استعرض كاتب إسرائيلي السيناريوهات المتوقعة للحرب الروسية الأوكرانية، والتي تدخل يومها 23 على التوالي في ظل تصاعد الهجوم الروسي على العديد من المناطق في أوكرانيا.
وتساءل دانيال فتشطر في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، بعد أكثر من 3 اسابيع على الحرب إلى أين تسير الأمور؟ مؤكدا أن "الخطط الأولية للجيش الروسي اصطدمت ببضع مشاكل، مثلما أيضا بتفكير فاسد للجنرالات حول طبيعة الرد المرتقب. ومع ذلك، لا تزال القوات تحاول محاصرة العاصمة كييف".
السيناريو الأول، هو "محاصرة وسقوط كييف في الأيام القريبة القادمة، وهذا لا يزال سيناريو واقعيا، لكن القصة لا تنتهي بالإغلاق التام للمدينة، فإلى جانب ذلك تثور مصاعب أساسية للجانب الذي يحاصر".
السيناريو الثاني هو انسحاب روسيا من أوكرانيا، حيث أعلنت مؤخرا محافل أوكرانية أن الجيش المحلي بدأ بهجوم مضاد في عدة مواقع كي يبعد الجيش الروسي عن ضواحي كييف ومدن أخرى.
وأضاف الكاتب: "لقد بدأت المناورة العسكرية الأكبر في أوروبا منذ عهد الحرب العالمية الثانية، ويبدو أن شيئا سيئا مر في السنوات الأخيرة على القوة العظمى التي سيطرت ذات مرة على العالم؛ فهناك هبوط في معنويات الجنود، وسلاح قديم، وتصفية قادة كبار ونقص في التوريد؛ كل هذا فقط جزء من المشاكل التي ظهرت في الأسابيع الثلاثة الأخيرة".
وذكر أن من "وضع خطة غزة أوكرانيا، أي بوتين والمقربون منه، خططوا لعمل هذا بسرعة شديدة، وكل المعطيات تبين أن الروس خططوا للسيطرة على أوكرانيا في غضون يوم أو يومين، وفي هذا فشلوا".
وأما السيناريو الثالث يتعلق بإمكانية وقف النار، وتبين حتى الآن أن "جولات المحادثات بين الوفدين الأوكراني والروسي لم تعط ثمارا بعد، وإنهاء القتال يبدو بعيدا مثلما كان في يومه الأول، وفي كييف، الرئيس الأوكراني فولوديمير زلنسكي، تخلى عن واحدة من النقاط المركزية التي كانت ظاهرا مبررا للقتال؛ وهي انضمام أوكرانيا إلى حلف "الناتو"، مع ذلك، حدد بوتين بأن هدفه الأعلى هو "نزع النازية" عن الدولة المجاورة، وزعم أن النار ستتوقف عندما يضع الأوكرانيون سلاحهم".
والرابع هو "سيناريو غير تقليدي"، وقال فتشطر: "مع أن الغزو يتقدم ببطء، لكن بضع مناطق أساسية بالذات سقطت في غضون وقت قصير ومن أبرزها؛ محطة الطاقة النووية في "تشرنوبيل"؛ ومنذ أن انتقلت إلى روسيا، يبلغ عن توقف الكهرباء بشكل شبه يومي نتيجة للقتال".
وإضافة إلى ما سبق "توجد محطة الطاقة النووية "زبوريجيا"، التي بخلاف "تشرنوبيل" لا تزال فاعلة، والطرفان يتبادلان الاتهامات بتخطيط مستقبلي لتخريب في واحدة من المحطات النووية، وباستخدام محتمل لسلاح بيولوجي"، مضيفا: "سواء كحادثة أم بقصد، سيناريو بيولوجي نووي سيسرق كل الأوراق ويضع العالم في وضع جديد، تصبح كل دولة طرفا مشاركا فيه".
والسيناريو الخامس والأخير، هو "الهجوم على عضو في "الناتو"، فمنذ أن بدأ الغزو الروسي في 24 شباط/ فبراير 2022، تحاول أفضل الاستخبارات في الغرب بحسب الكاتب "تحليل ما يدور في رأس بوتين، وإلى أين يوجه خطواته لاحقا، وهل سيتوقف في أوكرانيا أم سيواصل نحو دولة أخرى؟".
ورأى أن "الأمر المؤكد؛ أنه إذا غزت روسيا واحدة من الدول الأعضاء في "الناتو"، سيتسبب ذلك بحرب عالمية ثالثة، كنتيجة لاتفاق الدفاع الذي سيستخدم في اللحظة التي تتعرض فيها دولة في الحلف لهجوم من الخارج".
وأشار إلى أن "صاروخا روسيا أطلق الاثنين الماضي، أصاب قاعدة عسكرية في "لفيف"، على حدود أوكرانيا مع بولندا، وفي موسكو زعموا أن هناك 180 من المرتزقة الأجانب، في الوقت الذي حذروا فيه من تدخل عناصر خارجية في القتال".
وتابع: "في هذه الأثناء يبقى ميزان معين، ولا سيما في ضوء الوعود المتكررة من الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، بأنه لن يرسل جنودا إلى ميدان المعركة، ولكن إذا تبين لاحقا وجود "مستشارين أمنيين" غربيين في أوكرانيا، الأمر سيجر رد فعل روسي وتصعيد للوضع".