قال محافظ سلطة النقد فراس ملحم، إن تحويلات العمال الفلسطينيين في "دولة" الاحتلال إلى السوق الفلسطينية تبلغ نحو 18 مليار شيكل سنويا، مشددا بالمقابل، على تطلعه، إلى أن يصار إلى تحويل رواتبهم عبر البنوك قبل نهاية العام الحالي.
وأشار ملحم، خلال لقاء مع صحافيين نظمته سلطة النقد في مقرها بالبيرة، أمس، إلى أنه لن تترتب أي كلفة على تحويل هذه الرواتب وصرفها عبر البنوك، ولن يكون هناك ازدواج ضريبي.
ورأى أن عملية تحويل هذه الرواتب للبنوك، سيسهم في الحد من مشكلة تراكم الشيكل لدى البنوك، "وسيستفيد العمال من الخدمات المصرفية التي تقدمها البنوك".
وقال: المشكلة في طريقها إلى الحل، وقد أعلنت هيئة الشؤون المدنية مؤخرا عن تحويل رواتب العمال العاملين في السوق الإسرائيلية عبر البنوك، ونحن نتابع هذا الأمر مع الجانب الآخر، ونأمل أن تتم دفعات عمالنا عبر البنوك قبل نهاية العام، ما سيحل مسألة الشيكل، وسيكفل كرامة العامل.
وتابع: تراكم الشيكل يسبب إزعاجا كبيرا للسوق، وهناك عبء على البنوك، وعدم قدرة على استيعابه، لأن "دولة" الاحتلال تضع قيودا على تحويل الشيكل إلى سوقها، بالتالي كان لدينا نحو خمسة مليارات شيكل، ونحن على تواصل مع بنك إسرائيل، وهناك حلول مؤقتة إلى حين أن نصل إلى حلول دائمة.
ولفت إلى استراتيجية "النقد" للتحول الرقمي، داعيا إلى تكثيف الجهود لتكريس هذا المفهوم.
وذكر أن البنية التحتية جاهزة فيما يتعلق بمنظومة الدفع الإلكتروني، منوها بالمقابل إلى مساعي الحكومة لإطلاق منصة للخدمات الإلكترونية الحكومية.
واستدرك: لا يجوز أن نتخلف عن الركب، ونحن متجهون إلى أن تكون لدينا بنوك رقمية مستقبلا، لذا نطور من عملنا على أكثر من صعيد، بما فيها مسألة الشمول المالي، ووصول المرأة إلى التمويل.
وفيما يتعلق بالقطاع المصرفي، لفت إلى أنه في وضع جيد، فالموجودات تنمو بوتيرة مميزة تزيد على 11% حيث وصلت إلى 21 مليار دولار، بينما الودائع بلغت زهاء 5ر16 مليار دولار.
وبخصوص الواقع الاقتصادي، أوضح أن المؤشرات تبرز أن نسبة النمو العام الحالي ويتوقع أن تكون في حدود 3-4%، ستكون أقل من العام الماضي وبلغت 6%، بيد أنه نوه إلى أن الاقتصاد في مرحلة تعاف، بعدما شهد انكماشا ملحوظا العام 2020 بنسبة 3ر11% بسبب جائحة كورونا.
ولفت إلى المصاعب التي تواجهها المالية العامة، لا سيما جراء تراجع حجم المساعدات الخارجية، التي بلغت نحو مليار دولار قبل عقد من الزمن، قبل أن تتراجع بشكل ملموس خلال السنوات الأخيرة، معربا عن أمله في استئناف الدعم الخارجي أكان الأوروبي أو العربي قريبا.
وجرى في ختام الفعالية، توقيع اتفاقية تعاون مع نقابة الصحافيين، لتنفيذ برنامج تدريبي للصحافيين الاقتصاديين.