفجر لأشبه ما يكون انتفاضة شعبية، وأن تتحول لساحة رعب للاحتلال".

ويؤكد إصرار المقدسيين على مواجهة الاحتلال وإجراءاته، وأيضًا محاولة الابتعاد عن ساحة المسجد الأقصى، الذي سيشهد اقتحامات واسعة خلال عيد "الفصح" العبري، والذي يتزامن مع شهر رمضان.