في مثل هذا اليوم يحيي الفلسطينيون، بالداخل والشتات- ذكرى يوم الأرض الخالد، الذي تعود أحداثه لعام 1976؛ وكانت نتيجتها ارتقاء ستة من الشهداء؛ بالإضافة إلى 49 جريحًا ونحو 300 معتقل.
وتعود بداية الأحداث إلى إعلان حكومة الاحتلال (الإسرائيلي) برئاسة إسحاق رابين عام 1975عن خطة لتهويد منطقة الجليل؛ بهدف بناء تجمعات استيطانية على أرض تعود ملكيتها للمواطنين الفلسطينيين الذين يمثلون الأغلبية في هذه المنطقة، تحت مسمى (مشروع تطوير الجليل).
وفي هذا السياق صادقت حكومة الاحتلال في 29 شباط 1976 على مصادرة 21 ألف دونم تعود ملكيتها لفلاحين فلسطينيين من بلدات سخنين، وعرابة، وديرحنا، وعرب السواعد؛ لتخصيصها لبناء المزيد من المستوطنات؛ علماً بأن سلطات الاحتلال قد صادرت خلال الأعوام ما بين 1948 حتى 1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث؛ إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي استولت عليها عام 1948.
في أعقاب قرار المصادرة، اجتمعت لجنة الدفاع عن الأراضي التي انبثقت عن لجان محلية في إطار اجتماع عام أُجري في مدينة الناصرة في 18 تشرين الأول 1975؛ لبحث آخر التطورات، وسبل التصدي لعملية المصادرة؛ واتفقوا على إعلان إضراب عام وشامل لمدة يوم واحد في 30 آذار 1976.
سارعت سلطات الاحتلال في 29 آذار 1976 إلى إعلان حظر التجول على قرى سخنين وعرابة ودير حنا، وطرعان وطمرة وكابول من الساعة الخامسة مساءً.
وأعلنت حكومة الاحتلال أن جميع المظاهرات غير قانونية؛ وهددت بإطلاق النار على "المحرضين"؛ بهدف منع تنفيذ الإضراب.
رغم التهديدات (الإسرائيلية) عم الإضراب كافة التجمعات السكانية الفلسطينية من الجليل شمالًا، إلى النقب جنوبًا؛ وخرجت المسيرات العارمة المنددة والرافضة لقرار مصادرة الأرض؛ فكان الرد (الإسرائيلي) لكسر الإضراب، عسكرياً دموياً بقيادة الجنرال "رفائيل إيتان"؛ إذ اجتاحت قواته، المدعومة بالدبابات والمجنزرات، القرى والبلدات الفلسطينية، وشرعت بإطلاق النار عشوائياً، ليرتقي ستة شهداء: أربعة منهم قتلوا برصاص الجيش، واثنان برصاص الشرطة؛ وأصيب العشرات بجراح.